قال عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة، إن مصر هى الأقرب للشعب الليبى باعتبارها العمق الاستراتيجى والاجتماعى، مؤكدا أن الروابط بين الشعبين المصرى والليبى ممتدة لآلاف السنين، متهما تنظيم الإخوان الدولى بمحاولة تشويه الدور المصرى فى ليبيا.
وأكد بن شرادة، فى تصريحات مطولة لـ"اليوم السابع" على هامش مشاركته وفد المنطقة الغربية فى ليبيا الذى يزور القاهرة، أن التيار الوسطى فى ليبيا لا يشجع سيطرة حزب له مطابخ سياسية خارج الحدود بتولى السلطة.
وأوضح أن الوفد الذى يمثل المنطقة الغربية طالب بأن تكثف الدولة المصرية اتصالاتها مع الأطراف الليبية فى الغرب الليبى، مشيرا إلى أن وفد المنطقة الغربية شدد على ضرورة تكثيف التحركات لتفعيل الحل السياسى فى البلاد، مؤكدا أن الدولة المصرية لها مصالح مع ليبيا اقتصادية وسياسية واجتماعية ونحن نطمح فى لعب مصر دور أكبر فى وقف إطلاق النار واستئناف تصدير النفط، على حد قوله.
لفت "بن شرادة" إلى دور مصر المؤثر والحيوى والمحورى فى المنطقة وعلاقتها المتميزة مع القوى العظمى وثقة أبناء الشعب الليبى فى الدور المصرى، مؤكدا أن الأطراف الليبية تعول على دور مصرى كبير للدفع نحو حل الأزمة سياسيا.
وأشاد "بن شرادة" باجتماعات العسكريين الليبيين فى مصر التى عقدت خلال السنوات الماضية وهو ما رحبت به قيادات عسكرية ليبية فى المنطقة الغربية، بالإضافة إلى دعم كتائب مصراتة لما نتج فى اجتماعات العسكريين الليبيين بالقاهرة بعد عرض ما تم الاتفاق عليه فى مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
وكشف "بن شرادة" عن قيام التيار الوسطى فى مصراتة الذى يمثله بتفجير الجرافات التى كانت ترسل إلى مدينة بنغازى منذ سنوات، وذلك رفضا لما تقوم بها جماعة الإخوان التى تمكن التيار الوسطى من تحجيم نفوذها داخل مصراتة خلال سنوات سابقة.
وعن كيفية التعامل مع الميليشيات المسلحة لحلها، قال بن شرادة أن إصدار عدد من التشريعات وإرسال قيادتهم للعمل للخارج سيمكننا من حل الميليشيات التى تتواجد فى طرابلس، متهما رئيس المجلس الرئاسى الليبى فايز السراج بأنه أهلك ليبيا لأنه شخص ضعيف للغاية، على حد قوله.
وعن أسس الحل السياسى، أكد عضو المجلس الأعلى للدولة على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فى ليبيا وبعدها يتم الانتقال لهيكلة المجلس الرئاسى الليبى وهو ما تم الاتفاق عليه بين لجنتى الحوار بمجلس النواب ومجلس الدولة فى عام 2017، مضيفا "نحتاج لدعم مصر لتثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل ما يتم الاتفاق عليه لحل الأزمة سياسيا."
وتطرق "بن شرادة" إلى ما تم الاتفاق عليه بين المجتمعين فى مدينة بوزنيقة المغربية، مؤكدا أن الشخصيات التى حضرت سواء من مجلس النواب أو المجلس الأعلى للدولة تمثل نفسها ولا تمثل المجلسين وبالتالى نحن لا نعترف بما اتفقوا عليه.
وأكد بن شرادة، أن الشعب الليبى يرى استحالة نجاح أى حل سياسى فى ليبيا من دون مصر، موضحا أن الوفد الليبى حضر للقاهرة للتعرف بشكل أعمق على رؤية الدولة المصرية حول ليبيا عامة والمنطقة الغربية بشكل خاص، موضحا أن الشعب الليبى يريد أن تكون القاهرة الأكثر حضورا فى المشهد الليبى بشكل كامل.
وأوضح بن شرادة، أن من الشخصيات التى وصلت إلى القاهرة أعضاء مجلس النواب الليبى محمد الرعيض، وأبو بكر سعيد، وأيمن سيف النصر، وعبدالله اللافى، ومن المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة، وأبوالقاسم قزيط، وعبدالله جوان، ومن الشخصيات المستقلة حسن شابا، وتهامى الجطلاوى وفهيم بن رمضان من القيادات العسكرية بمصراتة.