قال الزعيم اللبناني وليد جنبلاط اليوم الأربعاء، إن البعض لا يفهم على ما يبدو أن الجهود التي تقودها فرنسا لإخراج لبنان من الأزمة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد، مرددا تحذيرا من باريس بأن لبنان يواجه خطر الزوال بدون تنفيذ الإصلاحات.
ويواجه لبنان أزمة اقتصادية ومالية طاحنة تشكل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990. وتفاقمت الأزمة بسبب انفجار مدمر في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس.
وتضغط فرنسا على السياسيين المنقسمين لتشكيل حكومة جديدة من أجل البدء في إصلاح الدولة التي تعاني من تفشي الفساد، غير أنهم تجاوزوا بالفعل مهلة انتهت أمس الثلاثاء اتفقوا عليها مع باريس لتشكيل حكومة جديدة.
وكتب جنبلاط على تويتر "يبدو أن البعض لم يفهم أو لا يريد أن يفهم أن المبادرة الفرنسية هي آخر فرصة لإنقاذ لبنان ومنع زواله كما قال وزير خارجيتها (فرنسا) بكل وضوح".
كان وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان قد قال الشهر الماضي إن لبنان يواجه خطر الزوال بدون إصلاحات ضرورية.
ويسعى رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب لتشكيل حكومة لتنفيذ إصلاحات وردت في خارطة طريق فرنسية. وتقول مصادر إنه يسعى لتداول السيطرة على الوزارات، والتي خضع كثير منها لنفس الفصائل لسنوات.
وجاءت أبرز الاعتراضات من السياسي نبيه بري رئيس مجلس النواب. ويصر بري على ترشيح وزير المال، وهو منصب يقرره منذ 2014.
وتقول مصادر إن حزب الله يدعم موقف بري، وإنه أبلغ الرئيس ميشال عون أمس الثلاثاء بأن الأحزاب الشيعية يجب أن توافق على الوزراء الشيعة وأن وزير المال يجب أن يكون شيعيا.
وقال سعد الحريري، رئيس الوزراء الأسبق الذي كان دعمه حاسما لترشيح أديب، إن وزارة المال وغيرها من الحقائب الوزارية ليست حقا حصريا لأي طائفة.
وذكر الحريري على تويتر أن رفض فكرة تداول السيطرة على الوزارات يحبط "الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان واللبنانيين"، في إشارة إلى المبادرة الفرنسية.
وقال سيمون أبي رميا النائب عن التيار الوطني الحر على تويتر إن لبنان أمام 24 ساعة مفصلية فإما "ينتصر منطق العقل" ويتم تشكيل حكومة أو يعتذر رئيس الوزراء المكلف.