قالت الدكتورة نوال شلبي أستاذ المناهج وطرق التدريس ومدير مركز المناهج والمواد التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إن خطة إصلاح المناهج بالنظام الجديد للتعليم قد بدأت منذ عام 2017، من خلال وضع الإطار العام للمناهج الدراسية وهو الذى حدد مسارات العمل من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية فيما يتعلق بمواصفات الخريج التي نأمل في تحقيقها بعد مرور المتعلمين بخبرات التعليم والتعلم خلال الدراسة بمرحلة التعليم الأساسى، موضحة أن التطوير استهدف عدة محاور رئيسية هي: المهارات الحياتية والقيم الداعمة لها والقضايا والتحديات المحلية والعالمية وهي التي قام عليه بناء المناهج الدراسية المطورة.
وأوضحت الدكتورة نوال: تم تنفيذ الموجة الأولي من بنا ء وتطوير المناهج عام ٢٠١٨ من خلال تطبيق مناهج رياض الأطفال حتى الصف الأول الابتدائي تلا ذلك تطبيق الصف الثاني الابتدائي عام 2019 والصف الثالث الذي يطبق هذا العام 2020،2021، مؤكدة أن هذه المناهج راعت المهارات والقيم والقضايا والتحديات، فضلا عن أنه تم بنائها باستخدام المدخل متعدد التخصصات والتعلم القائم علي المشروعات.
وأكدت نوال شلبى، أن مناهج هذه المراحل شملت مقررات وكتب: متعدد التخصصات"اكتشف" باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ونافذة الرياضيات باللغات الثلاثة، ونافذة اللغة العربية، واللغة الإنجليزية والتربية الدينية الإسلامية والمسيحية والتربية الرياضية والصحية.
وأوضحت شلبي،أنه سيتم لأول مرة تدريس منهج القيم واحترام الآخر من خلال كتاب نبني معًا ، قائلة: القيم من أهم المحاور التي تم دمجها في بناء جميع المناهج المطورة بشكل عام ولدينا منظومة القيم من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الثانوي، ولكن هذا العام وفى إطار اهتمام الدولة بتنمية القيم تم بناء منهج القيم واحترام الأخر، وهو يؤكد علي تنمية القيم الإنسانية من الحب والتسامح والصدق والأمانة والتعايش واحترام الآخر وتقبل النقد، وتقبل التنوع وغيرها من القيم، ويقوم علي عدد من القصص المشوقة والأنشطة التي ترتبط بحياة المتعلم وتتناول أحداثًا حول العلاقات بين الأفراد في المنزل والمدرسة والشارع، وفي كل مرة يتم مناقشة المتعلم ليتأمل الأحداث ويوضح رأيه حولها وكيف كان رد فعله في مواقف مشابهة وما التغيير الذي يمكن أن يطرأ علي سلوكه بعد مروره بهذه الخبرة وذلك من خلال أنشطة استقصائية.
وكشفت نوال شلبى، أن بناء المناهج تم فيه مراعاة المعايير العالمية سواء ما يتعلق بالمحتوى أو معالجة القضايا أو الكتب أو أدلة المعلم، وأيضا تكنولوجيا، موضحة أن خطة بناء المناهج فى النظام الجديد للتعليم تم فيه الانتهاء من مقررات الصفوف رياض الأطفال وأولى وثانية وثالث ابتدائى، ووفقا لخطة الإسراع فى بناء المناهج تم الانتهاء من بناء المناهج الخاصة بالصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائى والتي تتسق مع الإطار العام للمناهج سابق الإعداد وتراعى خصائص المتعلمين في هذه المرحلة ومتطلبات المجتمع وذلك وفق المعايير العالمية لبناء المناهج، مؤكدة أن هذه المناهج سيتم تسليمها للبدء في إعداد المواد التعليمية والكتب حيث يتم تطبيق المناهج المطورة للصف الرابع الابتدائي في العام المقبل.
وحول إضافة الشخصيات التاريخية أو المعاصرة إلي المناهج، لفتت شلبي، إلى أن المناهج تقوم علي مخرجات التعلم والتي يتم علي أساسها بناء محتوي المنهج، وبالتالي يتم اختيار ومعالجة المحتوي وفق ما يتطلبه تحقيق هذه المخرجات دون إغفال المعايير المرتبطة بثقافة المجتمع وقيمه وبالتالي، إضافة أي شخصيات أو مواقف لمحتوي المقررات الدراسية يجب أن يتم لخدمة هذه المخرجات.
وعن كيفية بناء المناهج المطورة، قالت نوال شلبى: يتم من خلال ورش عمل مستمرة يقوم بها مركز تطوير المناهج مع المتخصصين في وزارة التربية والتعليم وبمساعدة واستشارة بعض الخبرات الدولية، ونحن حريصين جدًا علي توطين هذه الخبرات في مركز تطوير المناهج من خلال بناء قدرات خبراء المركز.
وحول تخوف بعض أولياء الأمور من أن المناهج في الصفوف الأولى تعتمد على الأنشطة التي تنمي المهارات على حساب الجانب المعرفي، أوضحت شلبي، أن المناهج التي تم تطبيقها تخاطب الأطفال من سن 4 حتى 8 سنوات في رياض الأطفال والمرحلة الأولي من التعليم الابتدائي، وتعليم هذه الفئة يجب يتم من خلال ممارسة الأنشطة والألعاب الهادفة المخطط لها جيدًا، والكتب المدرسية لهذه الفئة هي بالفعل كتب أنشطة لتنمية المهارات، ومن أهم ما تهدف إليه المناهج أن يتعلم الطفل كيف يتعلم" بمعني كيف يتساءل، وكيف يبحث عن إجابات لتساؤلاته، وصولًا إلي المعرفة، ودليل المعلم هو العنصر الأهم بهذه المرحلة لأنه يوضح للمعلم بالتفصيل ماذا يفعل داخل الفصل .
