تقترب الولايات المتحدة الأمريكية من الانتخابات الهامة التي يتنافس فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع المرشح الديمقراطي جو بايدن، وسط حالة من الترقب في الحملتين الانتخابيتين، وخطط لحسم المعركة الانتخابية، وتركز حملة الرئيس ترامب على الفوز في فلوريدا وأريزونا لخلق مسار للحصول على 270 صوتًا انتخابيًا وأربع سنوات أخرى في البيت الابيض وفقا لتصريحات نائب الرئيس مايك بنس.
وقال مايك بنس إن ولايات فلوريدا وأريزونا ومينيسوتا التي لم تصوت لمرشح رئاسي للجمهوريين منذ عام 1972 ، كلها أهداف ترامب الرئيسية، وتابع: "فلوريدا ذات أهمية كبيرة.. أريزونا ذات أهمية كبيرة سنحرص على استمرارنا في العمل على حملتنا في تلك الولايات".
وأضاف: "نحن في الواقع نتطلع إلى توسيع الخريطة الآن. لقد كنت أقوم بحملة في مينيسوتا" مشيرًا إلى أن ستة رؤساء بلديات ديمقراطيين في المدن الصغيرة في الولاية أيدوا ترامب. وهو ما يجعله يعتقد أن الأمور في الولاية جيدة، كما ذكر أيضًا ولاية كارولينا الشمالية كدولة ستركز فيها الحملة".
ومن المرجح أن تكتسح ثنائية ترامب-بنس ميشيحان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا وكارولينا الشمالية للحصول على 270 صوتًا انتخابيًا، لكن بفوزه في فلوريدا ، يصبح أمام ترامب مساران مختلفان للوصول إلى الأصوات اللازمة.
ومع فوزه في فلوريدا ونورث كارولينا، حيث تظهر استطلاعات الرأي نسبا متقاربة ، يمكن لترامب أن يتحمل خسارة في ولاية أريزونا ويحصل على 270 مع فوز في اثنين من ولايات ميتشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا.
ويتخلف ترامب عن بايدن في معظم هذه الولايات ، لكن بنس قال إنه رأى أدلة قوية على الدعم على الأرض في ويسكونسن وميشيجان وبنسلفانيا وأوهايو.
وسيتواجه ترامب وبايدن للمرة الأولى في مناظرة مقررة في 29 سبتمبر ، بينما سيناقش بنس هاريس في 7 أكتوبر، وقال بنس عن هاريس: "إنها بالتأكيد مناظرة متمرسة لذلك نحن نستعد بنفس الطريقة التي أعددنا بها آخر مرة."
وفاز ترامب بولاية ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن بمجموع 80 ألف صوت في عام 2016، وفاز بفارق ضئيل في ولاية أريزونا.
ووفقا لوسائل إعلام أمريكية، كانت فلوريدا ولاية رائدة موثوق بها في الانتخابات الأخيرة، فالولاية الجنوبية لديها تنوع سكاني ، لكنها عمومًا ذات ميول محافظة ولديها نسبة عالية من الناخبين الأكبر سنًا وكلا المعسكرين سيرى هذا على أنها ولاية لا بد من الفوز بها، ووفقا لآخر الاستطلاعات في 13 سبتمبر تبلغ نسبة تأييد ترامب في فلوريدا 46%.
ومن المعتاد أن تكون ولاية أريزونا مركزا للجمهوريين ، لكن الحزب لم يعد بإمكانه الاعتماد على هذه الولاية سريعة التغير، حيث يأمل بايدن الذي حصل على تأييد بنسبة 50% في الفوز بأصواتها في يوم الاقتراع اعتمادا على تواجد كبير لسكان من أصل إسباني في الولاية.
وصوتت ولاية أوهايو لصالح المنتصر في كل انتخابات رئاسية منذ عام 1964، وفاز ترامب بولاية أوهايو بفارق 8.1 نقاط في عام 2016 ، مما يمثل تحديًا صعبًا للديمقراطيين ، الذين يأملون في إقبال كبير بين الناخبين السود حيث تصل نسبة تأييد ترامب فيها الى اكثر من 50%، كما يحظى بتأييد في ايوا.
في الوقت نفسه، يواجه بايدن انتقادات من داخل معسكره الديموقراطي بسبب ابتعاده عن الساحة واعتماد حملته في أنشطتها الترويجية على المنصات الرقمية والإنترنت حيث نقلت حملة المرشح الديموقراطي معظم جهودها من التنظيم الميداني والتواجد على الأرض بين الناخبين الي الانترنت والمنصات الرقمية الامر الذي يثير غضب وقلق الديموقراطين خاصة في ولاية ميتشيجان التي يتم إدارة العمليات فيها من خلال حملة لا تقوم بعمل استطلاعات او احداث فعلية.
وتعتبر ميتشيجان واحدة من أهم الولايات المتأرجحة في البلاد والتي لا توجد فيها أي بصمة لحملة بايدن في الوقت الذي تتواجد فيه أعلام ترامب تزين كل شيء بدءًا من الشاحنات الصغيرة وحتى أجزاء الطائرات الضخمة التي يتم نقلها على الطريق السريع.
ووفقا لخبراء فان نهج بايدن في وسط جائحة صحية صحيح إلى حد ما لكن تاثير "لا يري بالعين المجردة" خاصة مع انتقالات ترامب وسفره بين الولايات وتواجده بقوه وبشكل صريح بين الناخبين.
وقالت وري غولدمان ، مؤسسة Fems for Dems ، وهي مجموعة عمل سياسي شعبية تضم ما يقرب من 9000 عضو في ميشيغان: "لا نرى وجودا هنا في الولاية"، وأضافت إنها تتلقى ما يقرب من 15 مكالمة في الأسبوع من نساء يسألن أين يمكنهن الحضور ، وهي لا تعرف ماذا تخبرهن.
وقال آخرون من كبار الديمقراطيين منتقدين سياسة حملة بايدن في الولاية ان "الاتصال برقم هاتف ليس مهما" مشيرين الى ضرورة ظهور المرشح الرئاسي بين مؤيديه وناخبيه لإتاحة الفرصة على الأقل للناخبين لاظهار دعمهم ومناقشة ما يقلقهم.