هل كان المماليك أهل حضارة؟ اعرف تفاصيل الإجابة

الجمعة، 18 سبتمبر 2020 08:00 م
هل كان المماليك أهل حضارة؟ اعرف تفاصيل الإجابة دولة المماليك - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ766، على تخلص الأمير المملوكي عز الدين أيبك من منافسه فى الحكم الأمير فخر الدين أقطاي، وبذلك توطد حكم دولة المماليك فى مصر، وحكمت دولة المماليك مصر وعددا من الدول العربية، امتدت لتشمل الشام والحجاز، نحو 3 قرون، حيث قامت فى أواخر العصر العباسى الثالث سنة 1250م، واستمرت إلى أن سقطت على يد السلطان العثمانى سليم الأول سنة 1517، بعد انتصاره فى معركة الريدانية، وإعدامه فيما بعد للسلطان طومان باى آخر سلاطين المماليك فى مصر.
 
لكن بالنظر إلى فترة حكم دولة المماليك، فهناك العديد من المفكرين والعلماء والمؤرخين ظهروا فى هذا العصر منهم على سبيل المثال، فى عهد المماليك عاش الطبيب الشهير ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى، وفى عهد المماليك عاش ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، وفى عهد المماليك عاش الرياضى والفلكى الكبير ابن الشاطر، وفى عهد المماليك تكاملت نظرية المقاصد في أصول الفقه على يد الإمام الشاطبى، وفى عهد المماليك ظهرت الموسوعات الكبرى، في التاريخ، والتراجم، والفقه، والتفسير والحديث وعلوم الرجال وغيرها.
 
وقالت الدكتورة زبيدة عطا، أستاذ العصور الوسطي وعميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقا، حيث قالت إن العصر المملوكى شهد ازدهار الكتابة التاريخية، بينما لم يكن هناك اهتمام كبير بالآداب مثل الشعر، موضحة أن اللغة تأثرت بفضل دخول مفردات أعجمية عليها.
 
 وأضافت "عطا الله"، أن اللغة العربية دخل عليها مفردات من اللغات الفرسية والتركية، كون أن حكام المماليك لم يكونوا عرب، لذلك تدهورات اللغة فى ذلك الوقت، مشيرة إلى أنه على الرغم من عدم الاهتمام بالآداب بشكل عام، لكن هذا لا يمنع أن بعض الحكام كانوا يقيموا مجالس للعلماء والشعراء، مثل السلطان الغورى، كما أن هناك شعراء من مهن حرفية ظهروا خلال ذلك العصر.
 
وأوضحت أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، أن الكتابة التاريخية شهدت أقوى فتراتها على الإطلاق خلال تلك العصر، حيث عاش العديد من المؤرخون مثل المقريرى وابن تغر بردى وأبو المحاسن وابن إياس، وكتبت العديد من الموسوعات التاريخية بعضها كان موجها للحكام، لكن الكثيرمنها كان عن التاريخ بشكل عام وشكل المجتمع مثل كتب المقريزى.
 
وأشارت الدكتورة زبيدة عطا الله، أن الحكام المماليك بشكل عام اهتموا بالثقافة الدينية وأقاموا والمساجد والكتاتيب والأسبلة، من أجل التقرب للناس وجذبهم إليهم من الناحية الدينية.
 
وأتمت "عطا الله" أنه بشكل عام لا يعد العصر المملوكى عصر انحطاط ثقافى مقارنة بالعصر العثمانى الذى كان أكثر الفترات التاريخية على مصر، التى شهدت انحطاط وفقر فى الحياة الثقافية والعلمية.
 
ووفقا لدراسة بعنوان " الحضارة في عصر المماليك" لقد ظهر في العصر المملوكي كثير من المنشآت الدينية من مساجد وتكايا ومدارس وأربطة وحلقات العلم، تقوم على تدريس العلوم الدينية، وتقديم الخدمات لطلبة العلم، هذا إضافة إلى الكتب الدينية التي صدرت آنذاك.
وزخر العصر المملوكي بعدد كبير من مشاهير العلماء الذين أثروا الحركة العلمية نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الإمام النووي، والعز بن عبد السلام، وابن تيمية، وابن قيم الجوزية، والمزي، وابن حجر العسقلاني، والذهبي، وابن جماعة، وابن كثير، والمقريزي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وابن قدامة المقدسي، والمزي الفلكي المتوفَّى عام 750هـ.
 
يعتبر عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون (698- 708ه-/1299- 1308م) من أزهى عصور الدولة المملوكية فقد أكثر من العمائر، ومن أهم منشآته في مدينة القاهرة الميدان العظيم، والقصر الأبلق بالقلعة، والإيوان ومسجد القلعة، والميدان الناصري، وبستان باب اللوق، وقناطر السباع.
 
ومن بين الأعمال العظيمة التي أنجزت في عصر الناصر محمد حفر قناة من الإسكندرية إلى فوة، وبذلك أعاد وصل الإسكندرية بالنيل. وبلغ اهتمام الناصر بالعمارة أن أفرد لها ديوانًا، وبلغ مصروفها كل يوم اثني عشر ألف درهم.
 
وكان السلطان قايتباي (873- 902هـ / 1468- 1496م) محبا للعمارة، فقد بنى ورمم كثيرًا من المساجد والقلاع والحصون والمدارس والزوايا، ولا يضارع عصره في المباني وفرة وجمالاً سوى عصر الناصر محمد بن قلاوون.
 
أما مدينة الإسكندرية فقد حظيت بعناية السلطان قايتباي، فقد أنشأ بها قلعة أطلق عليها اسم البرج، وتعتبر أكبر آثاره الحربية.
أما الفنون في عصر المماليك فنجد أنها وصلت حدَّ الروعة والإتقان والرقي، ويشهد على ازدهار فن النحت على الخشب في العصر المملوكي، أن الفنانين استطاعوا أن يبدعوا في زخرفة الحشوات بالرسوم الدقيقة، كذلك ازدهرت في عصر المماليك صناعة الشبكيات من الخشب المخروط، المعروفة باسم المشربيات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة