أكره أخطاؤها ، ثوراتها ، جنونها ، و دموعها
ثم
أبكيها وأبكى لها
أرثى حال لما تؤول له عيناها
ذابلتين جاحظتين
عالقتين فى اللا شىء
مثقلة بهمومٍ تسرى فى شرايينها مسرى الدم
وكأن الأرض اقتُلِعت و جثمت على صدرها
أخاطبها بلين حتى تهدأ وفى داخلى سياط من اللوم
كيف لها أن تؤذى تلك العينان اللامعتان
حتى شفتاها المتوردتان غابتا فى خيوط من الدم
آلمتها حتى نزفت
باتت لا تشعر حتى بالألم ولا تتسلل إليها رائحة الدم
وحدى كنت أشتم رائحته الممزوجة بالألم والخوف
متى تعلمت أن تجرح، وكيف فعلتها!
سألتها، فلم تعر انتباها لحديثى وواصلت قضم شفتاها
التفتت لى فجأة وكأن عذوبة نساء الأرض اجتمعت فى صوتها وأجابت فى سخرية: براعتى تكمن فى جرح شخص واحد فقط
أتفنن فى إيذائه بكل الأشكال
أكويه ناراً وأوسعه ضرباً بالأفكار الشرسة
أُغرقه فى حزنٍ أسود وابتسم للجميع
أتوهم الرضا وأنا ساخطة
أثير الامتعاض والشفقة فى آن واحد
نظرتُ لأصابعها الطويلة التى غطت أيضاً فى خطوط رقيقة من الدم
تناولت كفها، لثمته ودموعى تتحجر فى مقلتى من الأسى لما حال إليه
هرعت أطيب تلك الجروح الرقيقة
كلما طيبتُ خدشاً كانت تثور وتعود الانقضاض عليه فتزيد من خطوط الدم والألم
ابتعدت مفزوعة وأنا أراها تصنع جروحاً جديدة بتأنٍ كعازف هارب ينسج لحناً فى ليلةٍ نَعم فيها برؤية حبيبته.
شهقت من الرعب عندما لمحت على شفتيها ابتسامة تزيد بزيادة جروحها الصغيرة
اقتربت منها ثانيةً فى توجس و سألتها لمِ تصرين على أفعالك الوحشية ؟ ماذا تستفيدين من إيذاء نفسكِ؟
أجابتنى بهزة رأس غير مبالية : لا شىء ، من المؤكد أنها تستحق
اقتربت منى أكثر وقلبى ينتفض لشحوبها، أشتدت قبضتها على يدى وقالت: أرجوكِ لا تتركينى لها.
لا تتركينى لها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة