تسابق وزارة السياحة والآثار الزمن لسرعة الانتهاء من تطوير متحف شرم الشيخ، فى إطار اهتمام الدولة بافتتاح المتاحف بالمدن الساحلية، والمتحف يقع على طريق المطار على مساحة تبلغ 191.000م2، ويتكون المبنى من 6 صالات وقاعة للمؤتمرات وبدروم وعدد من المحال للحرف التراثية ومسرح مكشوف وعدد من المطاعم، ويتسع المتحف لعرص 20 ألف قطعة أثرية.
تم استئناف العمل بالمتحف منذ شهر سبتمبر 2018، بعد توقف دام حوالى 8 سنوات، وتحديدًا فى أعقاب ثورة يناير 2011، بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة، والمتحف يضم ست قاعات للعرض ومبنى إدارى، وكافيتريا، ومبنى للمطاعم والكافيتريات (Food Court)، ومبنى للبازارات، ومتاجر الحرف الأثرية، ومسرح مكشوف، ومبنى استراحة للموظفين والأمن الداخلى، و17 محلا إضافة إلى 11 مكان للحرف الأثرية والتراثية.
إحدى قطع متحف شرم الشيخ
تدور فكرة سيناريو العرض المتحفى لمتحف شرم الشيخ ستعكس مظاهر الحياة اليومية عند المصرى القديم وكذلك فى العصر الحديث، بحيث تروى القطع الأثرية مدى التقدم الحضارى الذى كان يعيشه المصرى القديم، حيث برع فى صناعة الكراسى والمناضد والأسرة المريحة، وكان يزين المائدة بالزهور ويأكل ويشرب فى أطباق وكؤوس من الخزف مختلفة الأشكال والألوان وكان يلبس أحدث الأزياء.
كما يشمل سيناريو العرض المتحفى عرضا للحياة البرية، وكيف أهتم المصرى القديم بالحيوانات والطيور والزواحف والحشرات من حيث تربيتها أو تقديسها أواستئناسها أوعلاجها، مؤكدا أنه سيتم لأول مرة عرض ضخم لأشكال الحيوانات والطيور.
كما أن المتحف استقبل حتى الوقت الحالى أكثر من ٦٠٦٢ قطعه أثرية من عدة مخازن ومناطق أثرية من مختلف أنحاء الجمهورية، منها مخازن كل من مارينا بالاسكندرية، ومارينا بالعلمين، وآثار الإسماعليلية، وآثار بنى سويف، والمخزن المتحفي بكوم امبو، والمتحف المصرى بالتحرير.
آخر القطع التى استلمها المتحف، قطعة نادرة من الموزاييك من الإسكندرية ترجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وتمثال للاله "ايروس" وهو يصطاد الغزلان والتى من المقرر أن تعرض بمدخل المتحف، وتمثال آخر نادر للمعبود "بس" من الطين الغير مكتمل الحرق وسوف يتم وضعه فى قاعة "الإنسان والحياة البرية".
وأوضح الدكتور محمود مبروك مستشار الوزير للعرض المتحفى، أن من أهم القطع التى يضمها العرض المتحفى بقاعة الحضارات، هى التابوت الداخلى والخارجى لإيست إم "إيست ام خب" زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس والمعبودين مين وحورس بأخميم، من عصر الأسرة 21 والتي عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى، وأيضا صناديق الأوانى الكانوبية وبردية إيست إم خب، ومجموعة من أوانى الطور وأدوات التجميل، ورأس الملكة حتشبسوت التى عثر عليها فى المعبد الجنائزى لحتشبسوت عام 1926، بالدير البحرى ومجموعة تماثيل التناجرا لسيدات بملابس وطرز مختلفة، ومجموعة من التراث السيناوى.
أما عن القاعة الكبرى، فهى تعبر عن الإنسان والحياة البرية فى مصر القديمة، واهتمامات المصرى القديم بالعلم والرياضة والصناعات والحرف التى تميز بها ووجوده فى أسرته وحياته العائلية، وعلاقته بالبيئة المحيطة به وكيف كان محبا للحيوانات لدرجة التقديس، حيث يتم عرض مجموعة الحيوانات المحنطة من ناتج حفائر البوباسطيين بسقارة مثل القطط والجعارين، وأيضا البابون والتمساح والصقر فى الشكل الحيوانى والجسد الإنسانى.