"إدعولى أنا بموت.. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، فى السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، فوجئ الصيادلة بتدوين الدكتور محمد الفنجرى، أحد صيادلة محافظة دمياط، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تلك الرسالة، وذلك بعد حوالى أسبوع من إعلانه إصابته بفيروس كورونا المستجد، وخضوعه للعلاج، إلا أنه بعد مرور عدة ساعات تم إعلان وفاته متأثرا بالفيروس.
الدكتور محمد الفنجرى، أحدث شهداء الصيادلة بفيروس كورونا، أعلن يوم 9 سبتمبر الجارى وفاة شقيقه الأكبر، عقب إعلانه وفاة والدته يوم 6 سبتمبر 2020، ووفاة والده أيضا قبل والدته بأيام، جراء الإصابة بفيروس كورونا.
وكان دون الفنجرى، عدة رسائل مع بداية إعلان إصابة أسرته بالفيروس، مطالبا بعدم التنمر على مرضى كورونا، قال خلالها: الحمد لله علي كل شيء رغم شدة ما نحن فيه، فالمصاب جلل ولكننا كلنا ثقة في قدرة الله ورحمته وعدله راضيين بقضائه، من بداية ازمة كورونا في شهر فبراير الحمد لله لم اتنصل من مسؤليتي امام الناس ولم ابخل بعلم ولا بنصيحه ولا بمساعدة مادية او معنوية ولم اتاخر عن تادية خدمة لأى مريض كورونا ما اتنصلتش من مسؤليتي اتجاههم كما فعل البعض وهذا والله لم يكن الا ابتغاء وجه الله.
وتابع: دعواتكم لامي واخويا فهم الان في العناية المركزة لا نملك من امرهم شيء سوي الدعاء بان يخفف الله الامهم وان يشفيهم شفاء لا يغادر سقما
رابعا، وهو سبب كتابة ما سبق اليوم ذهبت لاشتري غطاء قاعدة حمام اخويا طلبه مني ليستخدمه في المستشفي حدث معي موقف في حياتي ما كنت اتخيل انه ممكن يحصل معايا عامل بالمحل اول ما شافني واقف بالعربيه ابتعد عني مسافة كافيه طلبت منه طلبي ذهب لاحضارة قولتلوا افتح الباب وحطه قالي لاء نزل الزجاج وانا هرميهولك قولتلوا لاء افتح الباب افضل ولم يكن في بالي تماما انه خايف مني لاعديه المهم كررت الكلام تاني قالي لاء افتح الزجاج مش هقولكم الحاجة اتحطت في العربية ازاي وباي شكل مع العلم هذا العامل كان بيتمني نطلب منه حاجة تتحط في العربيه لينا قبل كده.
واستطرد: اقسم بالله انا قافل علي بيتنا وعيالنا من بداية شهر مارس، المرة الوحيدة اللى امي الله يشفيها خرجت فيها كانت بعد العيد في فرح ابن اخوها واتعدت من واحدة قريبتها هناك، ومن ثم تم انتقال العدوى لعدد كبير من افراد العيله بسبب هذه القاتلى من وقت بداية ظهور حالات في البيت عندنا ومفيش حد خرج من البيت، ولا تعامل مع حد وقفلنا علي نفسنا وتم عزل المصابين والتعامل بطريقة ترضي الله حتي لا نظلم احدا كما ظلمنا ابويا مات وامي واخويا في العناية.
وقال: مريض كورونا مش أجرب، ولا أبرس ولا أهله بقوا سبه ليبتعد عنهم الجميع".
وودع الصيادلة "الفنجرى"، بنشر عزاء والدعاء له، وذكر العديد من المواقف الإيجابية له معهم، من بينها: الدكتور من الشخصيات الشعبيه العظيمه ذات المواقف الانسانيه المحترمة والنادرة والرائدة على المستوى الادبى والاخلاقى، لن انسى منذ خمسة عشر سنة وفى الثالثة فجرا حين تعرض ابنى لتقلصات فتاكه وكنا نجرى به فى الشوارع نبحث عن صيدلى لاعطائه مسكن ولكن الوقت كان متاخرا وعصيبا، والكل نائم وخاصة اننا فى الشتاء القارس ، واذا بنا نطرق باب دكتور محمد الفنجرى الرجل المسلم والمؤمن بحق وصدق واذا به ينتفض من فراشه ويقوم معنا ويفتح الصيدليه ويعطى لابنى المسكنات ويرفض الدكتور محمد ان يتقاضى ثمن العلاج .