قصة جديدة من قصص تعذيب الأطفال أبطالها هذه المرة من محافظة سوهاج، حيث قام مقاول أنفار بإقناع عدد من الأسر بعمل أولادهم داخل مزارع البطاطس بالإسكندرية بمقابل مادى شهرى 3000 جنيه عن الطفل الواحد وفى اليوم المحدد تم وضع الأطفال جميعا داخل سيارة ميكروباص وبدأت تعد الكيلو متر تلو الآخر ونظرا لصغر سنهم غلبهم النوم حتى قام مقاول الأنفار بإيقاظهم وهنا سأل الأطفال أين نحن فكان الرد نحن الآن في العوينات لكن نحن أتفقنا على الإسكندرية دخل الأطفال المزرعة بعد سفر ليلة كاملة ونصف نهار وترك لهم 3 ساعات فقط للراحة وبدأ العمل مع الضرب لمن يتوقف.
تحول مقاول الأنفار من حمل وديع إلى وحش بيده خرطوم طويل بداخله كابل من الحديد يضرب به كل طفل يتوقف عن العمل أو يحاول أن يرتاح ولو قليلا.
"اليوم السابع" التقى الأطفال ضحايا التعذيب، ويقول أحد الأطفال أنا طالب بالصف الثانى الثانوى، وكل عام في الصيف أسافر للعمل على شاطئ الإسكندرية، لكن هذا العام وبسبب كورونا لم نستطيع السفر نظرا لإغلاق الشواطئ بحثنا عن فرصة عمل أخرى، وكانت هي العمل في مزرعة بطاطس مع أحد مقاولى الأنفار، وقال لنا إن المزرعة على طريق الإسكندرية ركبنا السيارة 14 راكبا غلبنا النعاس، وبعد أن توقفت السيارة وجدنا أنفسنا في الوادى الجديد سألنا السائق عن وجهتنا قال نحن ذاهبون إلى شرق العوينات وصلنا هناك استقبلنا مقاول الأنفار ولم نجد بالمكان أي شيء إلا الخيام فقط لا يوجد عمران أو مساكن، وشاهدنا طريقة العمل وكانت عبارة عن جمع البطاطس وفى ثانى يوم بدأنا العمل في ظل درجة الحرارة المرتفعة.
وأضاف: قام مقاول الأنفار بعد أن رأى إصابتى في قدمى بإحضار موس حلاقة ونزع الجلد بعمل خلطة ووضعها على الجرح وهى عبارة ملح طعام وسماد الزراعة وزيت سيارات وبن، بعدها حدث التهاب لقدمى وجلست بالخمية 10 أيام بعدها أرغمنى على النزول للعمل بجمع البطاطس، وعندما رفضت قام بالتعدى على بالضرب باستخدام خرطوم محشو بسلك.
وأوضح أنه عند العودة للخيمة كان يقوم بربطنا بعمود الخمية ويطعمنا على مدار الشهر عدس وفول وكان ولكل واحد منا رغيف فقط بالوجبة بمعدل 3 أرغفة يوميا وكان يتلذذ بالتعذيب والضرب، مطالبا المسؤلين ولجنة حماية الطفل بالقصاص من هذا الرجل الذى يحب التعذيب والضرب، وأن يحصلوا على حقهم كامل ليكون عبرة للجميع على ما فعله من تعذيب على مدار شهر كامل.
ويقول طالب آخر:"الرحلة حتى الوصول بلغت 13 ساعة وعندما كنا نستريح أو نتوقف عن الشغل كان يسكب علينا مياه النار، وكان يقوم بضربنا على الظهر باستخدام شاكوش وقام بجمع الهواتف الخاصة بنا وعندما كان يعطيها لنا للتواصل مع أهلنا كان يهددنا أننا لوقلنا ما يحدث معنا سيعذبنا وكان يمسك لنا الولاعة ويقوم بحرقنا بها ولم ينقذنا من يده إلا عيد الأضحى، حيث سمح لنا بالنزول ولم يعطينا أي أموال نظير العمل وهناك أطفال كثيرة بالمكان يجعهلم يعملون بالسخرة ويعذبهم منذ شهور ولا يعلم أهلهم ما يحدث معهم".
أما والد أحد الأطفال فقال لـ"اليوم السابع":" ابنى ذهب معهم فى العمل بالبطاطس وأثناء العمل قام بالتعدى على نجلى باستخدام خشبه حتى أنه كسر له الفك وأصبح نجلى لا يستطيع الأكل الآن يأكل ويشرب باستخدام الشفاط فقط لا غير وادخلته المستشفى وهو الآن يخضع للعلاج، وتم عمل محضر للمقاول وبلاغ للنيابة العامة، وتم عرض الأطفال على الطب الشرعى الذى أثبت جميع الإصابات الموجودة في الأطفال، وتم عمل المحاضر بمركز شرطة صدفا محل إقامة المقاول وتم سؤالنا وسؤال الأطفال وتم ضبط المتهم وهو الآن محبوس على ذمة القضية وتمت مواجهة الأطفال بالجانى وعند سؤاله عن سبب تعذيبه للأطفال كان الرد لأنهم مش بيشتغلوا فى الأرض".
ومن جانبه، أوضح خلف حماد محامى المجنى عليهم فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن قضية الأطفال الذين تعرضوا للتعذيب تم تصنيفها على أنها قضية "إتجار بالبشر" وتم حبس المتهم احتياطيا على ذمة التحقيقات ومازال محبوسا، حيث تحرر ضده عدد من المحاضر من بينها المحضر رقم 4402 لسنة 2020 إدارى صدفا.
وتابع:"قامت النيابة العامة بمعرفة محمد صلاح وكيل النائب العام بنيابة صدفا بتوجيه التهمة السابقة "الإتجار بالبشر" وطالب المدعى بالحق المدنى تقديم المتهم لمحكمة الجنايات ونحن نتظر تقرير الطب الشرعى الذى يثبت إصابة كل طفل من المجنى عليهم والمرحلة القادمة ستكون بعد ورود تقرير الطب الشرعى وإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة