صناعة كرة القدم فى الحضارات القديمة.. يسمونها فى البرازيل الفتاة ويقبلونها

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020 08:00 م
صناعة كرة القدم فى الحضارات القديمة.. يسمونها فى البرازيل الفتاة ويقبلونها كرة القدم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كرة القدم هى اللعبة الأكثر شعبية فى العالم، لها تاريخ طويل، مارستها الشعوب حتى قبل أن تصبح لعبة رسمية لها قوانينها، ومجانينها أيضا، لكن كيف كانت صناعتها منذ الحضارات القديمة، وكيف ينظر إليها البعض على أساس أنها كائن حى، هذا ما يقوله لنا كتاب "إدواردو جاليانو" فى كتابه "كرة القدم بين الظل والشمس" الذى ترجمه صالح علمانى.
 
كرة القدم
 
,يقول الكتاب، كانت كرة الصينيين مصنوعة من الجلد ومحشوة بالقنب، والمصريون فى زمن الفراعنة صنعوها من القش أو من قشور الحبوب، ولفوها بأقمشة ملونة، وكان الإغريق والرومان يستخدمون مثانة جاموس منتفخة ومخيطة، أما أوربيو العصور الوسطى وعصر النهضة فكانوا يتنازعون فيما بينهم كرة بيضوية مملوءة بشعر أعراف الخيول، وفى أمريكا كانت الكرة المشغولة من المطاط قادرة على أن تقفز متواثبة كما لم تكن أى كرة فى أى مكان آخر، ويروى مؤرخو البلاط الملكى الإسبانى أن هيرنان كورتيس قذف كرة مكسيكية وجعلها تطير عاليا جدا أمام عينى الإمبراطور كارلوس الزائغتين.
 
كرة القدم
 
ويتابع الكتبا، إن الكرة المطاطية التى تنفخ بمنفاخ والمغطاة بطبقة من الجلد، ولدت فى أواسط القرن الماضى، بفضل عبقرية تشالز جوديير، وهو أمريكى شمالى من كونتيكت، وبفضل عبقرية توسولينى وبالبونسى وبولو وهم ثلاثة  أرجنتينين من كورودوبا، ولدت بعد زمن طويل من ذلك لعبة الكرة دون لمسها باليد، هم من اخترعوا الإطار الداخلى المزود بصمام، والذى ينتفخ بمنفاح الهواء، ومنذ مونديال 1938صار بالإمكان ضرب الكرة بالرأس دون خوف من الأذى الذى كان يسببه الرباط القديم المستخدم سابقا فى ربط الكرة.
 
وحتى منتصف هذا القرن كان لون الكرة بنيًا، ثم أصبحت بعد ذلك بيضاء، وفى أيامنا هذه تظهر الكرة فى نماذج متغيرة، ولكنها ذات أشكال سوداء فوق خلفية بيضاء، وصار قطر خصرها الآن سبعين سنتيمترا وهى مكسوة بمادة البوليريتان فوق طبقة من البوليتيلين، لا ينفذ إليها الماء، ووزنها أقل من نصف كيلو جرام وتنطلق بسرعة أكبر من الكرة الجلدية القديمة التى كانت تصبح مستحيلة فى الأيام الماطرة.
 
ويطلقون عليها أسماء عديدة: الكرة، المكورة، المدورة، البالون، القذيفة، ولا أحد فى البرازيل يشك فى أنها امرأة، فالبرازيليون يقولون عنها السمينة ويسمونها الطفلة، ويمنحونها أسماء من نوع ماريكوتا، وليونور، أو مرجريتا، لقد قبلها بيليه فى استاد ماراكانا عندما سجل هدفه رقم ألف، وديستيفامو أقام لها نصبا عند مدخل بيته، وهو عبارة عن كرة من لبرونز مع لوحة حجرية نقش عليها عبارة: شكرا أيتها العجوز.
 
وهى وفية أيضا، ففى نهائى مونديال 1930 طالب كل من المنتخبين المتنافسين اللعب بكرته الخاصة، وقد كان الحكم حكما مثل سليمان فقرر أن يجرى اللعب فى الشوط الأول بكرة أرجنتينية وفى الشوط الثانى بكرة أروجوانية، فكسبت الأرجنتين الشوط الأول وكسبت الاورجواى الشوط الثاني. 
 
ولكن للكرة نذالتها أيضا، فهى لا تدخل أحيانا المرمى لأنها تبدل رأيها وهى فى الجو وتنحرف عن مسارها، ذلك أنها ساخطة جدا، فهلا لا تطيق أن يعاملوها ركلا بالأقدم، ولا أن يضربوها انتقاما، إنها تطالب بأن يداعبونها برقة، أن يقبلوها، ان يسمحوا لها بالنوم على الصدور أو الأقتم، وهى متكبرة، وربما معتزة بنفسها، ولا تنقصها المبررات لتكون كذلك، فهى تعرف جيدا أن البهجة تملأ أروحا كثيرة حين ترتفع بطريقة ظريفة، وأن أروحا تختنق بالضيق عندما تسقط بطريقة سيئة.  






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة