يواجه وزير الخارجية البريطانى، دومينيك راب، رد فعل عنيفًا متزايدًا فى الكونجرس الأمريكى بعد أن حذر كبار الديمقراطيين من أنهم قد يفسدون أى صفقة تجارية مستقبلية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إذا فعلت المملكة المتحدة أى شيء يعرض اتفاقية الجمعة العظيمة للخطر فى محاولة لمغادرة الاتحاد الأوروبى بشروطها الخاصة، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ويشار إلى أن اتفاق الجمعة العظيمة هو اتفاق تجارى أبرم بين جمهورية ايرلندا وايرلندا الشمالية عام 1998، والمعروف أيضا باسم "اتفاقية بلفاست."
وشهدت أيرلندا الشمالية نزاعا داميا استمر 3 عقود بين الجمهوريين القوميين والوحدويين، وانتهى عام 1998 بتوقيع "اتفاق الجمعة العظيمة"، والاتفاق التاريخى الذى وقعته الحكومتان البريطانية والأيرلندية فى 10أبريل 1998 بدعم من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، وضع حدا لـ30 عاما من العنف السياسى والطائفى الدموى بين البروتستانت والكاثوليك أوقع أكثر من 3500 قتيل.
وسافر راب إلى واشنطن لمحاولة إصلاح العلاقات مع الديمقراطيين المؤيدين لأيرلندا، بما فى ذلك رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى ورئيس لجنة الطرق والوسائل فى مجلس النواب ريتشارد نيل. وقالت الصحيفة أن تيار الرأى فى الكونجرس يتحرك بسرعة ضد المملكة المتحدة بعد حملة الضغط التى شنتها السفارة الأيرلندية.
وتعهدت اللجنة الخاصة، وهى مجموعة ضغط كبيرة مؤيدة لإيرلندا للدفاع عن اتفاقية الجمعة العظيمة، ببناء "جدار أخضر" للدفاع عن الاتفاقية مستشهدة ببيان مقنع من رئيسى الوزراء البريطانيين السابقين جون ميجور وتونى بلير.
مع وصول راب إلى واشنطن، حذر أربعة من كبار أعضاء الكونجرس فى بيان مشترك من أن خطط المملكة المتحدة "قد يكون لها عواقب وخيمة على اتفاقية الجمعة العظيمة والعملية الأوسع للحفاظ على السلام فى جزيرة أيرلندا". وأضافوا: "يعتبر الكثير فى الكونجرس والولايات المتحدة أن قضية اتفاقية الجمعة العظيمة واتفاقية التجارة الحرة المحتملة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا".