حراك سياسى استثنائى تشهده العاصمة اللبنانية بيروت عقب الاستقرار على رئيس الحكومة الجديدة مصطفى أديب، والذى يعقد اليوم الثلاثاء مباحثاته مع ممثلى الكتل النيابية والأحزاب المختلفة ليبدأ غدا مشاورات تشكيل الحومة .
وأكد أديب عقب إعلان تكليفه، أنه يسعى إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن من خلال أصحاب الكفاءات المختصين بهدف إجراء إصلاحات سريعة وعاجلة.
وجاء تكليف الرئيس اللبناني ميشال عون لأديب، سفير لبنان لدى ألمانيا، بتشكيل حكومة جديدة، ثمرة توافق بين أبرز القوى السياسية التي استبقت وصول ماكرون الذي يزور بيروت للمرة الثانية منذ انفجار المرفأ المروّع.
جولة بالمناطق المنكوبة
وبعد تكليفه، قام أديب بجولة في منطقة الجميزة المدمّرة جراء انفجار مرفأ بيروت المروع، ليكون أول مسؤول ينزل إلى المنطقة منذ الكارثة. وقال لمواطنين التقوا به "دعونا نضع أيدينا بأيدي بعض، وليكن لدينا إيمان ، لقد نزلت فوراً لعندكم لأقول لكم: أريد ثقتكم".
وسبق الاستشارات النيابية توافق حول أديب بين القوى السياسية الكبرى، أي تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري السنّي، والتيار الوطني الحرّ المسيحي بزعامة عون وحزب الله وحركة أمل الشيعيين.
حكومة مصغرة
ومن جانبه قال المستشار الخاص للرئيس ميشال عون رفيق شلالا ؛ فى تصريحات خاصة لليوم السابع من قصر بعبدا ، أن المهمة الأولى لهذه الحكومة الجديدة تنفيذ الاصلاحات التى تم الاتفاق عليها من قبل القيادات السياسية المحلية والمؤسسات الدولية والمالية وبالتوازى مع مكافحة الفساد ؛ هذه المهمة الأولى للحكومة الجديدة فى هذه المرحلة الدقيقة التى يمر بها لبنان.
أضاف شلالا ؛ فى تصريحاته؛ أن رئيس الحكومة الجديدة سيجتمع اليوم الثلاثاء مع ممثلى الكتل النيابية للتشاور حول شكل ومهام الحكومة الجديدة ؛ وستكون حكومة تقنية تضم مختصين بالحقائب الوزراية المختلفة وخاصة الاقتصادية والتى تأتى أهميتها فى المقام الأول .
وأكد شلالا؛ أن الاتجاه هو تكوين حكومة مصغرة وليست كسابقتها التى ضمن ٢٤ وزيرا ؛ ومن المنتظر أن تتم مشاورات تشكيل الخكومة بأسرع وقت ممكن لكن الدستور لم يضع حدا أقصى للمدة الزمنية لتلك المشاورات
وأوضح أنه من المأمول أن تكون حكومة مستقلة تماما تعمل على تحقيق المهام الموكلة إليها فى هذه المرحلة المهمة .
وفى الوقت نفسه يستكمل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء برنامج زيارته إلى لبنان ، والذى بدأه أمس الاثنين فور وصوله بلقاء فيرروز فى أنطلياس.
وحول برنامج الزيارة ، أوضح رفيق شلالا أنه برنامج حافل بالأنشطة واللقاءات حيث تشمل فعاليات اليوم لقائه مع الحنود الفرنسيين الذين ساهموا فى رفع الأنقاض جرلء الانفجار ؛ ثم يذهب لمحمية جاج فى منطقة جبيل ليغرس مع مجموعة من الأطفال شجرة الأرز ، بمشاركة طائرات دورية فرنسا بألوان العلم اللبنانى ما يحمل رمزا لعلاقة فرنسا بلبنان والأطفال رمز للمستقبل .
ويعقب ذلك محادثات بين الرئيسين عون وماكرون؛ تتناول العلاقات اللبنانية الفرنسية وأيضا تتظرق للحكومة الجديدة حيث كان لفرنسا والرءيس ماكرون دور فى تقريب وجهات النظر بين السياسيين والكتل المختلفة ودعم الإسراع بخطوات إنجاز الحكومة الجديدة، من أجل استقرار لبنان.
ويعقب تلك المحادثات مأدبة غذاء بقصر بعبدا ثم يستأنف لقاءاته مع عدد من القيادات السياسية ورئيس محلس النواب نبيه برى ؛ ومساء يعقد مؤتمرا صحفيا فى قصر الصنوبر؛ ثم يغادر لبنان صباح الأربعاء.
ويزور غبطة البطريرك المارونى ماربشارة الراعى الرئيس الفرنسى فى قصر الصنوبر ، فى كسر للتقليد المعروف عن البطريرك بأنه لا يزور ، وهذا يأتى نظرا لتكدس برنامج زيارة الرئيس الفرنسى .
وكان الرئيس الفرنسى ماكرون قد استهل برنامج زيارته بلقاء مع فيروز فى منطقة الرابية، حيث أدرج قصر الإليزيه لقاء الفنانة اللبنانية فيروز على رأس جدول أعمال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الثانية لبيروت في أقل من شهر.
وهى الزيارة التى خطفت الأنظار وجاءت تعبيرا عن الاعتزاز بهذه الفنانة وتقديرا لمكانتها .
تسمية أديب
وعلى صعيد متصل حظيت تسمية أديب ،أمس الاثنين، بتأييد 90 نائبا من بين 120، وهي أغلبية كبيرة قلّما حظيَ بها قرار في البرلمان اللبناني. وفور تكليفه، بادر بالنزول إلى الشارع لتفقّد الأحياء المتضررة من انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضى.
وفي كلمة له بعد اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون الذي كلفه رسميا، قال أديب إنّه يأمل في تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن من أصحاب الاختصاص والكفاءة، من أجل الانطلاق في إجراء الإصلاحات الأساسية، وينتظر أن يبدأ مشاوراته الأربعاء المقبل.
وأضاف "الفرصة أمام بلدنا ضيقة والمهمة التي قبلتها هي بناء على أن كل القوى السياسية تدرك ذلك وتفهم ضرورة تشكيل الحكومة في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الإصلاحات فورا من مدخل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي".
