بمناسبة الذكرى الـ50 لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر، الذى توفى فى يوم 28 سبتمبر من عام 1970، ومازالت مواقفه خالدة ويتذكرها الجميع، فعبد الناصر كان مناصرا للعروبة ومناهضا للاستعمار بكافة صوره وأشكاله، وكان له دورا بارزا فى تأسيس حركة عدم الانحياز، واستطاع جمال عبد الناصر أن يكون حجر زاوية مهم فى السياسة العربية والعالمية.
وعمل جمال عبد الناصر من خلال سياسته الخارجية على تمكين ما يسمى بـ "عدم الانحياز والحياد الإيجابى"، وكان موجها بخطابه إلى إفريقيا، وحسبما يذكر كتاب "جمال عبد الناصر وعهده" لـ عدد من المؤرخين، والصادر عن دار المعارف "أعلن عبد الناصر، أن إفريقيا التى قطعت شوطا كبيرا من كفاحها الوطنى السياسى من أجل الحصول على الاستقلال، وتريد الاتجاه نحو التطوير، وتشعر أن الزمن يسبقها وأنها على هذا الأساس مطالبة بجهود من أجل تحقيق أمانى شعوبها فى الرفاهية، والسياسة المستقلة غير المنحازة، هى طريقها الوحيد للحصول على وسائل العمل السريع، وأشار إلى أن عدم الانحياز هذا يعنى عدم التورط فى سياسة التكتلات".
ورؤية جمال عبد الناصر حسبما يذكر الكتاب "أن عدم التورط يخفف من حدة أى صدام محتمل بين هذه الكتل، وأنها ليست تجارة فى الصراع بين الكتلتين، تستهدف الحصول على أكبر قدر من المزايا من كل منها، ولذا على إفريقيا أن تبذل قصارى جهدها لعدم التورط فى هذا الصراع ومحاولة إزالته، والتنبيه إلى مخاطره، والعمل إيجابيا على تلافيه، ولن يتأتى ذلك إلا بتعاونها ووحدتها.
كما أكد أن عدم الانحياز بالنسبة لإفريقيا ليست سلبية، تؤدى إلى أن تنأى بإفريقيا عن مشاكل العالم، ولكن يحب عليها أن تلزم نفسها، بأن تصدر فى كل موقف تتخذها عن نظرة أمينة، لا يقيدها التزام مسبق إلا بالمبادئ التى ترتضيها الشعوب، فى أغلى وثيقة توصلت إليها بتضحياتها وهى ميثاق الأمم المتحدة، ميثاق السلام القائم على العدل، وأشار أيضا إلى أن عدم الانحياز ليس حيادا، فالحياد تعبير يستخدم أثناء الحروب فقط، أما عدم الانحياز يعنى أنه ينبغى تقرير السياسة وفقا لما يعتقد، لا وفقا لما يرضى هذه الدول أو تلك، وإذا كانت هناك مشكلة، فإن الأفارقة يتخذون قرارا بشأنها، وفقا لمفهومهم، وطبقا لوعيهم لتفاصيلها، ولوجه الحق فيها، وهذا الوضع هو الذى ينبغى على الأفارقة أن يتخذوه حيال المشكلات.
وأشار جمال عبد الناصر إلى أن عدم الانحياز، ليست حربا باردة، فالتغيرات التى تطرأ على أوضاع الكتل الدولية لا تؤثر فى سياسة عدم الانحياز، وإنما يبقى لهذه السياسة تعبيرها عن ضمير الإنسانية الملتزم بميثاق الأمم المتحدة سواء كانت هناك كتلتان أو ثلاث أو أربع، فموقف عدم الانحياز بالنسبة للأفارقة والعالم أجمع هو فى صورته النهائية، تجميع من أجل السلام القائم على العدل، وهو صمام أمان العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة