نشاهد، اليوم، لوحة الراعى للفنان المصرى الكبير راغب عياد، أحد أبرز رواد الفن التشكيلى فى مصر.
ولد راغب عياد سنة 1892 فى حى الفجالة بالقاهرة، تلقى تعليمه فى المرحلة الابتدائية فى مدرسة الفرير قبل أن يلتحق بمدرسة الفنون الجميلة فى القاهرة، فى السنة التى أنشأها الأمير يوسف كمال، سنة 1908.
كان من أوائل الطلاب فى هذا المعهد مع كل من محمود مختار (1891 ـ 1934)، ويوسف كامل (1891 ـ 1971)، وأنطوان حجار (1896 ـ 1962)، ومحمد حسن (1892 ـ 1961)، بعد تخرجه فى العام 1911، عمل عياد مدرّساً للرسم فى مدرسة الأقباط الكبرى الثانوية فى القاهرة وقام بعدة رحلات إلى فرنسا وإيطاليا، بين عامى 1921 و1922، أجرى عياد اتفاق تبادل مع صديقه الرسام يوسف كامل؛ حيث اتفقا أن يعمل كل منهما كمدرّس لمدة سنة لكى يموّل الآخر المقيم فى إيطاليا، فى 1925، تلقى كل منهما، عياد وكامل، منحة للدراسة فى الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة فى روما، مع زميلهما محمد حسن، خلال تلك الفترة، سافر عياد إلى بعض أنحاء إيطاليا وزار مدن فلورنسا وسيينا والبندقية، حيث التحق بالبينالى الخامس عشر سنة 1926. بعد حصوله على شهادته من قسم الديكور فى الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة فى روما سنة 1928، عاد إلى مصر فى السنة التالية، كانت له العديد من الأعمال الفنية المهمة، ورحل فى عام 1982.
وقال الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، عن "راغب عياد": ظهر نبوغ الشاب راغب عياد فنيا لأساتذته من اللحظة الأولى، كما ظهر اهتمامه بالشأن العام عندما برز مع زميله مختار كقيادات لإضراب طلاب مدرسة الفنون احتجاجا على اللائحة التى حاولت نظارة المعارف فرضها على المدرسة، وأدى به نشاطه الطلابى إلى الفصل من المدرسة، لكن أساتذته أصروا على عودته إيمانا منهم بموهبته المتميزة، وقد تحققت نبوءتهم فأصبح واحدا من أهم رواد الحركة الفنية الحديثة فى مصر.
فى سنة 1911 تخرج عياد مع طلاب الدفعة الأولى من مدرسة الفنون الجميلة، وشارك فى المعرض لطلاب المدرسة فى نفس العام بنادى الأتوموبيل المصرى. لكن الظهور الحقيقى لراغب عياد وأبناء جيله من رواد الحركة التشكيلية المصرية لم يتحقق إلا مع ثورة سنة 1919 التى عبروا عنها فنيا أروع تعبير، فمع النهضة الشاملة التى أعقبت الثورة المصرية انتعشت الحركة الفنية وتأسست الجمعيات الأهلية، التى رعت معارض الفنون الجميلة فى مصر، وخلال تلك المعارض أتيح لراغب عياد أن يظهر موهبته الفنية. وبعد تخرجه عمل راغب عياد مدرسا للرسم فى مدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة، وحرص على أن يسافر كل صيف إلى أوروبا لمتابعة الحركة الفنية فيها، والتحق زميله وصديقه يوسف كامل مدرسا فى مدرسة أخرى. وقصة الفنانين الصديقين يوسف كامل وراغب عياد مثال رائع على الروح، التى كانت تسود أبناء جيلهما، كان الاثنان يرغبان فى استكمال دراستهما للفن فى أوروبا، فنجحا فى إقناع إدارة مدرستيهما بأن يسافرا بالتناوب مع احتفاظهما بمرتبيهما على أن يتولى كل منهما المهام التدريسية للآخر أثناء سفره، ونجحت التجربة.