تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة فى حدوث فيضانات مفاجئة وانهيار ضفاف الأنهار، بما فى ذلك نهر النيل فى العاصمة الخرطوم وفى أم درمان، وهو ما طال تأثيره آلاف النازحين داخلياً واللاجئين والمجتمعات المضيفة فى السودان.
ولفت تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنه تعرضت المنازل والمبانى المجتمعية إما لأضرار بالغة أو للدمار، مما جعل الكثيرين بحاجة ماسة إلى المأوى. كما فقد البعض كافة ممتلكاتهم السابقة ليواجهوا احتمال البدء من جديد من نقطة الصفر.
وأفاد التقرير "انخفضت مستويات النظافة والصحة نتيجة لفيضان المراحيض وإمدادات المياه الملوثة، مما حال دون ممارسة السكان لتدابير الوقاية من فيروس كورونا مثل غسل اليدين بانتظام. وقد تضررت بعض المرافق الصحية مما أعاق قدرتها على علاج المرضى فى حال تضاعف انتشار فيروس كورونا أو فيروسات وأمراض أخرى.
وكان العديد من المتضررين قد نزحوا من قبل بسبب النزاع وكانوا يواجهون أصلاً خسائر فى الدخل بسبب التحديات الاقتصادية المتعلقة بوباء فيروس كورونا وهم يصارعون الآن من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وقد تضرر ما يقدر بنحو 125 ألف لاجئ ونازح داخلياً، لا سيما فى شرق السودان والنيل الأبيض ودارفور والخرطوم، العديد منهم بحاجة ماسة إلى المأوى ومساعدات أخرى طارئة، وكانت الأمطار غزيرة بشكل خاص فى شمال دارفور، مما جعل ما يقدر بنحو 35 الف من النازحين والسكان المحليين واللاجئين بحاجة للمساعدة، ولقى 15 شخصاً مصرعهم بشكل مأساوى فيما 23 شخصاً آخرين فى عداد المفقودين.
فى "المناطق المفتوحة" الواقعة على مشارف الخرطوم، كان العديد من اللاجئين من جنوب السودان يعيشون فى مآوٍ متهالكة وهم فى أمس الحاجة إلى المأوى. تعبر المفوضية عن حزنها العميق لوفاة طفلة تبلغ من العمر 18 شهراً بعدما غرقت فى أحد المراحيض المنهارة.
وأضاف التقرير كانت الأضرار التى لحقت بالبنية التحتية مدمرة، حيث أصبحت الطرق موحلة لدرجة تصعب معها حركة المرور، وهو ما يجعل من الصعب للغاية أو من المستحيل إيصال المساعدات الإنسانية لبعض المجتمعات، لا سيما فى النيل الأزرق حيث لا تستطيع الوكالات الإنسانية الدولية الوصول إلى حوالى 5,700 شخص ممن هم بحاجة للمساعدة.
وأشارت المفوضية إلى انه بالتعاون مع حكومة السودان، قدمت مساعدات طارئة للسكان المتضررين فى النيل الأبيض، بما فى ذلك الأغطية البلاستيكية لـ 3,500 لاجئ فى مخيم الجامعة و65,000 آخرين من النازحين والمجتمعات المضيفة فى الولاية. للتخفيف من الفيضانات فى المخيم، قامت المفوضية، بالشراكة مع المجتمع المضيف واللاجئين، بفتح بعض قنوات الصرف باستخدام جرار لاستعادة تدفق المياه.
من المقرر تقديم المزيد من المساعدات الطارئة للمجتمعات فى شرق دارفور والخرطوم وجنوب كردفان وشرق السودان فى الأيام والأسابيع القادمة.
وقالت المفوضية فى بيانها اليوم " حتى قبل الفيضانات، ظل التمويل بعيداً عن المستويات المطلوبة لتزويد السكان بالدعم الذى يحتاجونه. وقد تلقت المفوضية هذا العام 38% فقط من أصل 274.9 مليون دولار أمريكي