يشاهد زائرو المتحف المصرى الكبير وقت افتتاحه، بعد المسلة المعلقة لرمسيس الثانى، هى واجهة المتحف المصرى الكبير، التى تم تصميمها بأيدى مصرية خالصة، وهنا وجب القول إن المتحف كانت له واجهة أصلية، تم تغييرها لأسباب فى غاية الخطورة، وكان وراء تغيير التصميم الأصلى اللواء مهندس عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصرى الكبير وتطوير المنطقة المحيطة، والذى كشف خلال حواره مع "اليوم السابع"، وسوف يتم نشره تباعًا، عن أسباب التغdير ومدى توفير الملايين لصالح المشروع القومى محط اهتمام الحكومة المصرية.
وقال اللواء عاطف مفتاح، التصميم الأصلى للواجهة كان تبعد حوالى 17 م وكان لا تعتبر واجهة، لكنها كانت لوحة إعلانية، والواجهة الرئيسية للمتحف كانت وراء تلك اللوحة، وهذه الواجهة الأمامية كانت بها بعض الرموز والتشكيلات تشير إلى رموز أثارت جدلا.
وأوضح اللواء عاطف مفتاح، أنه بمجرد أن رأيت التصميمات ولم تكن الواجهة مكتملة فى ذلك الوقت، لكنها كانت واضحة بالنسبة لى جدًا ويوجد بها رموز تثير الجدل وكانت هذه الرموز مرسومة على الأرضية والحوائط، وتداركت هذا الأمر وحاولت أن أغير في الواجهة، ولكن وجدت أن التكلفة ستكون مرتفعة وبند الاحتكار مسيطر على الخامة المستخدمة، حيث إن هناك محجرا في " مقدونيا" هو من يصنع الخامة المراد استيرادها، وكنا بحاجة إلى 25 مترا مربعا من تلك الحجار، وحتى ينتج هذه الكمية سيستغرق الأمر سنة كاملة، بالإضافة إلى أن الأسعار سوف تتغير من بداية السنة إلى نهايتها، وبالتالي يرتفع السعر المتفق عليه.
وأشار اللواء عاطف مفتاح، إلى أن القيمة التقديرية للواجهة الأصلية تتجاوز الـ 200 مليون دولار وقد تصل لـ 250 مليون ومدة التنفيذ تستغرق عاما ونصف العام حتى نستطيع استيراد الرخام من الخارج، فالحقيقة كان الموضوع معقد ويتسبب في تعطيل المشروع.
وقال اللواء عاطف مفتاح، إن تنفيذ واجهة المتحف المصرى الكبير تمت بخامات مصرية ووفرت في تكليفاتها أكثر من 180 مليون دولار، بمعنى أنه تم تكلفتها بقيمة 10% من القيمة التقديرية التي كانت مرصودة لها من قبل، وهى 200 إلى 250 مليون دولار.
وتابع اللواء عاطف مفتاح، كان السبيل الوحيد هو إلغاء الواجهة نهائيًا، وبدأت فى التعامل مع الواجهة الأصلية للمشروع ووضعت العناصر المعمارية المصرية القديمة، فنجد الواجهة بها 3 أضلاع، ضلعين في اتجاه الشرق وضلع في اتجاه الشمال، وأضلاع الشرق يوجد بها 3 أهرامات في كل ضلع، وجعلت الهرم في حالة حركة، فالهرم جزء كبير داخل المتحف وجزء خارج من واجهة الجدار، وتم استخدام العنصر المعمارى للمصرى القديم وجعلت الهرم مضئ ، وبزوغه من الوجهة الشرقية تأكيد على استمرار مد الحضارات المحيطة بالحضارة المصرية، أما الهرم في الضلع الشمالى فتم تصميمه شفافا تمامًا، تأكيدا على استمرار بعث الحضارة المصرية من الجنوب وتصديرها إلى الشمال، ولهذا فان الواجهة الشمالية نافذة تأكيد على هذا الدور.