فى البداية كمواطنة لبنانية كيف ترين مسار الأوضاع السياسية فى الدولة؟
من دون شك بلدنا يمر بمرحلة صعبة فيها الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتحدى الأكبر هو تطبيق الإصلاحات، وسنحتاج إلى سنوات حتى يعود للبنان لنهضته.
إلى أى مدى تعولين على الحكومة الجديدة للنجاح بمهمتها؟
الحكومة التى هى بصدد التأليف حاليًا عليها مسؤولية كبيرة لكسب ثقة المواطن اللبنانى والقيام بالإصلاحات، وعلى القوى السياسية ألا تضع عقبات أمام مهام تلك الحكومة ويجب ألا تكون ممثلة فى هذه الحكومة.
ما تعليقك على ما يتردد بالداخل اللبنانى من خلاف بين زوجك النائب شامل روكز والنائب جبران باسيل؟
هو اختلاف فى الرؤية السياسية وليس خلافًا عائليًا.ننتقل لشؤون المرأة.. كيف تقيمين أوضاع المرأة العربية؟
أرى أن المرأة العربية موجودة وتفرض نفسها بقوة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن إذا نظرنا إلى المستوى التشريعى سنجد أنه مازال هناك إجحاف وتمييز بحقها فى بعض البلدان، خاصة القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية سواء زواج أو طلاق، الحضانة والإرث، وحتى الأجور لا توجد مساواة فيها بين الجنسين.
من هى أكثر الدول العربية التى أحرزت تقدماً على صعيد تطوير أوضاع المرأة؟
المملكة العربية السعودية قطعت أشواطا كبيرة فى منح المرأة حقوقا متساوية مع الرجل لم تكن حاصلة عليها من قبل، وفى تشريع قوانين تحمى المرأة مثل مكافحة التحرش الجنسى، وفى مصر أيضا الجهات المختصة تولى اهتماما كبيرا لمكافحة العنف ضد المرأة ومنع التزويج المبكر لدى الفتيات.وما الذى حققته منظمة المرأة العربية فى هذا الصدد؟
منظمة المرأة العربية مقرها فى مصر وهى الأم الحاضنة لها ولكل أهداف تلك المنظمة، وهناك تنسيق كبير مع جامعة الدول العربية خاصة إدارة المرأة والأسرة والطفولة لتطوير البرامج، ومن أبرز أهداف المنظمة تمكين المرأة العربية على الصعيد الاقتصادى وتشجيعها على المشاركة فى الحياة السياسية. فكلما كانت مشاركة المرأة أكبر فى مواقع صنع القرار، نجحت فى دمج مفهوم النوع الاجتماعى فى القوانين وخطط العمل التى تضعها.ما المهام التى تقوم بها الهيئة الوطنية للمرأة؟
حددّ القانون للهيئة مهامًا استشارية، تنسيقية، وتنفيذية. وتقوم الهيئة بدور استشارى لدى الحكومة ولدى سائر الإدارات والمؤسسات العامة فى كل ما يتعلّق بأوضاع المرأة وبقضايا النوع الاجتماعى. وتركّز بنوع خاص على المواضيع المرتبطة برسم السياسات العامة واتخاذ القرارات وتطوير الاستراتيجيات الرامية إلى تأمين المساواة بين المرأة والرجل.
كما تضطلع الهيئة بمهام تنسيقية بين المؤسسات العامة والمنظمات غير الحكومية المعنية بقضايا النوع الاجتماعى.
كما نفذت الهيئة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولى GIZ برنامج تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلى والوطنى فى لبنان فى بلديات عدة، حيث شاركت النساء العضوات والموظفات فى المجالس البلدية فى تدريبات حول إدارة المشاريع والقيادة والتغيير وتطوير مهاراتهن وقدراتهن، والتى هدفت إلى إعداد وتنفيذ مشاريع تراعى المساواة بين الجنسين وتستجيب للحاجات الأساسية لبلداتهن.
هل لكم أوجه تعاون مع مؤسسات دولية؟
نعم، تتعاون الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية مع البنك الدولى، فى إطار خطة عمل «المشرق» حول التمكين الاقتصادى للمرأة، لزيادة فرص العمل المتاحة للنساء ولتسهيل التحاقهن بسوق العمل، من خلال تأمين رعاية وحضانة أطفالهن، وكذلك دعم وصول النساء إلى المراكز العليا فى المؤسسات الاقتصادية فى القطاع الخاص.
هل هناك مجالات تعاون بين المجلس القومى للمرأة والهيئة الوطنية اللبنانية لشؤون المرأة؟
نتبادل مع المجلس القومى للمرأة فى مصر الخبرات من خلال منظمة المرأة العربية وإعداد خطط مشتركة من أجل المرأة، ونتبادل الدروس والخبرات فيما نجحت دولة فى تحقيقه على صعيد قانون معين، ونحاول تطوير قوانينا من خلال خطة عمل تتناسب مع خصوصيتنا كدولة لبنانية. وبشكل شخصى تربطنى علاقة خاصة مع مصر وحين أزورها أشعر أننى فى بيتى.
كيف أثر تردى الوضع الاقتصادى على المرأة اللبنانية؟
مع تردى الأوضاع الاقتصادية، ازدادت الأعباء الملقاة على عاتق المرأة، فهى أول من يقدم التضحيات من أجل الأسرة، وتتنازل عن حاجاتها لتأمين متطلبات عائلتها.لك العديد من التغريدات حول التحرش الجنسى فى لبنان.. هل ترينه ظاهرة هنا؟
بالتأكيد التحرش الجنسى ظاهرة موجودة بقوة فى كل المجتمعات، وطالما لا توجد حماية قانونية كافية للمرأة من التحرش الجنسى، فمن الصعب تحديد الأعداد بدقة، وستظل المرأة تتحمل هذا النوع من العنف وتداعياته النفسية الكبيرة.
وما الذى قامت به الهيئة الوطنية للمرأة على صعيد مكافحة تلك الظاهرة؟
أعدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة قانونا لتجريم التحرش الجنسى فى مكان العمل وفى الأماكن العامة، بالتعاون مع المجتمع المدنى وهو الآن فى مجلس النواب فى لجنة الإدارة والعدل، ونتمنى إقراره قريبًا،وإقرار هذا القانون من شأنه أن يساهم فى زيادة نسبة مشاركة النساء فى القوى العاملة فى لبنان.
وماذا عن قوانين مكافحة العنف الأسرى؟
استغرق إقرار قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسرى 293/2014 سبع سنوات، وبعد عامين على تطبيقه تبيّن وجود ثغرات فيه، فتقدمنا مع وزارة العدل ومنظمة «كفى» بتعديلات على القانون، وقعها عشرة نواب فى البرلمان اللبنانى، بغية ضمان توفير الحماية القانونية لضحايا العنف الأسرى وأولادهم حتى لو كانوا قد تخطوا سنّ الحضانة، ومعاقبة المجرم وإعادة تأهيله من أجل إعادة إدماجه فى المجتمع، ونتمنى إقراره بأقرب وقت ممكن.
هل أثر «كورونا» على معدلات العنف؟
نعم، ارتفعت النسبة خاصة فى آخر شهرين، وبشكل عالمى أيضًا ازدادت معدلات العنف، ووباء كورونا أثر بشكل كبير طالما كان المعنف محجوزًا مع المرأة لأوقات طويلة فهذا بالطبع يزيد المخاطر، وازدادت نسبة تلقى الشكاوى على الخط الساخن 1745 التابع لقوى الأمن الداخلى والمخصص لتلقى شكاوى العنف الأسرى.
ما الدور الذى قامت به المرأة اللبنانية فى معركة «كورونا»؟
شكلت المرأة خط الدفاع الأول خلال أزمة كورونا كونها ممرضة وطبيبة، والهيئة الوطنية دعمت هذا الدور، ووقعت مذكرة تفاهم مع نقابة الممرضات. ونحن فى صدد التعاون لتحقيق مطالب الممرضات والممرضين وتأمين حماية قانونية أكبر لهم، ونبحث عن تحسين أوضاع تلك الفئة من المجتمع التى تقوم بدور جبار.
هل فى لبنان قانون يمنع تزويج الأطفال؟
للأسف لا يوجد فى لبنان قانون يمنع تزويج الأطفال، وهناك من يتخذ الدين ذريعة للوقوف ضد إقرار هذا القانون، فى حين أن الأديان السماوية تكرس حقوق الطفل وتحرص على سلامته الفكرية والنفسية والجسدية.
على الصعيد الشخصى.. ما التحديات التى فرضها عليك لقب «ابنة الرئيس»؟
حدثينا عن ميشال عون الأب؟
«عون» أب حنون جدًا ولديه علاقة خاصة بأحفاده ونحن 3 بنات إخوة ولم نشعر مرة بالتمييز ضدنا فعشنا بكل حرية ولنا كل الحقوق، ووالدى هو الذى أعطانى الثقة بنفسى والقوة من خلال تربيته لنا.
صفى لنا ما وقع خبر انفجار المرفأ على الرئيس؟
لم أكن متواجدة معه خلال الانفجار، لكن لا شك أن وقعه كان مؤلمًا وكبيرًا وصعبًا عليه وعلى والدتى التى أصيبت فى رجلها جراء تساقط الزجاج عليها. كناّ كلّ فى بيته، حيث سارع الرئيس إلى الاتصال بنا للاطمئنان علينا وعلى عائلاتنا.
مرت عليكم أوقات عصيبة كأسرة للرئيس.. كيف واجهت تلك الظروف؟
أكيد مرت علينا ظروف عصيبة خاصة خلال فترة الحرب والمنفى وحتى بعد العودة، ولكن دائما كان هناك هدف نصب أعيننا، وأهم شىء ألا نخسر الهدف، وفى الوقت عينه ألا نخسر القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية لتحقيق هذا الهدف.
ما أكثر شىء محبب لقلبه؟
يحب الاستماع إلى الموسيقى كثيرًا، ويحب أغانى «فيروز» والأخوين رحبانى.