فى الـ19 سبتمبر عام 1932م أصدر الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، أمرًا ملكيًا حمل رقم 2716، يقضي في مادته الأولى بالموافقة على تغيير اسم الدولة من "المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها" إلى "المملكة العربية السعودية"؛ نزولاً على رغبة شعب المملكة، كما نص في مادته الثامنة على اختيار يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351هـ الموافق لـ 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان توحيد المملكة، ومن ثمّ يوماً وطنياً سنوياً لها.
وبحسب تقرر لصحيفة سبق، على أثر صدور الأمر الملكي انتشرت الفرحة بين أبناء المملكة، وعمت الاحتفالات كل أرجائها، وقد وثقت صحيفة أم القرى في عددها رقم 406 الصادر في يوم الجمعة 22 جمادي الأولى 1351ه، مظاهر احتفال الشعب السعودي باليوم الوطني الأول لدولتهم، واصفة إياه بأنه "يوم مشهود سيبقى مفخرة عظيمة في التاريخ تقام له الذكريات"، وقد وثقت الصحيفة احتفال السعوديين باليوم الوطني الأول من خلال مشاهد سجلت خلالها ما شهده اليوم من مظاهر رسمية وشعبية في طول البلاد وعرضها.
واستهلت "أم القرى" التوثيق بمشهد بانورامي عابر لكل أنحاء البلاد، كانت البلاد من أقصاها إلى أقصاها مبتهجة بهذا اليوم، وأشركت فيه شيوخ الأمة وشبابها كبيرها وصغيرها وغنيها وفقيرها، ودبت حركة مباركة في جميع أنحاء المملكة رفعت فيها الرايات العربية على دوائر الحكومة والمؤسسات والمخازن والبيوت والشرفات، وأقيمت مهرجانات عظيمة في كل صقع ونادٍ، وكانت عامة شاملة لم تستأثر بها بلدة دون أخرى.
وسجلت "أم القرى" مظاهر الاحتفال في العاصمة الرياض باليوم الوطني الأولى، بمشهد الاجتماع الضخم الذي عقد في المدينة في الصباح، وحَفِل بتشريف الملك عبدالعزيز، وحضور أمراء العائلة المالكة، ورؤساء القبائل، وإعلان تحويل المملكة، ثم ألقى الأمير سعود بن عبدالعزيز (يومئذ) خطاباً قال فيه: "نحتفل اليوم في هذا البلد العربي إعلاناً لفرح بلادنا وشعبنا باتحاد مملكتنا العربية، واتحاد أجزائها،...".
واستقبل كبار الموظفين والأعيان الأمير فيصل في مدخل دار الحكومة، وجلسوا في قاعة الاستقبال للاستماع إلى خطابه، ثم تلا الأمير فيصل الأمر الملكي رقم 2716 القاضي بإعلان المملكة العربية السعودية، وأطلقت المدفعية 100 طلقة تحية لهذا اليوم، وبعد الانتهاء هتف الحاضرون بحياة جلالة الملك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة