شهدت الدورة الـ 75 من الجمعية العامة للأمم المتحدة ليلة ساخنة من المواجهات الإفتراضية بين الرئيس الأمريكى والإيرانى عبر خطابات اعتادت عليها أروقة الأمم المتحدة عقب تصعيد الرئيس الأمريكى الذى ينتهج نهجا متشددا مع إيران ، ورغم عدم وجود مشاركة وعقد الجمعية افتراضيا بخطابات مسجلة نظرا للجائحة العالمية إلا أن الوباء لم يضع حدا للتراشق الأمريكى الإيرانى، لاسيما وأن كلماتهم جائت عقب ساعات من إعادة واشنطن عقوبات أممية على طهران، استهدفت وزارة الدفاع الإيرانية وعلماء إيرانيين و 27 شخص وكيان.
وخصص دونالد ترامب، في كلمة ألقاها عبر الفيديو مساء أمس، مساحة لإيران أبرز من خلالها النقاط التى دخل فيها فى صدام مع إيران على مدار فترة ولايته الأولى، وكانت تشتمل على 3 محاور أساسية وهى الانسحاب من الاتفاق النووى، وفرض عقوبات، وأخيرا قتل قائد فيلق القدس قاسم سليمانى مطلع العام يناير 2020.
وقال الرئيس الأمريكي، إن بلاده قضت على قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، لأنه كان "الإرهابي رقم واحد في العالم".
ودافع ترامب بقوة، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، ووصفه بـ"الفاشل"، قائلا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "انسحبنا من الصفقة النووية الإيرانية الفاشلة وفرضنا عقوبات هائلة على الدولة الأولى الراعية للإرهاب، وتخلصنا من الإرهابي رقم واحد في العالم، ألا وهو قاسم سليماني".
وفى معرض رده على خطاب الرئيس الأمريكى ندد الرئيس الإيرانى، بالعقوبات الأمريكية على بلاده معتبرا أن الحياة فى ظلها صعبة جدا، مقدما الشكر لكلا من روسيا والصين لرفضهما إعادة فرض العقوبات على بلاده فى مجلس الأمن، معربا عن أسفه للانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى.
وقال الرئيس روحاني: "الشعب الإيرانى لا يستحق العقوبات"، جواب السلام ليس الحرب، إن مكافأة محاربة التطرف ليست الإغتيال، الرد على رأي الشعوب في إيران والعراق ولبنان ، ليس بإثارة أعمال الشغب في الشوارع ودعم العمليات غير الديمقراطية.
وأضاف: "يتحدثون عن حقوق الانسان لكن ضغوطهم القصوى تستهدف معيشة وصحة وحق الحياة للإيرانيين كلهم".
وتابع: "خلافا لكل القواعد القانونية والاجماع العالمي يسعون عبثا لحرمان إيران من الحد الادنى من احتياجاتها الدفاعية ويمددون القيود التسليحية ضد إيران رغم النص الصريح للقرار 2231 "(الصادر عن مجلس الامن الدولي عام 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي والذي يقضي بانتهاء القيود التسليحية على إيران في أكتوبر القادم).
واضاف: أرى هنا أنه يلزم أن أوجه الشكر للرئيسين الدوريين لمجلس الأمن الدولي لشهري أغسطس وسبتمر والأعضاء الـ 13 في هذا المجلس خاصة روسيا والصين الذين قالوا "لا" بصوت عال مرتين وبحزم لاستخدام امريكا لمجلس الامن والقرار 2231 كاداة وبصورة غير قانونية. هذا انتصار ليس لإيران بل للنظام الدولي في عالم ما بعد الغرب بحیث يدخل النظام المدعي للهيمنة في مثل هذه العزلة التي صنعها لنفسه".
وتساءل الرئيس روحاني: متى حدث أن تقوم حكومة من دون اي مبرر باسقاط نتيجة 13 عاما من المفاوضات العالمية بحضور الحكومة السابقة لها وانتهاك قرار مجلس الامن الدولي بكل وقاحة وحتى أن تقوم بفرض الحظر على الاخرين ومعاقبتهم بسبب تنفيذهم لقرار مجلس الامن وأن تدعي التفاوض والصفقة الكبيرة في الوقت ذاته؟ .
وأكد الرئيس الايراني أن أمريكا لا يمكنها أن تفرض علينا، لا التفاوض ولا الحرب، مضيفا: الحياة مع العقوبات صعبة لكن الأصعب من ذلك هو الحياة بلا استقلال.
كما رفض استخدام بلاده أداة قائلا: "نحن لسنا اداة مساومة للتجاذبات الداخلية والانتخابية الامريكية وأى حكومة تنتخب في أمريكا سترضخ مضطرة لمقاومة الشعب الإيراني.. لا للغطرسة والبلطجة، عهد الهيمنة والتسلط ولى ".