هل فكرت من قبل في إنسان بيحنط نفسه؟، هذا ما سنعرفه من قصة الراهب البوذى "ليوكوان" الذى مات تقريبا سنة 1100 ميلادية، وذلك بعدما عرض جسده لعملية شاقة استمرت ست سنوات من الجوع والجفاف بغرض تحنيط نفسه، وتم اكتشاف جثمانه داخل تمثال لـ بوذا.
دراسة هولندية قالت، إنهم اكتشفوا داخل تمثال لـ بوذا جسد راهب "محنط"، ويُعتقد أن الراهب هو المعلم الصينى، ليوكوان من مدرسة التأمل الصينية، واستخدام الباحثون منظارا داخليا مصنوعا خصيصًا لدراسة المومياء.
ورجح الباحثون، أن هذا الاكتشاف يعكس مثالاً على تحنيط الذات، حيث قام الرهبان بطقوس لتحنيط أنفسهم حتى الموت، وكانت هذه الممارسة منتشرة أيضًا فى اليابان بدأت منذ أكثر من 1000 عام حتى تم حظرها فى القرن التاسع عشر.
وتتمثل خطوات التحنيط فى الآتى:
خلال الألف يوم الأولى، يتوقف الراهب عن تناول الطعام باستثناء الفواكه ويقوم بنشاط بدنى مكثف لتجريد نفسه من كل دهون الجسم، وفى الألف يوم التالية، يقتصر نظامه الغذائى على اللحاء والجذور فقط.
وقرب نهاية هذه الفترة كان يشرب الشاى السام المصنوع من عصارة شجرة أوروشى الذى يعمل كمادة حافظة وقتل الديدان والبكتيريا، التى من شأنها أن تتسبب فى فساد الجسم بعد الموت.
فى المرحلة الأخيرة، وبعد أكثر من ست سنوات من الاستعداد العنيف.. يحبس الراهب نفسه فى قبر حجرى بالكاد أكبر من جسده، ويدخل فى حالة تأمل ويجلس في وضع اللوتس حتى وفاته.
وفى كل يوم يقرع الراهب الجرس ليخبر العالم الخارجى أنه لا يزال على قيد الحياة، وعندما يتوقف الجرس عن الرنين معناه "الموت".
فى نهاية هذه الفترة يتم فتح القبر لمعرفة ما إذا كان الراهب قد نجح فى تحنيط نفسه أم لا. وإذا تم العثور على الجثة فى حالة محفوظة فقد تم رفع الراهب إلى مرتبة بوذا، وتم إخراج جسده من القبر ووضعه فى معبد، وإذا كان الجسد قد تحلل، أُعيد الراهب إلى قبره ولا يعبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة