في الوقت الذى تدعى فيه جماعة الإخوان الإرهابية كذبا على مواقع التواصل الاجتماعى، وفاة سيدة حامل بالمنيا بسبب الإهمال الطبي، كشفت جامعة المنيا الملابسات الحقيقية وراء الواقعة وكشفت كذب وتضليل الجماعة الإرهابية.
فيما بدأت نيابة المنيا التحقيق فى واقعة وفاة السيدة "إيمان أ ن"، بعد أن اتهم أهلها إدارة وأطباء المستشفى الجامعى للنساء والتوليد بالإهمال بالمنيا بالتقصير فى متابعة الحالة على مدار ثلاثة أيام، حتى فارقت الحياة.
واستمعت النيابة فى التحقيقات لأقوال الأم والأب وزوج وعم المتوفية، الذين رافقوا الحالة داخل المستشفى منذ يوم الجمعة الماضية وحتى وفاتها مساء الأحد الماضي، واتهموا إدارة المستشفى بالإهمال، وعدم إعطاء ابنتهم الأدوية اللازمة بسبب تخوفهم من اشتباه إصابتها بفيروس كورونا، وعدم التعامل معها إلا مرات قليلة عند قدومها المستشفى "حسب ذكرهم".
وأصدرت جامعة المنيا، بيانا ذكرت فيه أن المريضة حضرت إلى مستشفى المنيا الجامعي للنساء والتوليد بأعراض اشتباه بفيروس كورونا وتعانى من ارتفاع حاد فى درجة الحرارة وتدهور في العلامات الحيوية، وتم استقبالها فوراً وإجراء الإسعافات الأولية، ودخلت غرفة العزل بالعناية المركزة تحت إشراف فريق طبى، إذ أن المريضة كانت حامل فى الشهر السابع.
وبعد استقرار حالة المريضة تم استدعاء أطباء قسم القلب والصدر لمباشرة الحالة، وإجراء كل التحاليل اللازمة والأشعة المقطعية، والتى أثبتت عدم التأكد من اشتباه عدوى فيروس كورنا إلا بعد إجراء مسحة PCR والتي تم إجراؤها للمريضة بمستشفى صدر بنى مزار يوم 5/9/2020 بمعرفة أهل المتوفاة ولم تظهر النتيجة حتى وفاة المريضة.
واستقر الرأى الطبى على البدء فوراً فى برتوكول العلاج الخاص بعدوى فيروس كورنا والمعتمد من وزارة الصحة ولجنة التعامل مع هذه الحالات بالمستشفى الجامعى وهو عبارة عن (مضادات حيوية – خافض للحراة – مضادات للتجلط)، واستقرت حالة المريضة لمدة 48 ساعة وذلك يومي السبت والأحد وهذا مثبت من فحص الأوراق الخاصة بالمتابعة والمسجلة بتذكرة المريضة مع المتابعة الدقيقة من الأطقم الطبية المتخصصة، والذين أوصوا باستمرار برتوكول العلاج، إلا أنه فى يوم الأحد الساعة التاسعة مساء حدث تدهور مفاجئ فى حالة المريضة داخل العناية المركزة من حيث انخفاض حاد فى الضغط والنبض وانخفاض نسبة الأوكسجين فى الدم ودرجة الوعى العام للمريضة، وعلى الفور تم التدخل من جانب أطقم العناية المركزة لإجراء الإسعافات اللازمة وحدث توقف مفاجئ فى عضلة القلب وحاول الأطباء إجراء الإنعاش القلبى، ولكن عضلة القلب لم تستجب للإنعاش.
وأضاف البيان، تم إعلان وفاة المريضة في تمام الساعة العاشرة مساء وكان التشخيص المبدئي هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة جلطة في الشريان الرئوي، وفى هذه الأثناء تدخل أهل المريض بالاعتداء على الأطقم الطبية أثناء تأدية واجبهم والفيديو المتداول تم تصويره داخل العناية المركزة بعد إعلان وفاة المريضة، وتم تحرير مذكرة إثبات حالة بالواقعة.
وقد قرر الدكتور مصطفي عبد النبي رئيس الجامعة تشكيل لجنة تضم عميد كلية الطب، والمدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، مدير مستشفى القلب والصدر لفحص ملابسات الوفاة من كل جوانبها لبيان ما تم اتخاذه من إجراءات طبية وعلاجية مع المريضة وتماشيها مع البرتوكول المتبع واتخاذ الإجراءات القانونية فى حالة وجود أى تقصير إن ثبت ذلك.
وتداول العشرات من رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، عدد من الفيديوهات للفتاة، بعد أن قامت والدتها بتوثيق لحظة احتضارها، ووفاتها وهى حامل داخل إحدى غرف مستشفى النساء والولادة التابعة لجامعة المنيا والمعروفة بمستشفى "سوزان"، وسط مطالب بالتحقيق السريع فى الواقعة .
وقال الدكتور مصطفى عبد النبى رئيس جامعة المنيا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه تم تشكيل لجنة مكبرة لبحث تفاصيل شكوى أم ادعت وفاة ابنتها داخل المستشفى الجامعى، وذلك من خلال فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعى، وستقوم اللجنة بإعداد تقرير مفصل عن الحالة وموعد دخولها المستشفى ومرضها والأسباب التى أدت إلى الوفاة، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حال التأكد من وجود شبهة إهمال فى الواقعة.
وزير التعليم العالى يكلف بإعداد تقرير حول ملابسات وفاة سيدة بمستشفى المنيا الجامعى
وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمى لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، إن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى ورئيس المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية يتابع بشكل مباشر ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعى بشأن وفاة "إيمان أ ن"، وإذ تتقدم الوزارة ومستشفيات جامعة المنيا بخالص العزاء لأهل الفقيدة.
وبحسب بيان صادر عن وزارة التعليم العالى، قرر الوزير بالتنسيق مع رئيس جامعة المنيا تكليف اللجنة المركزية للمضاعفات المرضية والوفيات التابعة للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بالتحقيق فى ملابسات الوفاة على أن ترفع تقريرها إلى الوزير فى موعد أقصاه 48 ساعة من تاريخ اليوم.
ويذكر أن اللجنة المركزية للمضاعفات المرضية و للوفيات تضم كبار أساتذة الأمراض الصدرية والرعاية المركزة والتخدير والقلب وطب المناطق الحارة والجهاز الهضمى من جامعات القاهرة والإسكندرية وعين شمس وأسيوط والمنصورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة