فى مثل هذا اليوم 22 سبتمبر من عام 1968 تم الانتهاء من أعمال نقل معبد أبو سمبل، حيث كان المعبد منحوتا فى الجبال ويعود لعهد الملك رمسيس الثانى فى القرن الـ 13 قبل الميلاد، وهو عبارة عن نصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره فى معركة قادش.
ويسلط "اليوم السابع" الضوء على الذكرى 52 لنقل معبد أبوسمبل لإنقاذه من الغرق خلال فترة بناء السد العالى.
ويعد أبوسمبل موقع أثري يقع على الضفة الغربية لبحيرة ناصر بنحو 290 كيلو متر جنوب غرب أسوان، وهو أحد مواقع "آثار النوبة" المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمى، والتي تبدأ من اتجاه جريان النهر من أبو سمبل إلى فيلة بالقرب من أسوان.
ويتكون معبد أبوسمبل من اثنين من المعابد، والأكبر مخصص لثلاث آلهة لمصر فى ذلك الوقت وهم راع-حاراختى، وبتاح، وآمون، ويبرز فى الواجهة أربعة تماثيل كبيرة لرمسيس الثانى، والمعبد الأصغر مخصص للإله حتحور، الذي تمت تجسيده نفرتارى، زوجة رمسيس الأكثر حباً إلى قلبه.
وكان معبد أبو سمبل منسياً حتى عام 1813، عندما عثر المستشرق السويسرى جى أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفانى بيلونزى، وسافرا معا إلى الموقع، لكنهما لم يتمكنا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزى فى 1817، لكن هذه المرة نجح فى محاولته لدخول المجمع.
فى 1960 تم نقل مجمع المنشآت كليةً لمكان آخر، على تلة اصطناعية مصنوعة من هيكل القبة، وفوق خزان السد العالى فى أسوان، وكان من الضرورى نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وتشكيل خزان المياه الاصطناعى الضخم بعد بناء السد العالى فى أسوان على نهر النيل.
وبدأت حملة تبرعات دولية لإنقاذ النصب من الغرق في عام 1959، فإن الآثار الجنوبية القديمة لهذه الحضارة الإنسانية كانت تحت تهديد ارتفاع مياه نهر النيل، التي كانت على وشك أن تنتج عن عملية بناء السد العالي في أسوان.
وبدأ إنقاذ معابد أبو سمبل في عام 1964، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار، بين عامي 1964 و1968، فقد تقطع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30 طنا وفي المتوسط 20 طنا)، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها في موقع جديد على ارتفاع 65 م و200 م أعلى من مستوى النهر، وتعتبر للكثير واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية، وإن بعض الهياكل أنقذت من تحت مياه بحيرة ناصر، وآلاف من السياح يقومون بزيارة المعابد يوميا، وإن قوافل من الحافلات والسيارات المصاحبة بالحراسة تخرج مرتين في اليوم من أسوان، وهي أقرب مدينة، ويصل العديد من الزوار بالطائرة في المطار الذي تم بناؤه خصيصا لمجمع المعبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة