فى مثل هذا اليوم الموافق 21 سبتمبر من عام 1983 رحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة كروان الشرق فايزة أحمد، بعد رحلة عطاء فنى وإنسانى كبيرة تركت خلالها ميراثاً فنياً أضاف لتاريخ الطرب والغناء، وكانت علامة مميزة فى عالم الفن وجيل العمالقة والعظماء، فغنت للحب والوطن والأب والأم والأخ.
ولدت فايزة أحمد فى صيدا بلبنان لأب سورى عام 1930 وعاد الأب إلى دمشق وهناك نشأت وظهرت مواهبها الفنية وغنت وذاع صيتها، ثم جاءت إلى مصر وتقدمت للإذاعة المصرية وتعاونت مع أعظم الملحنين ومنهم محمد الموجي وكمال الطويل ومحمود الشريف، وبليغ حمدى، كما غنت من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية "هان الود".
ثم ارتبطت بالموسيقار محمد سلطان عاطفيا وفنية وتزوجا وقدما معاً عددا كبيرا، واستمر زواج محمد سلطان وفايزة أحمد لمدة 17 عاما وأنجبت منه ابنيها طارق وعمرو .
وفى حوار لليوم السابع تحدث الموسيقار محمد سلطان عن حبه وعلاقته بفايزة أحمد بعد 37 عاما من وفاتها قائلا : "فايزة تبنت موهبتى وانجذبت لى، حتى أنها تقربت لأبى وأمى ولحنت لها ألحاناً كثيرة".
وأوضح : "فايزة تحدثت مع أمى عن حبها لى ورغبتها فى الزواج منى، وكانت أمى تحبها حباً كبيراً، وفرحت بزواجنا وكانت 80% من أغانيها من تلحينى".
وتابع: "فايزة كانت طيبة جدا ومؤمنة وبتاعة ربنا، ومحبة للناس وعلشان كدة حبيتها، كانت تقرأ القرأن وترتله مثل الشيوخ، وتخشى الله وتقول دائما خاف الله، حتى أنها عملت أغنية اسمها خاف الله، وكانت خيرة تعطف على الفقراء".
لا يتمالك الموسيقار الكبير محمد سلطان دموعه ويبكى قائلا: "ماحدش فى الدنيا حبنى زى فايزة، كانت بتحبنى زى أبويا وأمى ويمكن أكتر، وبالنسبة لى ماكنتش مراتى بس كانت مراتى وبنتى وأمى وأختى وآمنت بى كملحن".
بكى الموسيقار الكبير وهو يتحدث عن أغنية بكرة تعرف يا حبيبى بعد ما يفوت الأوان قائلا: "كانت دايما تقوللى بكرة تعرف بحبك أد إيه، ومن كتر ما كانت بتكرر الجملة دى أخدها المؤلف وكتب الأغنية".
وتحدث الموسيقار الكبير عن صفات فايزة أحمد نافياً ما ردده البعض عن عصبيتها مع زملائها، قائلا: فايزة كانت إنسانة حساسة تنفعل بسرعة وتفرح بسرعة وتزعل بسرعة، لكنها كانت طيبة ولا بتعرف تتخانق ولا تضرب، وكل ما قيل عنها وما أثاره البعض من أنها اشتبكت بالأيدى مع صباح أو ما قاله هانى شنودة بأنها جرت وراء ملحن بالشبشب شائعات كاذبة.
وأكد سلطان أنه لا صحة لما ردده البعض عن وجود خلافات بين فايزة أحمد وعبد الحليم حافظ، مؤكدا أنهما كانا صديقان وكل منهما يؤمن بموهبة الآخر، مشيرا إلى أنه جمعتهما صفات مشتركة ومنها الغيرة على فنهما والطيبة والعطف على الفقراء.
ويتذكر فترة مرضها وكلامها الأخير، فيبكى قائلاً: كانت حاسة إن عمرها قصير وكانت دايما تقولى أنا حاسة إنى مش هاعيش كتير وهاموت صغيرة، مرضت وماقامتش من المرض وفى إحدى المرات سألتنى: أنت عارف أنا عشت قد إيه؟ قلتلها إنتى صغيرة يا فايزة، لأنها ما كانتش كملت الخمسين، قالتلى 17 سنة، الفترة اللى عشتها معاك هى حياتى وعمرى".
وتابع: فايزة كانت بتحب فنها وصوتها جدا وفى مرضها كانت خايفة صوتها يتغير، وكانت تقول لى مش مهم أموت بس صوتى يفضل سليم، كانت خايفة على صوتها أكتر من خوفها من الموت".
وانهار الموسيقار الكبير قائلا: "موتها كسرنى ودفنتها مع أبويا وأمى، وبعد وفاتها مرضت لفترة وحرارتى ارتفعت، وكنت وما زلت أحلم بها وأصحى بالليل وأكلمها وأنا نايم، وأروح المقابر بالليل علشان أتكلم معاها، وأقرأ لها القرآن وأدعو لها".
وأشار الموسيقار الكبير إلى أنه نفذ وصية زوجته الراحلة، حيث كانت تتمنى أن يدرس ولديها الطب، وبالفعل درسا الطب فى فرنسا ويعملان هناك.
يذكر أن محمد سلطان لم يتزوج بعد وفاة حب عمره فايزة أحمد ويعيش على ذكراها منذ 37 عاما.