دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، ويكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحياناً أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
لا ينسى أى لاعب كواليس أول مباراة قمة يشارك فيها، خاصة إذا كان لاعبًا صاعدًا أمام الجماهير، فيكون للمباراة وقتها طابع خاص، ولكن الأمر عند حازم إمام، أسطورة القلعة البيضاء السابق، كان مختلفاً تماماً، فيقول عن أول مباراة قمة يشارك فيها أمام الأهلى، "كانت أول مباراة قمة لى فى 19 يونيو 1995، شعور مختلف أن تشاهد هؤلاء عبر التلفاز وتشجعهم ثم فجأة تجد نفسك تلعب بجانبهم، دخلت المباراة بسعادة بالغة، لا توجد أى مشاعر أخرى، 10 سنوات أذهب للدرجة الثالثة لأشجعهم، والآن أركض والجمهور يهتف والابتسامة تعلو وجهى، ولا أفكر فى شىء آخر، فلم أتذكر التعليمات، اختارنى طه بصرى - رحمه الله - أن ألعب مهاجمًا صريحًا، لم أكن خائفاً ولكن قلت لنفسى هالعب يعنى هالعب".
حازم إمام شارك فى هذه المباراة وعمره 20 عاما ويقول، "الزمالك تقدم بهدف نبيل محمود وتعادل الأهلى لإبراهيم حسن.. فى ذلك الوقت كان لاعبو الفريق الأحمر يحتفلون وأنا أنتظر الكرة لركلة البداية، رضا عبد العال كان نجم فريقى ثم انتقل للمنافس حديثا، ووقت انتظارى الكرة لركلة البداية كان يداعب الكرة أمامى، وهذا المشهد ضايقنى كمشجع لأنه كان نجمًا لفريقى، فخطفت منه الكرة وقلت له هات الكرة يا عم أنت".
ويبرر إمام، "لم أتخيل أن نجم فريقى يلعب للمنافس، وفى ذلك الوقت هشام حنفى قال لى عيب يا حازم دا الكابتن بتاعك، فقلت له مالكش دعوة أنت، هذا الموقف يضايقنى حتى الآن من نفسى".