" بنتى جت لى فى المنام قالت يا ماما هاتى حقى، والله العظيم ما عارفة أنام من يوم الخميس نار فى قلبى ربنا ما يكتبها على حد، مين يصدق ابن عمى فى مثابة أخويا يخطف بنتى ويعذبها حتى الموت دون ذنب اقترفته".
الطفلة أروى
بهذه الكلمات بدأت " إسراء ج" 26 سنة ربة منزل مقيمة عزبة التل مركز أبوكبير بمحافظة الشرقية، حديثها وسردت قصتها لـ"اليوم السابع" قائلة: والدى يعمل مساعد شرطة وانتقل للعيش بالعريش منذ 20 سنة وذهبنا للعيش معه، وتزوجت هناك من شاب ثم انفصلنا منذ 4 سنوات، وأخذت أطفالى " أروى" عمرها 5 سنوات و" مؤمن" عامين ونصف، وعدنا للعيش بمسقط رأس والدى بعزبة التل بأبوكبير منذ 4 سنوات.
والدة الطفلة أروى
وتابعت: يوم الأربعاء الماضى زارنا" أحمد م " 18 سنة نجل عمى مقيم العريش، ويتردد على العزبة كل فترة للزيارة، وتم استضافته وتقديم واجب الضيافة له وكان معه صديقه، وقامت والدتى بتجهيز وجبة العشاء له، وفى صباح يوم الخميس الماضى، طلب من والدتى حقيبة كبيرة يضع فيها ملابسه، فقامت والدتى بإعطائه حقيبة ملابس، دون أن تدرى أن هذه الحقيبة سوف يضع بها ابنتى بعد قتلها داخل منزل والده الملاصق لمنزلنا، وبعد إعطائه الحقيبة طلب كيسين بلاستيك، تم توفيرها له، وأرسلت لى والدتى له عصير جوافة مع ابنتى " أروى" وشقيقتي الصغرى"ريماس" 10 سنوات.
الارجوحة التى خطفت من عليها اروى
وأردفت والدموع تزرف من عينيها: كانت ابنتى " أروى" تلهو أمام المنزل فى أرجوحة وطالبتها بالدخول وبالفعل انصاعت لكلامي لكنه قالى سيبيها يا بنت عمى تلعب وأنا هخلى بالى منها، ودخلت المنزل لغسيل الأطباق، وبعد 5 دقائق دق جرس المنزل، وإذ بنجل عمى" محمد" 11 سنة أتى بعروسة نجلتى وقالى وجدتها فى الأرجوحة بنتك نسيتها، ودى عروسة بنتى عمرها ما تركتها من إيدها حتى عند النوم، وبعدها ساور الشك قلبي ونهضت مسرعة أبحث عنها فلم أجدها، فاتصلت بنجل عمى وقلت له بنتى فين كانت معاك والجيران قالوا أنها كانت معاك قال يا بنت عمى بنتك مش معايا وأنا سافرت للزقازيق، قولت له ارجع بسرعة وإلا هبلغ عنك، وبالفعل حضر برفقة صديقه وقالى أنا جت أبحث معاكى عنها فقام سيدات الشارع بالتحفظ عليه وصديقه، فتوجهت بصحبة أحد الأهالى لتحرير محضر بمركز شرطة أبوكبير، وبعد ساعة من البلاغ وجدت المركز بأكمله فى القرية للتحقيق فى الواقعة، وتم اصطحابهما للتحقيق معهما.
الطفلة أروى
ويوم السبت بعد 48 ساعة من الغياب، عرفت بخبر العثور على جثة ابنتى من فيس بوك، بعد نشر صورتها على صفحات التواصل الإجتماعى بالمنصورة، وبعدها مباحث أبو كبير أرسلت لى للتعرف على الجثة وتعرفت عليها وتم إجراء تحليل dna وبعد التشريح والإجراءات استلمت جثة بنتى ودفتها أمس الأول الساعة 2 مساء.
مقبرة اروى بعد دفنها
وتنهمر فى البكاء قائلة: " أروى" كانت كل حياتى بنتى وصحبتى، وانفصلت عن والدها وكان عمرها سنة ونصف، ورفضت الزواج وسخرت حياتى لها ولشقيقها، وسبحان الله يوم الحادث على غير عادتها وجدتها تحضنى بشدة وكانت معتادة تقولى يـ" إسراء" لقيتها بتقولى أنا هقولك يا ماما عشان أدخل الجنة، وصباح يوم الحادث بدأت تأتى بالكراسات وتكتب فيها من جديد وتقولى عايزة أروح الدرس يا ماما، وأعربت الأم عن حزنها الشديد، قائلة: والله ما بنام من يوم الخميس، بنتى تأتى لى فى المنام تقولى هاتى حقى يا ماما، مين يصدق ابن عم يعنى بمثابة أخويا يعمل كده فى بنتى مع أن علاقتنا كانت طيبة للغاية، وقام بخطفها وتعذيبها بشدة والتخلص من جثتها بقرية بالدقهلية، وناشدت الأم بسرعة إحالة المتهمين إلى محاكمة جنائية عاجلة لكى يرتاح قلبها.
بداية الواقعة يوم الخميس الماضى، عندما تلقى اللواء إبراهيم عبد الغفار، مدير أمن الشرقية، إخطارا من مأمور مركز شرطة أبوكبير، يفيد ببلاغ من " إسراء ج " 26 سنة ربة منزل مقيمة عزبة التل التابعة لقرية طوخ مركز أبوكبير، باختفاء ابنتها " أروى" 5 سنوات أثناء لهوها على أرجوحة حديد أمام المنزل.
الارجوحة التى خطفت من عليها اروى
وبعدين يومين من تحرير البلاغ، تلقى مدير أمن الدقهلية، اللواء رأفت عبد الباعث، إخطاراً من مدير المباحث الجنائية، اللواء مصطفى كمال، بورود بلاغ إلى مركز شرطة ميت غمر، بعثور أحد الأهالى على جثة طفلة بقرية بشلا، ويدها مربوطة بسلك كهرباء، وغير معروف ظروف وفاتها،تم إخطار النيابة العامة، والتى أمرت بنقل الجثة إلى مستشفى المنصورة الدولي، وانتداب الطبيب الشرعى لبيان سبب الوفاة،وتبين من التحريات وبمراجعة بلاغات الغياب تبين إختفاء طفلة تدعى" أروى ع ح ح" 5 سنوات مقيمة عزبة التل التابعة لقرية طوخ مركز أبوكبير.
والدة الطفلة أروى
وتوصلت تحريات الأجهزة الأمنية، إلى أن وراء إرتكاب الواقعة" أحمد م إ" 18 سنة حاصل على دبلوم ثانوى تجارى، نجل عم والدة الطفلة، بالاستعانة ب 3 من أصدقاءه هم " أحمد ف" 18 سنة حلاق و" نور ال ع " 20 سنة سائق و" محمد ع ع" 19 سنة حلاق، حيث أتفق المتهمين فيما بينهم على خطف أحد الأطفال لطلب فديه من أسرته وعندما فشلوا، قرروا خطف " أروى" نجلة إبنة عم المتهم الأول، أثناء لهوها أمام المنزل، ولكن لم يتمكنوا من تنفيذ مخططهم بسبب تعرف الطفلة على المتهم الأول، وخوفا من إفتضاح أمرهم كتموا أنفاسها حتى توفيت ثم اصطحبوا الجثة فى سيارة وألقوها وسط الزراعات ناحية ميت غمر،وتم القبض عليهم وإحالتهم إلى النيابة العامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة