أحد كبار الفقهاء ومن أهم علماء الحديث عند أهل السنة، هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى، الذى تمر اليوم اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 1 سبتمبر من عام 869م/ 256هـ، وخلال حياة الإمام أتاحت رحلاته الكثيرة فى الأقاليم، لجمع الأحاديث، لقاء عدد كبير من الشيوخ والعلماء، حتى بلغوا أكثر من ألف رجل، كما أن هناك أحد شيوخه هو من ألهمه جمع الأحاديث فى صحيح البخارى.
صحيح البخارى، هو أصح كتب الحديث النبوى عند أهل السنة والجماعة، قام بجمعه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى، حيث جمع صحيحه فى 16 عاما، تحت عنوان "الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله .. وسننه وأيامه"، وضم 7275 حديثا اختارها من بين 600 ألف حديث كانت قد وصلته.
لم يكن البخارى ينوى جمع الأحاديث فى كتاب، إلى أن حدثه معلمه وأستاذة إسحاق ابن راهويه، ويحكى البخارى قائلا "كنت عند إسحاق ابن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوقع ذلك فى قلبى، فأخذت فى جمع الجامع الصحيح".
نشأ البخارى يتيم الأب وطلب العلم منذ صغره ورحل فى أرجاء العالم الإسلامى رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث، ويعد كتاب صحيح البخارى، أوثق الكتب الستة الصحاح وهذا بإجماع علماء أهل السنة، حيث استغرق البخارى فى جمعه 16 عامًا.
ولد الإمام البخارى فى بخارى إحدى مدن أوزبكستان حاليا، وطلب البخارى العلم وحفظ الأحاديث وتحقيقها وهو حديث السن، فدخل الكتاب فأخذ فى حفظ القرآن الكريم وأمهات الكتب المعروفة آنذاك، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره، بدأ فى حفظ الحديث، والاختلاف إلى الشيوخ والعلماء، وملازمة حلقات الدروس، كان حريصاً على تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ومعرفة علل الأحاديث وسبر أحوال الرواة من عدالة وضبط ومعرفة تراجمهم وإتقان كل ما يتعلّق بعلوم الحديث عموماً، ولهذا عندما كبر لقب الإمام البخارى بأمير المؤمنين فى الحديث، وتتلمذ على يديه الكثير من أئمة الحديث مثل مسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذى وغيرهم.
ويقول البخارى عن شيوخه: "كتبت عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث"، وقال: دخلت مدينة بلخ فسألونى أن أملى عليهم لكل من كتبت عنه فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ"، ولم يكن البخارى يروي كل ما يأخذه أو يسمعه من الشيوخ بل كان يتحرى ويدقق فيما يأخذ، فمن هم هؤلاء الشيخ الذى تأثر بهم البخارى؟، وخلال التقرير التالى نستعرض أبرزهم.
من أهم وأبرز شيوخ البخارى الذين أّثروا فى تكوينه العلمى ومنهجه الحديثى، كان على بن المدينى، وهو من أكثر الذين تأثر بهم البخارى، حيث قال عنه : "ما استصغرت نفسى عند أحد إلا عند على ابن المدينى"، وكان من شيوخه أيضًا "أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، والفضل بن دكين.
أما عن شيوخه الذين سمع منهم فى البلدان: ففى مكة: أبو الوليد أحمد بن محمد الأزرقى، وعبد الله بن يزيد المقريء، وأبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدى، وأقرانهم.
وبالمدينة: إبراهيم بن المنذر الخزامى، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وإبراهيم بن حمزة، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسى، وأقرانهم.
وأما فى الشام فنجد: محمد بن يوسف الفريابى، وآدم بن أبى إياس، وأبو اليمان الحكم بن نافع، وحيوة بن شريح، وأقرانهم، وببخارى: محمد بن سلام البيكندى، وعبد الله بن محمد المسندى، وهارون بن الأشعث، وأقرانهم، وبمرو: على بن الحسن بن شقيق، وعبدان عبد الله بن عثمان بن جبلة، ومحمد بن مقاتل، وأقرانهم، وببلخ: مكى بن إبراهيم، ويحيى بن بشر البلخى، والحسن بن شجاع، وقتيبة بن سعيد، وأقرانهم، وقد أكثر بها، وبنيسابور: يحيى بن يحيى التميمى، وبشر بن الحكم، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلى، وأقرانهم، ووبالرى: إبراهيم بن موسى الرازى.
أما فى بغداد فنجد: محمد بن عيسى الطباع، وسريج بن النعمان، وأحمد بن حنبل، وأقرانهم، وبواسط: حسان بن عبد الله بن سهل، وسعيد بن عبد الله بن سليمان، وأقرانهم، بالبصرة: أبو عاصم النبيل، وصفوان بن عيسى الزهرى، وعفان بن مسلم الصفار، وسليمان بن حرب، وأبو الوليد الطيالسى، ومحمد بن الفضل عارم، وأقرانهم، وبالكوفة: الفضل بن دكين، وإسماعيل بن أبان، والحسن بن الربيع، وطلق بن غنام، وقبيصة بن عقبة وأقرانهم.
أما فى بمصر فنجد: سعيد بن أبى مريم، وأصبغ بن الفرج، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وأقرانهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة