على مسافة ليست بالبعيدة من مدينة أسوان، يقع أحد أعرق المعابد المصرية القديمة هو معبد فيلة الذى يتميز بموقع خلاب فى جزيرة وسط النيل شاهدة على شماخة المصريين وتاريخ حضارة عريقة فى واحدة من الأثار النوبية التى تم إنقاذها من الغرق عقب بناء السد العالى.
ويرصد "اليوم السابع" إجراءات تطوير وتجهيز المعبد استعدادا لاستقبال السائحين الأجانب فى الموسم السياحى الجديد الذى يتزامن مع فصل الشتاء بجنوب مصر، وخاصة بعد جائحة كورونا المستجد.
وأكد الدكتور أحمد شعبان، نائب محافظ أسوان، أنه بتوجيهات اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بمراجعة جاهزية المواقع الأثرية والسياحية استعدادا للموسم السياحى القادم، أجرى جولة تفقدية بمنطقة معابد فيله، وأشاد بالأعمال الجارية لتطوير وتجميل هذه المنطقة الحيوية، مبدياً ملاحظاته على تعديل بعض الأعمال لكى تتماشى مع التصور العام الخاص بتحويل منطقة معابد فيله إلى منطقة جذب سياحى، كما تم تكليف المهندس الاستشارى ومدير المراسى بإعداد دراسة ومقايسة تقديرية لرفع كفاءة العوامة القديمة ليتم تشغيلها بجانب العوامة الجديدة التى تم إنشاؤها وإضافتها بتكلفة 2 مليون جنيه وبطول 24 مترا وبعرض 6 أمتار، وكذا السقالة الجديدة بطول 18 مترا وعرض 2,5 متر.
وأضاف الدكتور أحمد شعبان، أن أعمال التطوير التى شهدتها منطقة فيله خلال الفترة الماضية شملت إنشاء 2 رصيف جديد شاملة أعمال التكاسى والسلالم بطول 350 متر وبتكلفة 6,5 مليون جنيه، بجانب إنشاء بوابة حضارية بتكلفة 1,2 مليون جنيه، وباركنج خارجى للحافلات والسيارات السياحية بتكلفة 1,5 مليون جنيه، بالإضافة إلى تركيب أعمدة إنارة بالطاقة الشمسية وذلك بداية من بوابة الدخول والخروج وساحة الانتظار والمرسى بإجمالى 60 عمودا، كما تم تزويد المنطقة بكاميرات المراقبة ببوابة الدخول والخروج وأيضاً بساحة الانتظار ومنطقة البازارات والمعبد.
وأشار إلى أنه تم بالتوازى رفع كفاءة دورات المياه العمومية بالمرسى بالجانب الشرقى، وعلاوة على رفع كفاءة المرسى القديم من الناحية الشرقية بالتنسيق مع وزارة الأثار بطول 50 متر وبعرض 6 أمتار وذلك بتكلفة مليون جنيه، وجارى استكمال باقى أعمال رفع كفاءة المشاية القديمة للمعبد بطول 20 مترا وعرض 3 متر ، مع رفع منسوب المشاية لمسافة 40 متر ، وعمل درابزين حديدى بشكل جمالى بارتفاع 90 سم ، بالإضافة إلى إنشاء تندة أعلى المشاية بارتفاع 3 أمتار ، مع استكمال أعمال الإضاءة اللازمة بها على أكمل وجه .
وفى سياق متصل، أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة أن معبد فيلة الذى يعد "درة النيل" يقع بجزيرة فيلة فى وسط نهر النيل الخالد، والذى يشهد أيضاً أعمال تطهير وتعقيم استعدادا لفتحه أمام الجمهور، ويشار إلى أن معبد فيلة شهد قبل فترة إغلاقه مباشرة عروض للصوت والضوء وإسقاط علم الصين بشكل ضوئى على جدران المعبد، تضامناً مع دولة الصين فى انتشار مرض "كورونا" الجديد، وبالتزامن مع وصول الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان لدولة الصين.
وأكد الدكتور عبد المنعم سعيد، أنه بناء على توجيهات الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، وتعليمات الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قامت شركة الصوت والضوء بأسوان، بإسقاط علم الصين بشكل ضوئى على جدران معبد فيلة تضامناً مع دولة الصين فى انتشار مرض "كورونا" الجديد، وبالتزامن مع وصول الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان لدولة الصين.
وأضاف مدير عام آثار أسوان والنوبة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن العرض استمر لمدة 20 دقيقة بدأ فى تمام الساعة السابعة والنصف مساءً وحتى الساعة السابعة وخمسين دقيقة مساءً، فى الفترة الفاصلة بين عرضى الصوت والضوء بالمعبد.
يشار إلى أن جزيرة فيلة، هي جزيرة في منتصف نهر النيل وهي إحدى الحصون الأقوى على طول حدود مصر الجنوبية، وتفصل النيل إلى قناتين معاكستين في أسوان، كان بها معبد فيلة وانتقل من مكانه الأصلي على جزيرة فيلة وتم تجميعه على جزيرة أجيليكا، وذلك في أعقاب بناء السد العالى.
ويرجع اسم فيلة أو فيلاي إلى اللغة الإغريقية التي تعني "لحبيبة" أو "الحبيبات" أما الاسم العربي لها فهو أنس الوجود نسبة لأسطورة أنس الموجودة في قصص ألف ليلة وليلة أما الاسم المصري القديم والقبطي فهو بيلاك أو بيلاخ ويعني الحد أو النهاية لأنها كانت آخر حدود مصر في الجنوب، ومجموعة العبادة كرست لعبادة الإلهة إيزيس غير أن الجزيرة احتوت على معابد لحتحور وأمنحتب وغيرها من المعابد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة