في الذكرى الـ 50 لوفاته.. كيف حكت زوجة الرئيس الراحل تفاصيل تقدم جمال عبد الناصر لخطبتها؟.. شقيق «تحية» اشترط أن يكون عقد القران يوم الزفاف ووضع نظاما صارما للقاءات..وتؤكد: أردت الزواج باليوزباشى

الإثنين، 28 سبتمبر 2020 07:59 م
 في الذكرى الـ 50 لوفاته.. كيف حكت زوجة الرئيس الراحل تفاصيل تقدم جمال عبد الناصر لخطبتها؟.. شقيق «تحية» اشترط أن يكون عقد القران يوم الزفاف ووضع نظاما صارما للقاءات..وتؤكد: أردت الزواج باليوزباشى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وزوجته تحيه كاظم
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وثقت تحية كاظم، زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بدايات حياتها مع الرئيس الراحل وكيف تعرفت عليه، وتكشف الكثير من كواليس تلك الحياة، وفى الذكرى الـ 50 لوفاة الرئيس الراحل، نستعرض أبرز ما قالته زوجة الرئيس الراحل عن حياتها مع زوجها، قائلة: عشت مع جمال عبدالناصر ثمانى سنوات قبل الثورة، وثمانى عشرة سنة بعد 23 يوليو 1952.. لقد تزوجنا فى 29 يونيو سنة 1944، أى عشت معه ستا وعشرين سنة وثلاثة أشهر، وبالنسبة لى الآن أعيش مرحلة ما بعد رحيله، فقد عشت معه مرحلتين، قبل الثورة وبعدها، والمرحلة الثالثة أعيشها بعد رحيله، ولم يرها.. آه، ما أصعبها، يا لها من مرحلة قاسية من كل الوجوه، فراقه وافتقادى له، فإننى لم أفتقد أى شىء إلا هو، ولم يهزنى طوال الثمانى عشرة سنة إلا أنه زوجى الحبيب، لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية».

 

وكشفت زوجة الرئيس الراحل كواليس تقدم جمال عبدالناصر لطلب يديها، وموقف أسرتها من الطلب، وموقفها هى شخصيا. وفيما يبدو أنه استدعاء مشحون بالحنين، تقص الحكاية: «أتكلم الآن عن ذكريات من حياتى مع جمال عبدالناصر، وكيف عرفنى وتزوجنى.. كانت عائلتى على صداقة قديمة مع عائلته، وكان يحضر مع عمه وزوجته التى كانت صديقة لوالدتى، ويقابل شقيقى الثانى، وأحيانا كان يرانى ويُسلّم علىّ. وعندما أراد الزواج أرسل عمه وزوجته ليخطبانى، وكان وقتها برتبة يوزباشى، فقال أخى الذى كان ولى أمرى بعد وفاة أبى، إن شقيقتى التى تكبرنى لم تتزوج بعد، ولا يصح أن أسبقها. وكان هذا رأى جمال أيضا، فقال إنه لا يريد الزواج الآن، ولا يتعجل الأمر إلا بعد زواج شقيقتى، وبعد حوالى سنة تزوجت شقيقتى، لكن أخى لم يوافق على الزواج».

 

تقاليد العائلة المتبعة لدى «تحية» كانت تحرمها من حقوقها فى اختيار شريك حياتها، هكذا تحكى بنفسها مشاعرها وقتما رفض شقيقها العريس الشاب، المشاعر التى توزعت بين القهر والرغبة فى التمرد، وهو ما تكشفه كواليسها الواردة فى المذكرات: «كانت تقاليد العائلة أن لى الحق فى رفض من لا أريده، ولكن ليس لى الحق فى أن أتزوج من أريد. وكنت فى قرارة نفسى أريد الزواج باليوزباشى جمال عبدالناصر، وبعد شهور قليلة توفيت والدتى، فأصبحت وحيدة مع أخى، يدير ما تركه أبى الذى كان على جانب من الثراء، وكان شقيقى الثانى فى الخارج» رغم الرفض كانت هناك مساحة للتفاهم، فشقيقها حصل على تعليم جيد بتخرجه فى كلية التجارة، ويملك قدرا جيدا من الثقافة والوعى، ورغم محافظته فى المنزل فإنه كانت له حياة خاصة واسعة خارجه، وربما بفضل هذه الحياة الخاصة تغير موقفه لاحقا بشكل ناعم. تتذكر تحية: «مكثت مع أخى بضعة شهور، وحيدة، تزورنى شقيقاتى بين وقت وآخر، وفى يوم زارتنى شقيقتى وقالت إن عم اليوزباشى جمال عبدالناصر وزوجته زارا بيتها وسألا عنى، وقالا إن جمال يريد الزواج من تحية، وطلبا إبلاغ أخى، وأبلغناه ورحب، قائلا: إننا أصدقاء قدماء وأكثر من أقارب، وحدد ميعادا لمقابلتهم يوم 14 يناير 1944».

 

تستعيد «تحية» تفاصيل اللقاء الأول: قابلت جمال مع أخى، وتم تحديد الخطوبة ولبس الدبل والمهر وكل مقدمات الزواج بعد أسبوع، وطبعا كان الحديث بعدما جلست فى الصالون فترة وخرجت. وفى 21 يناير 1944 أقام أخى حفل عشاء، ودعونا أقاربنا، وحضر والد جمال وعمه وزوجته، وألبسنى الدبلة، وقال لى إنه كتب التاريخ عليها 14 يناير، وكان يقصد أول يوم أتى لزيارتنا. وقال لى إنه عندما زارنا لم يحضر لرؤيتى والنظر فى هل أعجبه أم لا، كما كانت العادة فى ذلك الوقت وكأنه التصريح الأول من عبدالناصر بالحب من أول نظرة، والقرار النهائى الذى لا رجعة فيه.

 

اشترط شقيق «تحية» أن يكون عقد القران فى يوم الزفاف، بعد الانتهاء من التجهيزات وإعداد منزل الزوجية. ولأن الخطوبة والزواج كان يفصل بينهما ستة أشهر تقريبا، كان على المحب الشاب أن يختلس الوقت لوصال المحبوبة، وهنا تدخل الأخ مرة أخرى واضعا نظاما صارما للقاء، تقول عنه تحية: «قال أخى إنه يحضر مرة فى الأسبوع، بحضور شقيقتى الكبرى أو حضوره هو شخصيا. ولأن وجوده فى المنزل كان قليلا، فإن شقيقتى كانت تحضر فى كل مرة قبل وصول جمال، الذى قبل كل ما أملاه عليه أخى، لكنه أبدى رغبته فى الخروج معى، بصحبة شقيقتى وزوجها طبعا، فلم يمانع أخى».

 

كان جمال رومانسيا من طراز مثقف. لم يكن يخرج مع «تحية» لاختصار الوقت فى التنزه أو إمساك يدها على كورنيش النيل، وإنما كان يصحبها فى رحلات تثقيف وإمتاع أسبوعية قصيرة، بين دور السينما ومسرح الريحانى. ولأن الحبيبة الشابة كانت حبيسة البيت تقريبا، وفرضت عليها التقاليد المحافظة قيودا لا حصر لها، فإن هذا العالم كان مدهشا بالنسبة لها، وتختصر هذه الدهشة بالقول: «كل شىء كان جديدا بالنسبة لى. لا وقت يضيع هباء، وفى السينما أو المسرح نجلس فى اللوج أو البنوار، ونتناول العشاء فى البيت بعد الرجوع، وبعد خمسة أشهر ونصف تم زفافى لليوزباشى.

 

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة