منذ القدم كانت الأنهار ولا تزال أماكن ساحرة مغلفة بالأسرار والغموض، وحولها نشأت القصص والأساطير، كما قامت الحضارات البشرية حيث يتوفر الماء وحيث يمكن الزراعة ونمو الحياة والقدرة على الاستمرار فى مقاومة كل الظروف.
وفى الأديان والكتب المقدسة ذكرت بعض الأنهار التى اعتبرت أنهارا من أنهار الجنة، لعل أبرزها نهر النيل العظيم، رمز الخصوبة فى حضارة مصر القديمة ووادى النيل، ونهر الفرات الذى كان سببا فى نما حضارة بلاد الرافدين فى العراق القديمة.. أما الأنهار المقدسة التى ذكرت فى الكتب الإبراهيمية والشرقية:
نهر النيل
هو واحد من الأنهار الأشهر فى العالم والأطول أيضاً، وحوله نشأت الحضارة الفرعونية والنوبية والكوشية والعديد من حضارات أفريقيا فى الحبشة وجنوب السودان وأوغندا، ومنذ القدم صيغت العديد من القصص والأساطير حول النيل، حيث إن تاريخه غنى بالحكايات التى تكلمت عنها الكتب المقدسة، مثل قصة النبى موسى الذى وجد فى سلة مخبأة بالنهر، كذلك نجد قصة عروسة النيل التى توهب له فى الزمان القديم.
كذلك ورد فى الأساطير أن النهر ينبع من الجنة مباشرة قبل أن تكتشف منابعه الحديثة، وإلى اليوم ثمة طقوس شعبية فى مصر والسودان فى المناطق الريفية تتعلق بالنيل فى احتفالات الختان والأعراس وغيرها من المناسبات الشعبية. وفى القدم ارتبط العديد من الآلهة التى يعتقد بها فى زمانها بنهر النيل، وإلى اليوم فإن كثيرا من الإبداع الشعرى والقصصى والتشكيلى ارتبط به، أشير إليه فى القرآن الكريم، حيث لم يذكر اسمه صراحه مثل فى قوله تعالى: "أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِى مِنْ تَحْتِى".
نهر الفرات
الفرات هو أحد الأنهار الكبيرة فى جنوب غرب آسيا وأكبر نهر فى الصفيحة العربية، وكان سببا فى حضارات بلاد الرافدين مثل الأشورية والبابلية، من أقدم حضارات التاريخ.
المندائية هى أشد الأديان تقديساً لنهر الفرات حيثُ يتم التعميد فى ماءه لدخول المندائية وأنه إحدى أنهار الجنة وقد جاء فى نص من كنزا ربا: ((صغيراً أنا بين الملائكة الأثريين طفلاً أنا بين النورانيين ولكنى أصبحت عظيماً لأنى شربت من ثغر الفرات، فى المسيحية، و كما جاء فى الكتاب المقدس (سفر التكوين 2: 14) فإن الفرات يعد أحد أنهر جنة عدن (غالب الظن انها فى جنوب العراق).
فى الإسلام، أخبر النبى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) بأن الفرات والنيل هما من أنهار الجنة وقد جاء فى كتاب بدء الخلق فى صحيح البخارى فى باب ذكر الملائكة: "رفعت إلى سدرة المنتهى منتهاها فى السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة فإذا أربعة أنهار نهران ظاهران، ونهران باطنان. فأما الظاهران: فالنيل والفرات".
نهر الأردن
نهر الأردن، أو الشريعة نهر يبلغ طوله 251 كم (156 ميلًا)، فى الشرق الأوسط، ينبع من جبل الشيخ فى نهاية سلسلة جبال لبنان الشرقية، ويسير جنوبًا عابرًا بحيرة الحولة ثم بحيرة طبريا، ليصب فى البحر الميت، قُدس نهر الأردن عند اليهود والسامريين لعبور بنى إسرائيل خلاله إلى الأرض الموعودة، وعند المسيحيين لأن يوحنا المعمدان عمد يسوع الناصرى فى مياهه.
تحدث قاموس الكتاب المقدس عن نهر الأردن حيث واضح أنه اسم عبرى معناه [الوارد المنحدر] وهو أم أنهار فلسطين وله أربعة منابع: المنبع الشرقى فى بانياس (التى هى قيصرية فيلبس قديما) وينبع هذا النبع من كهف فى صخرة عالية. أما النبع الأوسط وهو أكبر المنابع جميعا فهو فى تل القاضي. ويرجح أن هذا المكان هو [دان] قديما.
نهر الغانج
هو أحد أكبر أنهار شبه القارة الهندية. يجرى باتجاه الشرق مخترقاً السهل الغانغى فى شمال الهند وينتهى فى بنغلاديش. يبلغ طوله 2510 كيلومتراً (1560 ميلاً) وينبع من جبال الهيمالايا الغربية فى ولاية أوتاراخند الهندية وينتهى بدلتا مليئة بالغابات قرب مصبه فى خليج البنغال. تبلغ مساحة حوض النهر حوالى 907.000 كم². وينظر الهندوس إلى نهر الغانغ باعتباره نهراً مقدساً ويعبدون إلهاً يمثله هو الإله غانغا.
ومنذ زمن بعيد يعتبر الهندوس الغانج النهر الأكثر قداسه، وأهميته الدينية أكبر من أهمية أى نهر آخر فى العالم، وتوجد على ضفافه أماكن كثيره يحج إليها الهندوس, من أهمها هاردوار والله آباد وفار اناسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة