القراءة التحليلية والرقمية للصورة النهائية التي خرجت عليها القائمة الوطنية لخوض انتخابات مجلس النواب تشير إلى أن مجموعة محددات هي التي حكمت صياغة هذه القائمة لترجمة مفاهيم: الكفاءة، الخبرة، تمكين الشباب، إلى واقع عملي من خلال شخصيات منتقاة بعناية وتحظى بمصداقية في أوساط الناخبين.
لماذا القائمة الوطنية؟
الإجابة على هذا السؤال تستدعى نظرة معمقة لطبيعة الظرف السياسي الذى يمر به الوطن والدور الذى ينبغي أن تلعبه المؤسسات الوطنية في هذا الظرف الدقيق، وفى ضوء أن هناك قدرا لا يستهان به من المخاطر التي تحيط بالوطن، سواء إرهاب، أو مؤامرات تديرها قوى إقليمية لا تريد الخير لمصر، فضلا عن حرب نفسية ومعلوماتية تعتمد على بث الشائعات وترويجها فرضت علينا فرضا، هذا الظرف الدقيق وهذه التحديات تستدعى نظرة مختلفة لمعطيات العملية السياسية، فيصبح أن تثبيت مبدأ المشاركة الوطنية بدون إقصاء لأحد، أهم كثيرا في هذه المرحلة من المفاهيم الأخرى المتعارف عليها في العملية الانتخابية.
في هذا السياق أيضًا لابد من الإشارة إلى أن المعركة الكبرى التي خاضتها مصر مع التنظيمات الدينية بزعامة الإخوان في يونيو 2013 وما زالت مستمرة حتى اليوم هي في الأساس معركة حول هوية هذا الوطن، وبالتالي فان وجود جميع الأحزاب التي تؤمن بأن مصر هي دولة مدنية لا مكان فيها لتجار الدين، ومشعلي الحرائق والإرهاب داخل قائمة واحدة هو ضرورة هدفها تثبيت كل هذه المبادئ، والتأكيد على هذا هو الخط الوطني العام المنصوص عليه في الدستور وليس مسموحًا لمن يتحايل عليه أن يكون له مجال داخل المؤسسة التشريعية التي هي مسئولة بدورها عن ترجمة هذه المبادئ إلى قوانين وتشريعات.
ما هي المعاني التي تضمنها التشكيل النهائي للقائمة الوطنية لمجلس النواب؟
القراءة الرقمية تشير إلى أن القائمة الوطنية ضمت مرشحين لنحو 12 حزبًا مدنيًا وهذا العدد أكبر من عدد الأحزاب التي اشتركت في قائمة "في حب مصر" التي خاضت انتخابات مجلس النواب 2015 وكان عددها 8 أحزاب فقط، وهو أمر يعبر عن حجم التوافق السياسي الذي تحقق خلال السنوات الـ5 الماضية.
المعنى الأهم الذى عبرت عنه القائمة الوطنية هو تمكين الشباب فهذه هي المرة الأولى في تاريخ الحياة النيابية المصرية التي يتم فيها الدفع بهذا العدد من الشباب من خلال 26 شابًا مرشحًا عن "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" ووفقًا لهذا سيرتفع عدد نواب التنسيقية في مجلسي النواب والشيوخ إلى 31 نائبًا، فضلاً عن عدد لا يستهان به من الشباب الذى من المتوقع أن يفوزوا في الانتخابات على المقاعد الفردية.
حرصت القائمة الوطنية على أن تضم نحو 150 نائبًا من البرلمان الحالي من أصل 284 مرشحا ليمثلوا عنصر الخبرة، بالإضافة إلى باقي العناصر الجديدة لتجمع القائمة بين عنصري الخبرة والتجديد، كما حرصت القائمة على إضافة لمسات إنسانية ذات طابع خاص مثل الدفع بالكاتبة الصحفية سامية زين العابدين أرملة الشهيد عادل رجائي، بالإضافة الى وجود إعلاميين مثل يوسف الحسينى، ورياضيين مثل الكابتن أحمد حسن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة