كشف الحساب الرسمي لمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن المسبار وهو يقترب من مرور شهرين على إطلاقه، قطع نحو ثلث إجمالي مسافة رحلته نحو المريخ، والتي تبلغ 493.5 مليون كيلومتر، فيما يواصل رحلته حالياً بنجاح، حيث بقي أمام المسبار 321.5 مليون كيلومتر قبل أن يصل إلى وجهته بحلول فبراير المقبل.
وأنهى المسبار مرحلة اختبارات ما بعد الإطلاق بنجاح تام، ولكي يقطع المسبار مسافة 493.5 مليون كيلومتر للوصول إلى المريخ، فإنه يحتاج خلال رحلته الطويلة إلى أجهزة وكاميرا تعقب للنجوم والتي من شأنها أن تساعد في رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب، حيث سيحتاج إلى تحديد موقعه بدقة في الفضاء بشكل دائم، ليتمكن من توجيه اللاقط الخاص به باتجاه الأرض، ولهذا يعتمد على مجسات تعقب النجوم مستخدماً أنماط التجمعات النجمية، فيما يشبه إلى حد كبير الأسلوب الذي اعتاده البدو والبحارة في قديم الزمان للاستدلال على طريقهم، فيما تساعد أجهزة التعقب هذه في رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب.
والتقطت كاميرا تتبع النجوم أول صورة لوجهة المسبار نحو المريخ وذلك على مسافة مليون كيلومتر من كوكب الأرض، فيما جاء ذلك ضمن خطط الاختبارات المعيارية والمراجعات للتأكد من عمل أجهزة الملاحة الفضائية ومطابقتها للمواصفات التي وُضعت لها، فيما يحمل المسبار 3 أجهزة علمية، صممت بشكل مخصص لتوفر المعلومات المطلوبة عن «أسباب تلاشي الغلاف الجوي للمريخ»، بينما ستوفر «أول صورة شاملة عن كيفية تغيّر الغلاف الجوي وتغيرات الطقس يومياً»، فضلاً عن «اكتشاف العلاقة التفاعلية بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي للمريخ».
وتشمل الأجهزة كاميرا رقمية لالتقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء»، الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، بالإضافة إلى جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية» لقياس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية وقياس الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا للغلاف الجوي.
وسيقوم مسبار الأمل بمهمته التي تتعلق بدراسة الغلاف الجوي للمريخ من مدار علمي يكون في أقرب نقطة إلى سطح المريخ على ارتفاع يبلغ 20 ألف كيلومتر وفي أبعد نقطة يكون على ارتفاع 43 ألف كيلومتر، وسيتمكن المسبار من إتمام دورة كاملة حول الكوكب كل 55 ساعة بدرجة ميل مداري تبلغ 25 درجة.
ويعطي هذا المدار أفضلية لمسبار الأمل عن أي مركبة فضائية أخرى، حيث لم يكن لأي من المهمات السابقة إلى المريخ مدار مشابه، حيث كانت لها مدارات لا تسمح لها سوى بدراسة الغلاف الجوي للمريخ في وقت واحد خلال اليوم.