سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الضوء على الاحتجاجات التى تشهدها روسيا، وقالت إن الكرملين يواجه ثورة فى بعض المناطق، والمظاهرات الكبيرة فى مناطق شرق روسيا هى أحدث مؤشر على الاستياء من الرئيس الروسى خارج موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير لإحدى وكالات الاستخبارات الذى تنبأ بنتائج انتخابات عام 2018، والذى توقع انتصار مرشح حزب بوتين فى الانتخابات، إلا أن التقرير أشار إلى أن مشكلة متطورة فى منطقة خاباروفسك إلا أن نحو نصف سكان المنطقة غير راضين عن الوضع القائم فى الاقتصاد والمجال الاجتماعى، لكنهم لا يرون بدائل حقيقية للحاكم الحالى.
وأشارت النتائج إلى أن الاستياء شعر به أكثر من نصف السكان بشكل ملحوظ، وبعد 18 يوما من التوقعات الرسمية بفوز شاغل المنصب، فاز مرشح المعارضة سيرجى فورجال من الحزب الديمقراطى الليبرالى بنسبة كبيرة على مرشح حزب بوتين.
وكانت هذه الانتخابات الإشارة التحذيرية التى لم يستوعبها الكرملين من شعب خاباروفسك، فإن أحداث الشهر الماضى قد جعلته واضحا، فمنذ التاسع من يوليو، عندما تم اعتقال فورجال بوحشية ونقله جوا إلى سجن موسكو بتهم قتل يعود تاريخها إلى 15 عاما، احتج عشرات الآلاف من الناس، ما أدى إلى إغلاق الشوارع الرئيسية لعاصمة المنطقة خاباروفسك، بالقرب من الحدود الصينية مع مسيرات يومية.
فى البداية طالبوا بإعادة السيد فورجال ليواجه محاكمة المحاكمة فى مدينته، التى تقع على بعد 6000 كيلومتر شرق موسكو، لكنهم الآن يطالبون باستقالة بوتين.
وتقول فاينانشيال تايمز إن حركة الاحتجاج هى الأكبر والأطول منذ تولى بوتين للسلطة منذ أكثر من 20 عاما، هى الأحدث فى عدد متزايد من الحملات الإقليمية خلال العام الماضى، أثارها غضب الرأى العام حول قضايا تتراوح بين تراكم القمامة فى شمال روسيا إلى خطط لتدمير حديقة بالمدينة فى سيبريا وبناء كاتدرائية فى مكانها.
وتضيف الصحيفة أنه بالتزامن مع انخفاض شعبية بوتين العامة إلى أدنى مستوياتها التاريخية هذا الربيع والاقتصاد الذى ظل راكدا إلى حد كبير منذ عام 2014، كشفت الاحتجاجات ضعف الكرملين أمام الاضطرابات المحلية وكشفت سيطرته القوية على 85 منطقة روسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة