كيف تسبب الاحتلال الفرنسى فى تأسيس دستور طائفى فى لبنان بعد مطالب عودته؟

الجمعة، 07 أغسطس 2020 11:22 ص
كيف تسبب الاحتلال الفرنسى فى تأسيس دستور طائفى فى لبنان بعد مطالب عودته؟ الرئس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى زيارة لبيروت بعد الحادث
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أزمة جديدة يعيشها لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، ما تسبب فى كثير من الخسائر المادية وخلف وراءه أكثر من 100 قتيل، ونحو 5 آلاف مصاب، ولم يمر الكثير حتى شهد السطح اللبنانى أزمة أخرى بعدما فوجئ اللبنانيون بدعوات على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، تطالب بعودة الانتداب الفرنسى للبلاد.
 
الدعوات التى جاءت بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، تضمنت توقيعات أكثر من 36 ألف شخص بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى، مشيرة إلى أن العريضة انعكاس لحالة الغضب والاحباط التى يعانيها اللبنانيين منذ تفجير مرفأ بيروت الذي خلف أكثر من 100 قتيل وما يقرب من 5 آلاف مصاب.
 
بحسب كتاب "دور الإدارة الأمريكية والقوى الغربية في لبنان 1943-1961" تأليف ياسر طالب الخزاعلة، فإن فكرة تأسيس دولة لبنان، ظهرت ذات طابع مسيحى برعاية فرنسية، وأخذت تتبلور نتيجة العلاقة الوثيقة بين زعماء الكنيسة المارونية وفرنسا، فيما رفض المسلمون هناك هذه التوجه، وعملوا على تأييد حكومة الفيصل العربية، إلى أن جاء قرار الجنرال جورو بفصل لبنان عن سوريا، وإعلان دولة لبنان الكبير فى 31 أغسطس فى عام 1920، وجاء القرار ليؤكد رغبة فرنسا فى إعطاء لبنان طابعا مميزا عن محيطه العربى.
 
وفيما يخص النظام التمثيلى قرار المندوب السياحى الفرنسى فى 18 مارس عام 1922 إجراء انتخابات للمجلس التمثيلى، وأجريت الانتخابات فعلا فى أبريل 1922، وقد جرى قبل انتخابات عملية إحصاء للسكان اعتبرت السلطات فيها أن المسيحيين يمثلون غالبية الشعب اللبنانى، وبناء على الإحصاء تم توزيع المقاعد النيابية بين الطوائف، حيث نالت الطوائف المسيحية 16 مقعدا، مقابل 13 فقط للطوائف الإسلامية.
 
وعمل الفرنسيون منذ ذلك الوقت على تغذية العنصرية والانفصالية فى لبنان وسوريا، وذلك لوجود أقليات قومية ودينية ومذهبية، حتى قاموا بتحشيد أبناء هذه الأقليات من أجل قمع الثورات السورية التى انطلقت عام 1925 واستمرت حتى عام 1928، وفي 23 مايو 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية، فكانت بذلك أول جمهورية فى الوطن العربى، حيث كانت أغلبيت الدول القائمة حينها تحت النظام الملكى ومن بينها المملكة المصرية.
 
وأخذت الحكومة اللبنانية بعد الاستقلال تدعم موقفها في داخل البلاد وخارجها، فقد شارك لبنان في المشاورات العربية التى تمخض عنها إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945، وانضم إلى عضويتها وإلى عضوية هيئة الأمم المتحدة في نفس السنة. بعد خمسة أعوام من الاستقلال شارك لبنان مع بقية الدول العربية في محاربة إنشاء دولة يهودية في فلسطين عام 1948، وكان دوره يتلخص في تقديم دعم لوجيستي مساند للقوات العربية، وبعد انتصار الجيش الإسرائيلي وقّع لبنان مع إسرائيل معاهدة وقف إطلاق النار التي عرفت بهدنة 1949، واستعاد لبنان بموجبها كل الأراضى التى احتلها الجيش الإسرائيلى، ونتيجة للحرب نزح حوالي 100 ألف فلسطيني إلى لبنان وسكنوا في مخيمات للاجئين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة