تراجعت الحكومة البريطانية عن إجراءات رفع قيود الإغلاق بشكل مؤقت بسبب الموجة الثانية لوباء كورونا، وسط مخاوف من ارتفاع حاد فى الإصابات بين البريطانيين، ما بات يهدد عودة جماهير وعشاق الدورى الإنجليزى للملاعب.
وأقرت الحكومة إلزام المواطنين بارتداء قناع الوجه، مع فرض غرامة قد تصل إلى 200 جنيه استرلينى للمخالفين.
وقال مايكل جوف، وزير مكتب مجلس الوزراء البريطانى أن خطط العودة الجزئية لمشجعى الرياضات المختلفة إلى المدرجات والتى كانت مقررة 1 أكتوبر، توقفت مؤقتاً.
وبحسب تقرير نشرته شبكة بى بى سي، وجهت الحكومة البريطانية نداء إلى مواطنيها تطلب منهم العمل من المنزل إذا استطاعوا ذلك، حيث قال مايكل جوف أن معدل الإصابة آخذ فى الازدياد، وعدد الأشخاص الذين يذهبون إلى المستشفى آخذ فى ارتفاع مستمر، وبالتالى يجب التحرك.
وفقا لشبكة بى بى سى قال جوف: "نحن نؤكد أنه إذا كان العمل آمنًا فى مكان عملك، إذا كنت فى مكان عمل آمن من كوفيد، فيجب أن تكون هناك إذا كانت وظيفتك تتطلب ذلك ولكن، إذا كان بإمكانك العمل من المنزل، فيجب عليك ذلك."
وأكد أن أحد المخاطر التى يتعين يواجهها المجتمع هو أن الاختلاط الاجتماعى يساهم بشكل عام فى انتشار الفيروس، وبقدر ما يمكننا تقييد ذلك قدر الإمكان فى هذه المرحلة، كان ذلك أفضل للصحة العامة، كما قال أن خطط العودة الجزئية لمشجعى الرياضة إلى الملاعب اعتبارًا من 1 أكتوبر قد "توقفت مؤقتًا".
وحدد جوف أحدث التغييرات فى سياسة الحكومة بشأن فيروس كورونا أنه سيتعين إغلاق الحانات والبارات والمطاعم فى إنجلترا بحلول الساعة 10 مساءً اعتبارًا من يوم الخميس كجزء من الإجراءات لوقف الارتفاع "المتسارع" فى حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وتأتى الإجراءات الجديدة بعد يومين من النقاش بين الوزراء والخبراء، وهى أكثر من تلك التى تمت مناقشتها فى نصيحة من المستشارين العلميين الحكوميين فى الأسابيع الأخيرة، والتى تضمنت إغلاقًا كاملاً لمدة أسبوعين.
القواعد الجديدة أيضًا أقل مما كان يتوقعه بعض كبار القادة المحليين، وهذا مفهوم وهناك مخاوف من أنهم لن يغيروا السلوك بشكل كبير. تمضى أيرلندا الشمالية أبعد من ذلك من خلال حظر كل الاختلاط بين الأسر المختلفة فى الداخل.
اقترح زعيم حزب العمال، كير ستارمر أنه إذا كان الإغلاق الثانى ضروريًا فسيكون "علامة على فشل الحكومة، وليس عمل من الله"، حيث قال أن بوريس جونسون كان لديه "شهور للاستعداد لهذا، أضاف ستارمر أن الإغلاق الجديد" سيؤثر بشكل كبير على صحة الناس الجسدية والعقلية وعلى الاقتصاد ".
لم يتمكن جوف من تحديد المدة التى من المتوقع أن تستمر فيها إجراءات فيروس كورونا الجديد ولكن أشار كريس ويتى إلى أن المملكة تواجه تحديًا فى الأشهر الستة المقبلة، وأضاف أن خطط إعادة 80% من موظفى الخدمة المدنية إلى العمل بحلول نهاية الشهر قد تم تجميدها.
ستضطر الحانات والبارات والمطاعم فى إنجلترا إلى الإغلاق بحلول الساعة 10 مساءً اعتبارًا من يوم الخميس فى ظل قيود جديدة على مستوى البلاد لوقف الارتفاع "المتسارع" فى حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وعلمت صحيفة الجارديان أن الشرطة مُنحت أيضًا سلطات لإصدار غرامة قدرها 1000 جنيه إسترلينى واعتقالات لفرض مسافة اجتماعية بطول مترين فى الحانات والمطاعم.
توصلت البيانات الرسمية إلى وجود ثلاثة أضعاف حالات تفشى العدوى المرتبطة بمنافذ الطعام وإعدادات المطاعم، وتنطوى اللوائح الجديدة على نقل المزيد من العبء إلى أولئك الذين يديرون الحانات والمطاعم، بدلاً من مجرد العملاء، للامتثال للقواعد.
وأشار قال البروفيسور كريس ويتى، كبير المسؤولين الطبيين فى إنجلترا، أن عدد الوفيات مباشرة من كوفيد يمكن أن يرتفع وأضاف أنه على عكس الموجة الأولى التى بدأت فى مارس، "المواسم ضدنا، نحن الآن فى طريقنا إلى أواخر الخريف والشتاء، والتى تفيد فيروسات الجهاز التنفسى ومن المرجح جدًا أنها ستفيد كورونا كما تفعل الأنفلونزا ".
وقال أن عودة ظهور الفيروس يجب أن يُنظر إليه على أنه "مشكلة مدتها ستة أشهر يتعين علينا التعامل معها بشكل جماعي".
حثت السلطات فى إنجلترا المتسوقين على التزام الهدوء فى محلات السوبر ماركت فى البلاد وسط مخاوف من عودة حالة الشراء بدافع الذعر التى شوهدت فى الأيام التى تقترب من إغلاق المملكة المتحدة فى مارس الماضي.
نفذت بعض البضائع من محلات السوبر ماركت فى جميع أنحاء المملكة المتحدة فى مشاهد تذكرنا بالجرى فى المتاجر التى حدثت قبل التفعيل الأول لقيود فيروس كورونا.
ووفقا للتقرير فقد أدت موجة من عمليات الشراء بدافع الذعر فى المراحل الأولى من تفشى المرض فى البلاد إلى إجبار البعض على اللجوء إلى بنوك الطعام بعد عدم تمكنهم من الحصول على الضروريات التى يحتاجون إليها.
من جانبه حث مدير الأغذية والاستدامة فى اتحاد التجزئة البريطانى، أندرو أوبى، المستهلكين على مراعاة الآخرين والتسوق كما تفعل عادة، حيث قال أوبي: "أصبحت سلاسل التوريد أقوى من أى وقت مضى ولا نتوقع أى مشكلات فى توافر الطعام أو السلع الأخرى فى ظل إغلاق مستقبلى .. ومع ذلك، فإننا نحث المستهلكين على مراعاة الآخرين والتسوق كما يفعلون عادة".
وأضاف أن تجار التجزئة قاموا بعمل ممتاز للتأكد من أن العملاء يمكنهم الوصول إلى الطعام طوال فترة الوباء مع الالتزام بقواعد الوقاية اثناء التسوق، وقال "على هذا النحو، تظل تجارة التجزئة مساحة آمنة للمستهلكين، حتى فى ظل عمليات الإغلاق المستقبلية".