عثر علماء الفلك على كوكب بحجم المشترى يدور حول بقايا مشتعلة لنجم ميت على بعد ثمانين سنة ضوئية من الأرض، ويدور هذا الكوكب بسرعة كبيرة، لدرجة أن العام على سطحه يساوى يوم ونصف على الأرض، كما أنه قريب من المنطقة الصالحة للسكن - بدرجات حرارة تصل لـ60 درجة فهرنهايت.
ووفقا لموقع "ميرور" البريطانى، يعطى هذا الاكتشاف علماء الفلك نظرة ثاقبة حول نوع الكواكب التى يمكن أن تؤوى الحياة وما سيحدث لأرضنا عندما تصبح الشمس قزمًا أبيض وتموت.
الحد الأعلى لدرجة حرارة الكوكب المقاسة بواسطة تلسكوب سبيتزر الفضائى التابع لناسا هو 17 درجة مئوية (63 فهرنهايت)، وهذا مشابه لمتوسط درجة حرارة الأرض - مما يعزز البحث عن حياة خارج الأرض.
قال المؤلف الرئيسى الدكتور أندرو فاندربيرج، من جامعة ويسكونسن ماديسون فى الولايات المتحدة: "كنا نستخدم القمر الصناعى TESS للبحث عن الحطام العابر حول الأقزام البيضاء، ومحاولة فهم كيفية حدوث عملية تدمير الكواكب، ولم نكن نتوقع بالضرورة العثور على كوكب يبدو سليمًا، بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأننا لم نكتشف أى ضوء من الكوكب نفسه، حتى فى الأشعة تحت الحمراء، مما يخبرنا أن هذا الكوكب رائع للغاية، من بين أروع ما اكتشفناه على الإطلاق".
ويعد القزم الأبيض هو النواة المنهارة لنجم شبيه بالشمس، تُرك بعد التخلص من غلافه الجوى، فعادة ما تكون هذه النجوم بحجم الأرض، حيث تبلغ كتلتها نصف كتلة شمسنا.
قال المؤلف المشارك الدكتور إيان كروسفيلد، عالم الفلك فى جامعة كانساس: "هذا الكوكب بحجم كوكب المشترى تقريبًا، لكن له أيضًا فترة مدارية قصيرة جدًا - السنة على هذا الكوكب لا تتجاوز 34 ساعة."
يبلغ حجم عملاق الغاز، المسم WD 1586 b ، نحو 14 ضعف كتلة كوكب المشترى، وفقًا لتقرير الفريق الدولي، وقال الدكتور فاندربيرج: "يشير اكتشافنا إلى أن WD 1856b كان يجب أن يدور فى الأصل بعيدًا عن النجم، ثم انتقل بطريقة ما إلى الداخل بعد أن أصبح النجم قزمًا أبيض، والآن بعد أن علمنا أن الكواكب يمكن أن تنجو من الرحلة دون أن تتكسر بفعل جاذبية القزم الأبيض، يمكننا البحث عن كواكب أخرى أصغر حجمًا."
وتدور معظم "الكواكب الخارجية" - تلك الموجودة خارج النظام الشمسى - حول النجوم التى ستشكل فى النهاية أقزامًا بيضاء، وعندما يستهلكون احتياطياتهم من الهيدروجين، يتحولون إلى عمالقة حمراء، ثم يتوسعون ثم يبتلعون أى كواكب قريبة منهم، وهذا يجعل من غير المحتمل أن يبقى أى منها يدور حول النجم فى طور القزم الأبيض.
وتستند النتائج المنشورة فى مجلة Nature إلى بيانات من مهمة TESS (قمر مسح الكواكب العابرة للكواكب الخارجية) التابعة لناسا.