وحول تخوف بعض أولياء الأمور من صعوبة بعض المناهج في هذه المرحلة وخصوصًا كتب اللغات الأجنبية، أشارت إلي أن هناك متخصصين يشاركون في هذه المناهج للحكم علي مدي ملائمتها للمرحلة العمرية.
وعن امتلاك الوزارة لحقوق الملكية الفكرية للكتب الدراسية، أكدت الدكتورة نوال، أن الوزارة أصبحت تمتلك هذه الحقوق حتى في الكتب الأجنبية المطورة التي تتم وفقًا لإطار منهج مصري التأليف، وشراكة حقيقية مع جهات التأليف؛ وعليه فالوزارة تمتلك الملكية الفكرية فمن حقها تدريس الكتاب أو إجراء تعديل عليه فى أى وقت، موضحة أن الوزارة وجهت دور النشر لتأليف أدلة ولى الأمر التي يجب أن تتفق مع فلسفة المناهج المطورة وتدعمها حال استخدامها، قائلة: لكى تحقق المناهج الجديدة أهدافها يجب أن يمارس الطفل الأنشطة داخل المدرسة.
وعن الدروس الخصوصية، قالت شلبى: إنها عرض لأمراض تعليمية استشرت في الفترة السابقة ومن أهمها التسابق في الحصول علي الدرجات دون إحداث تعلم حقيقي، وأن الدروس تقل وتختفى حين يطمئن أولياء الأمور بأن أولادها يتعلمون داخل المدرسة ويحقق النظام الجديد أهدافه بشكل ، لأن فلسفة النظام التعليم قائمة على أن "التعليم من أجل التعلم وليس من أجل الامتحانات.
وأوضحت نوال شلبي أن تطوير المناهج له دور مهم في تغيير وتطوير منظومة التعليم، الأمر الذي سوف يتضح بعد تخريج أول دفعة من طلاب الثانوية العامة في منظومة التعليم الجديد 2030، فسيكون هناك جيل مختلف" فاهم مش حافظ)، مؤكدة أن تطوير المنهج دائما يدفعه متغيرات ومستحدثات تربوية وعلمية وتكنولوجية ومجتمعية ، فالمناهج السابقة تم إعدادها وفقًا لمتغيراتها آنذاك والتي اختلفت كثيرًا، مشيرة إلى أن جائحة كورونا لتذكرنا بأننا يجب أن نضع مزيدًا من التأكيد حول الاهتمام بالصحة والعادات الصحية الغذائية والرياضية والنظافة الشخصية، متابعة: لقد أضفنا مزيدًا من التأكيد علي ذلك في مناهج الصف الثالث الجديدة لهذا العام.
وكشفت الدكتورة نوال شلبي، عن توفير مواد تعليمية رقمية لكل الطلاب من الرابع الابتدائي حتى الثالث الثانوي يتم عرضها على منصة بنك المعرفة، وهناك تركيز على المواد التعليمية الرقمية للمرحلة الثانوية، قائلة: يتم إعداد مواد رقمية وفق مخرجات التعلم للمواد الدراسية المختلفة، تساعد الطلاب علي الاستذكار، فهي موجهة لتنمية مهارات البحث والتقصي، وهي مواد تعليمية تفاعلية شيقة، موضحة أن المواد التعليمية الرقمية تساعد الطلاب في الامتحانات التي يؤديها طلاب المرحلة الثانوية حاليًا والتي تقيس الفهم وليس الحفظ.
وأكدت نوال شلبي أن هناك دليل للطالب يسمى"دليل التدريس" موجود على بنك المعرفة ويحتوى علي كتاب المدرسة مقسم إلي فصول وفقًا لخطة التدريس وعلي مواد تعليمة إضافية كثيرة تتراوح بين مواد نصية وفيديوهات تفاعلية وأسئلة تتناول مهارات تفكير عليا.
ووجهت الدكتورة نوال شلبي رسالة إلى أولياء الأمور الذين لديهم أطفال في منظومة التعليم الجديدة بالصفوف الأولى، قائلة: لا تهتموا بالحفظ كهدف أسمي لتعليم الأبناء، فالمستقبل يحتاج خريج لديه مهارات وقيم حقيقة للحياة والحصول على فرصة، مشيرة إلى أن هناك جهود كبيرة تبذلها وزارة التربية والتعليم لبناء مناهج تحقق مستقبل أفضل لأبنائها وتضعهم في مصاف خريجي الدول المتقدمة، قادرين على المنافسة، وذلك وفق المعايير الدولية في تطوير المناهج.
وقالت شلبي إن مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية يحظى بدعم من الوزارة وأصبح بيت خبرة مصرية لدية خبراء متميزين فى هذا المجال، حيث تعمل الوزارة دائمًا علي توفير كل ما يتطلبه بناء القدرات ورفع الكفاءات، الأمر الذي يتجلى واضحًا فيما يقومون به من مهام وما ينتج من مناهج ومواد تعليمية ورقية ورقمية.
وكشفت نوال شلبي، أن مركز تطوير المناهج بكل خبرائه يعتبر نفسه في مهمة وطنية بامتياز، تتمثل فيتطوير مناهج التعليم قبل الجامعي، ويحظى في ذلك بدعم كبير من الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والذي يؤمن بأن المركز قادر على تنفيذ رؤية الوزارة في تقديم تعليم متميز لأبنائنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة