النحاس أغلى من الذهب.. معادن وأحجار مثلت ثروات فى العصور القديمة

الجمعة، 07 أغسطس 2020 04:23 م
النحاس أغلى من الذهب.. معادن وأحجار مثلت ثروات فى العصور القديمة الذهب أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يواصل الذهب ارتفاعه لمستويات قياسية، وعرف الذهب أهميته منذ العصور القديمة، وعثر الإنسان القديم على الذهب فى الطبيعة واقتناه لما له من خواصٍ مميّزة من لمعان وسهولة فى المعالجة وعدم الاهتراء والتآكل، إضافة إلى ندرته وثقل وزنه وقدرته على تشكيل السبائك؛ كلّ تلك العوامل رفعت قيمة الذهب بمرور الوقت.
 
لكن فى القدم أيضا كانت هناك العديد من المعادن التى تفوقت فى بدايتها على الذهب، وكانت عملات وسلع عالية الثمن، بل وكانت قيمتها أحيانا أعلى من الذهب نفسه:
 

النحاس

 
كان النحاس أول معدن يستخدم من قبل شعوب الحضارات القديمة، وأن أقدم القطع الأثرية التى صنعت منه تعود إلى العصر.
 
امتلاك النحاس كان مظهراً من مظاهر الثراء والترف عند الناس ، والذى يمتد من فينيقيا إلى أمريكا الوسطى عندما لم يكن متاحا بشكل كبير، وكان المعدن وسيلة مميزة من وسائل التبادل التجارى المهم بين الحضارات القديمة، وبشكل تدريجى تم تحويله تجارياً من سلعة نحاسية مصنوعة الى سبيكة سهلة النقل والخزن، مما أدّى استعمالها فى صناعة المسكوكات والعملات المعدنية التى كانت متداولة عبر الكثير من الحضارات المختلفة ولفترات زمنية ممتدة إلى وقتنا الحاضر .
 
وبحسب الباحث عضيد جواد الخميسي، الحجرى الحديث، تم استخدام المعدن الأحمر البنى اللامع للمجوهرات والأدوات، وكذلك لصناعة التماثيل والأجراس والأوانى والمصابيح والتمائم وأقنعة الموت، وكثير من الأشياء الأخرى، كان هذا المعدن مهم جدا للتطور البشرى فى العصور القديمة والذى منح اسمه إلى العصر النحاسى، و من خواصه فهو ضرورى لصناعة البرونز (البراص)، الذى جاء اسمه فى الفترة الزمنية التالية لعصر النحاس، فسمّى بالعصر البرونزي، إلى جانب العديد من السبائك الأخرى.
 

البرونز

هو عصر ظهور علم السبائك، وهذا العصر بداية ظهور علم الفلزات عندما عرف الإنسان الأول كيف يصهر أملاح النحاس الغفل مع الفحم النباتى فى البواتق والأفران لصهرها بالحرارة واختزال هذه الأملاح. وكان يخلط النحاس الغفل مع القصدير أو الأنتيمون ويصهرهما معا، وكان البرونز يستخدم فى صناعة الأدوات والمعازق والمجارف والسكاكين، لأنه أكثر حدة وأطول عمرا من النحاس.
 

الفضة

كان للفضّة قيمة كبيرة وجاذبية جمالية فى العديد من الثقافات القديمة، وقد أستخدمت لصنع المجوهرات وأدوات المائدة والتماثيل والحاجات الطقوسية، قطع الخام الفضيّة المعروفة باسم "هاك سلفر" Hacksilver " ( وحدة وزن أو عملة تم تداولها تقريباً فى أنحاء مختلفة من العالم القديم ) التى يمكن استخدامها فى التجارة أو لخزن الثروة. أُختير المعدن فى سك العملة لفترات طويلة بعد الاستحواذ على مناجم الفضة فى أماكن مثل اليونان وإسبانيا و إيطاليا، والأناضول، وكان المعدن سبباً رئيسياً فى العديد من النزاعات القديمة.
 
ووفقا للباحث سالف الذكر أيضا، ففى بلاد ما بين النهرين، استخدمت الفضة منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد. بالرغم من عدم وجود رواسب لها فى المنطقة، إلا أنها كانت تستورد من مناطق الأناضول، وأرمينيا، وإيران، كذلك المصريون القدماء منحوها منزلة كبيرة فى جدول المعادن، وتعرّفوا عليها من خلال التجارة، على الرغم من أن الفضة فى الاكتشافات الأثرية المصرية يعتبر أمراً نادراً مقارنة مع الحضارات القديمة الأخرى، ربما كان هذا بسبب أن المصريين لديهم مصادرهم الخاصة من الذهب، ومصادرهم المحلية من الفضة محدودة.
 

الأحجار

ويعد حجر الراي، أحد أضخم أشكال العملة فى العالم القديم، وكان الواحد منها يزن أكثر من 8 أطنان، ولكل حجر راى قصة مختلفة عن الآخر تحدد قيمته، وكلما زادت الصعوبة فى تشكيل الحجر ونقله كان أكثر قيمة من غيره، فعلى سبيل المثال كلما مات أحد القرويين وهم يقوم بنحته أو نقله ارتفعت قيمة الحجر.
 
الياقوت الأزرق، الذى وصل ذروة تعدينه فى القرن التاسع عشر، فقد شكل لأثرياء الحضارة الرومانية واليونانية القديمتين شكلاً من أشكال الحماية من الأذى عند ارتدائه وتعزيزاً للسلام مع الأعداء، ويعد هذا النوع من الأحجار نادراً اليوم، حيث استنفذ منذ 100 عام فى كشمير التى تم اكتشاف مناجمها فى 1882 وتحديداً فى جبال الهيمالايا.
 
وحظى حجر الأوبال بتقدير حضارتى المايا والأزتيك فى عصر ما قبل كولومبوس، ودُمج فى أكثر الأعمال الفنية والتماثيل الخاصة بهما، أما أول قطعة منه فتم العثور عليها فى إثيوبيا عام 4000 قبل الميلاد، وفى أوروبا حظى بتقدير الممالك، وارتدت جوزفين زوجة الإمبراطور نابليون الأوبال الأحمر، وكذلك فيكتوريا ملكة بريطانيا طيلة حكمها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة