أعيدت مجموعة من 36 سلحفاة عملاقة، إلى موطنها الأصلى الطبيعى فى جزيرة سان كريستوبال، إحدى أكبر جزر أرخبيل جالاباجوس الإكوادورى.
وربيت هذه السلاحف فى الأسر، وهى من نوع تشيلونويديس تشاتامنسيس، أحد الأصناف الفرعية الخمسة عشر المنتشرة لسلاحف جالاباجوس، حيث تعيش نحو 6700 سلحفاة بحسب التقديرات، وفق ما جاء فى بيان صادر عن متنزّه جالاباجوس الوطنى (بى ان جى).
وقال مدير المتنزّه دانى رويدا، إن "البيانات العلمية التى فى حوزتنا تؤكد أنها بصحة جيّدة فى بيئة ينتشر فيها عدد كاف من السلاحف تضمن بقاءها"، غير أن الاتحاد العالمى للطبيعة يعتبر أن نوع "تشيلونويديس تشاتامنسيس" مهدّد بالانقراض، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية.
السلاحف المهددة بالانقراض
ووضعت السلاحف التى يتراوح عمرها بين 6 و8 سنوات ووزنها بين 3 و5 كيلوجرامات، فى حجر صحى قبل إطلاقها فى الطبيعة للتأكد من عدم نقلها أى أمراض أو طفيليات إلى موقها الجديد، وخلال السنوات الثمانى الأخيرة، أعيد نحو 75 سلحفاة "تشيلونويديس تشاتامنسيس" إلى سان كريستوبال بعد تربيتها فى الأسر، ويتمتع أرخبيل جالاباجوس بثروة نباتية وحيوانية فريدة من نوعها، ويبعد نحو 1000 كيلومتر من سواحل الإكوادور.
ويشار إلى أن رحلة إعادة سلاحف جالاباجوس هذه إلى موطنها الأصلى ليست الأولى، ففى شهر يوليو الماضى، كانت قد استقرت 15 سلحفاة، حُرّرت مؤخراً فى بيئتها الطبيعية بجزيرة إسبانيولا بعد أن أمضت عقوداً فى برنامج تربية لإنقاذ نوعها من الانقراض، وإسبانيولا هى إحدى الجزر فى سلسلة جالاباجوس، وفى منتصف يونيو، أعادت مديرية حديقة جالاباجوس الوطنية 15 منها إلى جزيرتها الأصلية.
وحينها، أوضح تقرير مصور لشبكة "CNN" الإخبارية، أن السلاحف العائدة لموطنها هى 12 من الإناث و3 من الذكور قضت عقودًا فى برنامج تربية لإنقاذ نوعها من الانقراض، وبعد عودتها إلى موطنا يراقب المحافظون على البيئة الآن تحركاتها فى الجزيرة وسيتحققون بشكل دورى من كيفية تكيفها.
ومن جهته، قال دانى رويدا كوردوفا، مدير حديقة جالاباجوس الوطنية، "تحتوى جميع السلاحف على نظام تتبع عبر الأقمار الصناعية يسمح لنا بمراقبتها عن بعد خلال فترة تكيفها والتى ستكون لمدة 6 أشهر تقريبًا.. وبلا شك هذا برنامج ناجح حيث تمكنا من استعادة هذه الحيوانات - فى إشارة لبرنامج تربية السلاحف على إنقاذ نوعها من الإنقراض".
وأشار التقرير إلى أن سلحفاة إسبانيولا انقرضت تقريبًا فى الجزيرة بالقرن التاسع عشر، لافتًا إلى أنه منذ بدايته قبل نصف قرن، أدى البرنامج إلى إعادة إدخال ما يقارب 1900 من نسلها إلى الجزيرة، ثم انضمت السلاحف الـ15 الأخيرة إلى آلاف من نسلها والتى تتكاثر بشكل طبيعى الآن فى الجزيرة.