ظهرت الشيخة موزا المسند والدة أمير قطر من خلال كلمة ألقتها فى اليوم العالمي لحماية التعليم من الاعتداءات، تتحدث فيها عن حقوق الإنسان ولاسيما الأطفال، مُتناسية سياسات الدوحة منذ عهد حُكم زوجها الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني، والمُستمرة حتى الآن في عهد ابنها تميم، والتي أودت بحياة الكثيرين في المنطقة العربية وحتى من أبناء قطر إلى التهلّكة.
تلك الكلمة التي احتفت بها بعض الرموز القطرية وأذرع تنظيم الحمدين الإعلامية عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر، تباكت فيها على أحوال أطفال اليمن من خلال سرد واقعة ماضية حدثت في محافظة صعدة اليمنية في أغسطس من عام 2018، حيث سقوط حوالي 40 طفلًا شهيدًا إلى جانب جرحى آخرون نتيجة قصف طائرة حربية لأتوبيسًا مدرسيًا، واصفة إياه بـ"العمل الوحشي"، مُشيرة إلى وجود وقائع مُشابهة في دول أخرى وقعت خلال الخمس سنوات الماضية.
عدد من المغردين الخليجيين والشخصيات العامة خاصة السعودية عبر تويتر أعربوا عن استياءهم من حديث الشيخة موزا وما تضمنه من تلميحات حول قوات التحالف العربي ومهامها في اليمن، على الرغم أن هدف القوات المشتركة من الأساس ومنذ لحظة تواجدها الأولى في اليمن؛ هو حماية أمنها وشعبها ودعم الشرعية بها. إضافة إلى أن التحالف كان قد أصدر بيانًا عقب ذلك الحادث في حينه مؤكدًا على أسفه لتلك الأخطاء، وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمُحاسبة من ثبت ارتكابهم الأخطاء بحسب الأنظمة والقوانين المُتبعة، مُقدمًا التعازي لأهالي الضحايا وتضامنه مع المصابين. وسخرّ البعض من أنه في وقت انشغال المملكة العربية السعودية وحلفاءها بالقضايا العربية والعالمية وما يختص بأزمة فيروس كورونا، تظهر قطر كعادتها خارج السرب مُحاولة جذب الانتباه بأكاذيب واهية، ومن خلال "بكاء المُمثلين".
وقال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر: "قبل أن تتحدث موزه المسند عن حقوق الإنسان عليها أن تدرك أن مئات الأطفال في سوريا واليمن وليبيا ولبنان وغيرها قتلوا بأسلحة قطر وأموالها، ولكن المصيبه الأكبر أن يسمح العالم لموزه المسند أن تتحدث عن حقوق الإنسان التي تعيش وضعًا سيئًا في الدوحة"، مُضيفًا أن "العالم لو كان مهتمًا بالفعل في مسألة حقوق الإنسان والتعاطي معها بصدق وليس من مُنطلق التوظيف السياسي، لشاهدنا عقوبات دولية تفرض على قطر صاحبة السجل المأساوي لأوضاع حقوق الإنسان سواء على صعيد المواطنين القطريين أو الوافدين". وفي السياق ذاته قال الكاتب السعودي، عبدالله الذيب: "دعمتوا الإرهاب والثورات وأزهقت العديد من الأرواح البريئة.. حسبنا الله ونعم الوكيل". وتأتي تلك التغريدات في إشارة إلى سياسات الدوحة التي دعمت الإرهاب والجماعات المُسلحة في عدد من بلدان المنطقة في مقدمتها اليمن وسوريا وليبيا والعراق، حتى تسببت لما آلت إليه الأمور بها حيث عدم استقرارها وتهديد أمنها وشعوبها حتى وقتنا الحالي. هذا إلى جانب حقوق الإنسان المهدورة بالداخل القطري، ولعل في قضية أبناء قبيلة الغفران المسلوبة حقوقهم الطبيعية من مسكن وتعليم وصحة وعمل؛ حتى تم طردهم خارج وطنهم، إلى جانب سوء أوضاع العمالة الوافدة بقطر وخاصة ممن يعملون بمنشآت مونديال 2022؛ لخير دليل على فشل إدارة ملف حقوق الإنسان بالدوحة في ظل حكم تنظيم الحمدين.
أيضًا لفت "الزعتر" في سلسلة من التغريدات عبر حسابه الرسمي إلى مُحاولة تصدُر الشيخة موزا للمشهد السياسي بقطر، لافتًا إلى أنها تُحاول فعل هذا من خلال بوابة حقوق الإنسان ولكن عبر صناعة الأكاذيب عن التحالف العربي في اليمن، للتعويض عن حالة الفشل السياسي الذي تعيشه قطر وبخاصة على الصعيد الدولي، بحسب تعبيره. وفي سياق متصل قال الكاتب السعودي، إبراهيم السليمان: "زجوا بحمد بن جاسم بعد فشل مرتزقتهم وجموعهم الإعلامية، وها هم اليوم يزجون بموزا المسند لعلها تنتشلهم من عزلتهم ..يبدو أن جرائم حمد بن خليفة التي شردت ونكّلت بمئات آلاف الضحايا خارج حسبة سيدة قطر الأولى". وأضاف أن "ظهور سيدة قطر الأولى؛ النافذ الأول في السياسة القطرية بهذه المشاركة الباهتة التي تحمل بين طياتها خطاب سياسي أكثر منه انساني وتستجدي فيه لفت أنظار العالم؛ يقودنا لنتيجة واحدة وهي إفلاس النظام القطري من كل أدواته".
الجدير بالذكر أن حديث موزا المسند يأتي بعد أسابيع قليلة من كشف صحيفة "دي بريس" النمساوية عن تمويل النظام القطري الدؤوب لمليشيات الحوثيين في اليمن وبشكل مُباشر لمُهاجمة السعودية والبحرين وأيضًا تمويل جماعة الإخوان الإرهابية، لافتة إلى فضح ضابط مخابرات قطري سابق لممارسات تنظيم الحمدين من خلال مشاركته لتفاصيل دقيقة حول هذا الأمر الذي استمر على مدار السنوات الماضية، مؤكدًا على الدور الخبيث الذي تلعبه قطر في المنطقة والمُستمر حتى الآن.