ما حدث فى إسراء النبى من مكة.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأحد، 27 سبتمبر 2020 05:00 م
ما حدث فى إسراء النبى من مكة.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم، ما حدث في إسراء النبى محمد، عليه الصلاة والسلام، ونتعرف على ما ذكره التراث الاسلامى، في كيفية الإسراء.
 

يقول كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ ابن كثير: 

نذكر ملخص كلام ابن إسحاق، رحمه الله، فإنه قال بعد ذكر ما تقدم من الفصول، ثم أسرى برسول الله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس من إيلياء، وقد فشا الإسلام بمكة فى قريش وفى القبائل كلها.

قال: وكان من الحديث، فيما بلغنى، عن مسراه ﷺ عن عبد الله بن مسعود وأبى سعيد الخدرى وعائشة ومعاوية وأم هانئ بنت أبى طالب رضى الله عنهم والحسن بن أبى الحسن وابن شهاب الزهرى وقتادة وغيرهم من أهل العلم ما اجتمع فى هذا الحديث، كل يحدث عنه بعض ما ذكر لى من أمره.
 
وكان فى مسراه ﷺ وما ذكر لى منه بلاء وتمحيص، وأمر من أمر الله وقدرته وسلطانه، فيه عبرة لأولى الألباب، وهدى ورحمة وثبات لمن آمن وصدق، وكان من أمر الله على يقين، فأسرى به كيف شاء وكما شاء ليريه من آياته ما أراد، حتى عاين ما عاين من أمره وسلطانه العظيم، وقدرته التى يصنع بها ما يريد.
وكان عبد الله بن مسعود - فيما بلغنى - يقول: أتى رسول الله ﷺ بالبراق - وهى الدابة التى كانت تحمل عليها الأنبياء قبله، تضع حافرها فى موضع منتهى طرفها - فحُمل عليها ثم خرج به صاحبه يرى الآيات فيما بين السماء والأرض حتى انتهى إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى فى نفر من الأنبياء قد جمعوا له، فصلى بهم ثم أتى بثلاثة آنية: من لبن، وخمر، وماء.
 
فذكر أنه شرب إناء اللبن، فقال لى جبريل: هديت وهديت أمتك.
 
وذكر ابن إسحاق فى سياق الحسن البصرى مرسلا: أن جبريل أيقظه ثم خرج به إلى باب المسجد الحرام فأركبه البراق وهو دابة أبيض، بين البغل والحمار، وفى فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه، يضع حافره فى منتهى طرفه، ثم حملنى عليه ثم خرج معى لا يفوتنى ولا أفوته.
 
قلت: وفى الحديث وهو عن قتادة فيما ذكره ابن إسحاق أن رسول الله ﷺ لما أراد ركوب البراق شمس به فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال: ألا تستحى يا براق مما تصنع، فوالله ما ركبك عبد لله قبل محمد أكرم عليه منه.
 
قال: فاستحى حتى أرفض عرقا ثم قرَّ حتى ركبته.
 
وقال الحسن فى حديثه: فمضى رسول الله ﷺ ومضى معه جبريل حتى انتهى به إلى بيت المقدس، فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى فى نفر من الأنبياء فأمهم رسول الله ﷺ فصلى بهم، ثم ذكر اختياره إناء اللبن على إناء الخمر وقول جبريل له: هديت وهديت أمتك وحرمت عليكم الخمر.
قال: ثم انصرف رسول الله ﷺ إلى مكة، فأصبح يخبر قريشا بذلك فذكر أنه كذبه أكثر الناس وارتدت طائفة بعد إسلامها، وبادر الصديق إلى التصديق وقال: إنى لأصدقه فى خبر السماء بكرة وعشية أفلا أصدقه فى بيت المقدس وذكر أن الصديق سأله عن صفة بيت المقدس فذكرها له رسول الله ﷺ قال: فيومئذ سمى أبو بكر الصديق.
 
وقال الحسن: وأنزل الله فى ذلك: "وماجعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس" الآية.
 
وذكر ابن إسحاق فيما بلغه عن أم هانئ أنها قالت: ما أسرى برسول الله ﷺ إلا من بيتى نام عندى تلك الليلة بعد ما صلى العشاء الآخرة، فلما كان قبيل الفجر أهبنا فلما صلى الصبح وصلينا معه.
 
قال يا أم هانئ: "لقد صليت معكم العشاء الآخرة فى هذا الوادى ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم قد صليت الغداة معكم الآن كما ترين"، ثم قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه فقلت: يا نبى الله لا تحدث بهذا الحديث الناس فيكذبونك ويؤذونك، فقال: "والله لأحدثنهموه" فأخبرهم فكذبوه.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة