- السيسى ضحى بشعبيته فى «صناعة وطرق وزراعة وفرص عمل وحماية اجتماعية وتعليم وصحة
- يختلف المصريون لكنهم يتفقون على الوطن.. مصر تحولت من أكثر الدول إصابة بفيروس سى إلى نموذج عالمى فى العلاج
اختار الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن يتحدث مباشرة للناس حول الأحداث والتطورات والسياسات المختلفة التى تتبعها الدولة، ضمن سياسة المصارحة وشرح تفاصيل السياسات والتطورات على مستوى الاقتصاد والخدمات. وكانت مواجهة المخالفات وقانون المصالحة آخر النماذج التى فشلت قناة الجزيرة وقطر وتوابعها فى استغلالها لشحن الناس والادعاء بوجود أسباب الفوضى، حيث سارعت الحكومة ورئيس الوزراء بالخروج وشرح التفاصيل وتخفيض مقابل المصالحة للفلاحين والأغلبية من المصريين، بينما واجهت فى الأساس حيتان البناء المخالف والمتعدين على الأراضى الزراعية. وحرص الرئيس على التأكيد «أن الهدف منه مصلحة وطنية، وليس الهدف الضغط على الناس وتعذيبهم»، فى إشارة إلى أن مواجهة المخالفات والاعتداء على الأراضى الزراعية كانت مطلبا عاما وليست مجرد رغبة حكومية. يختلف المصريون ويتفقون على تفاصيل ما يجرى، لكنهم لا يختلفون على قدسية الوطن، ورفض الفوضى الممولة.
ورغم أن التعليم كان المحور الرئيسى بمناسبة افتتاح الجامعة اليابانية ومشروعات تعليمية، فإن الرئيس وجه رسائل مباشرة تجاه قطر وجهات معادية أصبحت تتعامل بكراهية وعداء تجاه مصر، حيث تحولت قناة الجزيرة وتوابعها فى الدوحة وإسطنبول ولندن إلى منصات تحريض ونشر أكاذيب مباشرة، وتواصل ومعها اللجان الإلكترونية الممولة من قطر طوال 24 ساعة، نشر تقارير وأخبار مفبركة وصور قديمة فى واحدة من أكبر حملات التشكيك والكذب، رهانا على أن مصر يمكن أن تتراجع فى موقفها من رفض السلوك القطرى تجاه هدم الدول وفضح الجهود التى بذلها تميم لتمويل الخراب والإرهاب فى سوريا والعراق وليبيا وباقى الدول العربية.
الرهان على البناء
لقد راهنت قطر على الإرهاب وخسرت الرهان، حيث كانت مصر تواجه إرهابا أسود حطم دولا بالمنطقة، وفى نفس الوقت تواصل عملية البناء والتخطيط فى كل الاتجاهات. وراهنت قطر وتركيا على الفوضى فى ليبيا، ووضعت مصر خطا أحمر حذرت من اجتيازه، ما زال قائما لم يتم اختراقه، راهنت قطر على سد النهضة فى تعطيش مصر وتضاعفت المياه القادمة خلف السد العالى وفى مفيض توشكى. وزعمت الجزيرة أن مصر تركت الجنوب إلى الغرب وكسبت مصر فى الغرب والجنوب معا.
اعتادت قناة الجزيرة طوال سنوات نشر وتكرار الأكاذيب وفبركة تقارير ومعلومات وأرقام التشكيك فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية المصرية على عكس ما هو حادث، وعلى عكس تقارير دولية وإقليمية ومن مؤسسات اقتصادية كبرى ترصد حجم التطور والتحول الإيجابى فى الاقتصاد المصرى، ورغم سقوط كل التقارير والتوقعات والتحليلات التى سبق ونشرتها الجزيرة مستعينة بمحللين خصوصيين، إلا أنها تصر على السير فى نفس الاتجاه. واختار الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه مهام منصبه الطريق الأصعب، لم يقدم وعودا سهلة أو يقلل من خطورة الوضع الاقتصادى قبل 7 سنوات، حيث كانت مصر مقبلة على انهيار وإفلاس، الفاقد كبير فى الدعم الذى لا يصل لمستحقيه، وأكثر من سعر للدولار، واتخذ الرئيس القرار الصعب إعادة هيكلة الدعم وتعويم الجنيه حتى يكون بسعره الطبيعى، وتوجيه هذه الأموال للخدمات من تعليم وصحة، ورغم تحذيرات كثير من الخبراء بأن الإصلاح يهدد شعبية الرئيس، وأنه يهدد بهزة اجتماعية، وقتها كانت قناة الجزيرة تلعب دورا تحريضيا ومعها الذيول، قنوات تركيا، بل إنهم مارسوا تحريضا مباشرا على التظاهر والخروج لكن الرئيس لم يؤجل القرار حسبما كانت توصيات الأجهزة وبعض الجهات.
شعبية السيسى
وأعلن الرئيس بعد سنوات أنه أخبر حكومة المهندس شريف إسماعيل وقتها أنه إذا خرج الناس ضد الإصلاح الاقتصادى تترك الحكومة مكانها ويتخلى الرئيس عن مهمته، لكن ما جرى أن الشعب المصرى رغم آلام الإصلاح الاقتصادى وتأثر الدخول للطبقة الوسطى، فقد تحمل المصريون الإصلاح، ولو رفضوا ما كانت قوة فى الأرض تمنعهم من الخروج، لكنهم تفهموا الإصلاح وتحملوا نتائجه رهانا على أنه الحل الوحيد. وقد تزامن تطبيق قرارات الإصلاح مع دعوات للتظاهر والخروج لم تتحقق. وتم تعويض الاحتياطى النقدى الذى تآكل خلال السنوات من 2011 حتى 2013.
اللافت للنظر أن قناة الجزيرة تعمدت الاستعانة بمحللين يقولون إن الإصلاح سيفشل لكن العكس هو ما تحقق، وأعلن الرئيس أنه راهن بشعبيته فى سبيل تحقيق روشتة إصلاح ضرورية، وتزامن هذا مع مواجهة العجز فى إنتاج الكهرباء والوقود وكانت الطوابير أمام محطات الوقود، وانقطاع الكهرباء، أمرا مكررا فى سنة حكم الإخوان، لكن بدأت الدولة بناء محطات توليد الكهرباء، وتم تحقيق الاكتفاء الذاتى وصولا إلى التصدير. بل إن الدولة بدأت الاتجاه إلى الطاقة المتجددة وبناء أكبر محطة للطاقة الشمسية ومحطات توليد الكهرباء بالرياح، لتضاعف من قدرات الطاقة للمشروعات الصناعية.
وفشل رهان الجزيرة وقطر على فشل الإصلاح، وبدأت الدولة الاتجاه إلى فتح كل الملفات الصعبة وأولها ملف العشوائيات وخلال 6 سنوات تم نقل سكان المناطق العشوائية إلى الأسمرات، وهى ليست مساكن لكن مجتمعات متكاملة تتضمن الشروط الإنسانية ومراكز الشباب والمدارس والوحدات الصحية، وفى الإسكندرية غيط العنب، وفى السيدة تحول تل العقارب إلى مساكن إنسانية، وغيرها، وظلت الجزيرة وتوابعها يمارسون الكذب ويفبركون فيديوهات مصنوعة مع مجهولين يشكون من التشرد، بل إنهم هاجموا نقل العشوائيات باعتبارها تقضى على خصوصية السكان فى سياق فكاهى كاشف عن رغبة فى تنفيذ سكريبت الهجوم.
ولهذا كان حديث الرئيس السيسى عن دول «تكرس أموالها لهدم مصر بينما يمكن أن تستثمر فى بناء دولها»، وبالفعل فقد واصلت مصر تقدمها فى بناء شبكة طرق عملاقة تمثل نقلة فى دعم النقل وتسهيل الانتقال بين المدن الصناعية والسياحية، وبجانب شبكة الطرق تم التوسع فى شبكات مترو الأنفاق والقطارات، والنقل العام الذى يمثل نقلة حضارية، لكن القنوات تترك هذا وتزعم أن هناك أسعارا مرتفعة رغم أن تذكرة المترو لأكثر من 40 كيلومترا أقل من سعر ركوب توك توك، مع الأخذ فى الاعتبار أن الإصلاح الاقتصادى قدم مشروعات صغيرة وفرص عمل فى المشروعات القومية الكبرى.
مبادرات 100 مليون
فضلا عن مبادرات مثل 100 مليون صحة، وتم القضاء نهائيا على فيروس الكبد الوبائى سى، والذى كان يمثل أحد أخطر أزمات الصحة وقتل ملايين خلال عقدين، وخلال 3 أعوام فقط تحولت مصر من أكثر الدول المصابة بفيروس سى، إلى نموذج فى القضاء على المرض، بل وقبلة للعلاج، وقدمت مصر تجربتها ومبادرتها للأشقاء الأفارقة بعلاج مليون أفريقى. وكانت مبادرة 100 مليون صحة قد خدمت مئات الآلاف، مع مبادرة القضاء على قوائم الانتظار فى جراحات القلب. وفى نفس السياق تم انتشال صناعة الغزل والنسيج وصناعات الجلود من كبوتها، وإنفاق مليارات أعادت لصناعة الغزل والنسيج قوتها، من خلال مصانع الروبيكى التى هى أحدث أدوات مع دعم صناعات الغزل والنسيج بالمحلة وغيرها. وإنقاذ شركات عامة تعرضت للتخريب والتدمير ومنها شركة قها أدفينا.
فى الزراعة حققت مصر قفزات خلال أعوام قليلة، ومع التوسع فى زراعة الأراضى والصوبات حققت مصر الاكتفاء الذاتى من الخضر والفاكهة، وأصبحت تحتل المرتبة الأولى فى تصدير البلح والزيتون والمانجو، فضلا عن الصمود فى الأسعار من منتجات اللحوم والأسماك والمنتجات الغذائية خلال أزمة فيروس كورونا، بل إن مواجهة فيروس كورونا كانت نموذجا لعمل جماعى من الحكومة بالشفافية والتعامل العلمى والصحى الأمر الذى جعل مصر ذات نسبة إصابات متوسطة بين الدول، رغم أن الفيروس ضرب دولا كثيرة.
اللافت للنظر أن قناة الجزيرة وتوابعها فى تركيا من البداية تركت قطر وتركيا وتفرغت للادعاء بأن مصر تخفى أرقاما ضخمة من الإصابات وهو ما ثبت كذبه، بل إن أزمة فيروس كورونا كشفت عن قوة الاقتصاد وقدمت الدولة 100 مليار جنيه لمواجهة الفيروس وتداعياته، وتقديم مساعدات للقطاعات المتضررة، ومنها قطاع السياحة الذى بدأ يتعافى مع تدفق الأفواج السياحية من دول العالم وعودة السياحة الأوروبية والروسية.
اختيارات مصر ورهانات الدوحة
اختارت مصر من البداية أن تواجه تحالف قطر وتنظيم الإخوان، بالمزيد من العمل، وراهن الرئيس بشعبيته، وراهن فى نفس الوقت على وعى وتفهم الشعب المصرى الذى ما كان له أن يتحمل الإصلاح الاقتصادى وتأثيراته على الطبقات الوسطى، وهو برنامج معلن بكل تفاصيله، على مدى خمس سنوات، تم إنهاؤها بنجاح فى المقابل بدأت ثمار المشروعات من صوبات أو صناعة غزل ونسيج وطرق وفرص عمل مع برامج الحماية الاجتماعية واستمرار دعم الفئات الأكثر احتياجا.
فى مجالات الطاقة حققت مصر قفزات فى اكتشافات الغاز وأصبحت فى طريقها لتكون مركزا إقليميا للغاز، بينما قطر تواصل رهاناتها فى التشكيك ونشر الأكاذيب، وتوزيع سكريبتات فارغة وتراهن على وهم وسراب يتأكد كل يوم.
لقد أكد الرئيس أكثر من مرة أن الشعب المصرى هو البطل الحقيقى للإصلاح الاقتصادى، وقال فى الإسكندرية «رهانى دائمًا على وعى الشعب المصرى ودعمه للدولة فى مواجهة التحديات»، وفى حين تنشغل قطر بالتحريض والتشكيك يتحدث الرئيس عن تطوير التعليم وتجهيز الخريجين لسوق العمل من خلال تخريج شباب مؤهل ودارس للتخصصات الدقيقة والمطلوبة محليا وعلميا، والتوسع فى استيعاب الذكاء الاصطناعى للحاق بالعالم من حولنا، والجامعات الأهلية والجديدة فى أنحاء مصر وأغلبها خارج القاهرة ومنها جامعة الجلالة، والجامعة اليابانية وجامعات فى شمال مصر وجنوبها وشرقها وغربها، قائلا «ولو مكناش قادرين نوفر فرصة عمل جوة مصر نوفر فرصة عمل برة مصر»، وهو ما يشير إلى عولمة العمل لصالح الأكثر تأهلا وتعليما وتدريبا.
اللافت للنظر أن كل هذه الخطوات تتحقق فى مصر، ولا تزال قطر تشعر بالحزن من كل تقدم صناعى أو زراعى، أو صحى فى مصر تحزن، وتصدر التعليمات لقناة الجزيرة وتوابعها وذيولها، بالتشكيك ونشر الكراهية، والتحريض ومن هنا كان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، تعبيرا عن دهشة، ويحمل قدرا من التحذير والتأكيد أن مصر تعرف ما يجرى وتتابع محاولات الهدم والتشكيك، وأنها سوف تواصل المواجهة بالعمل والاستثمار فى الإنسان والصناعة والطاقة، وتبقى قطر تراهن على كل ما يخسر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة