يعد الفيل واحد من أكثر الحيوانات ذكرا فى الحضارات القديمة، وكان له أهمية كبرى لدى الإنسان الأول، وصل إلى حد التقديس واعتباره فى منزلة الآلهة مثلما الحال فى الحضارة الهندية القديمة، وهو الذى يوضح أهمية الفيل لدى الهنود المعاصرين واشتهره بينهم، والفِيل هو حيوان ثديى ضخم من فصيلة الفيليات ورتبة الخُرْطُومِيَّات، مدة الحمل لدى الفيل هي 645 يوم، ويوجد نوعين من الأفيال: الفيل الأفريقي والفيل الآسيوي، على الرغم من أن بعض الأدلة تشير إلى أن فيلة الأحراش الأفريقية وفيلة الغابات الأفريقية هي أنواع منفصلة عن بعضها. تنتشر الفيلة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب وجنوب شرق آسيا.
اسم عاصمة فرعونية
بحسب كتاب "موسوعة أقاليم مصر الفرعونية – أسوان" للدكتور محمد على، فإنه من بين الجزر الموجودة بأسوان كانت تقع جزيرة إليفانتين، وكانت تسمى فى العصور الفرعونية "آبو" بمعنى "الفيل" وسميت فى العصر اليونانى "إليفانتين" بمعنى الفيل أيضا، وكانت "آبو" عاصمة الإقليم الأول من أقاليم مصر العليا، والذى كان يسمى "تاستى" بمعنى أرض حملة الأقواس أو أرض الأقواس، وفى العصر الصاوى انتقلت العاصمة من آبو إلى أسوان، والتى حلت محلها بعد ذلك "أمبو" (كوم أمبو) حاليا فى العصر اليونانى.
ويفسر الدكتور سليم حسن فى موسوعة مصر القديمة: (الجزء الأول)، أن الفيل كان ذكرى قبيلة قديمة يرجع عهدها إلى ما قبل التاريخ، وكان رمزها حيوان "الفيل"، ويعتقد البعض أن ارتباط هذه القبيلة بالفيل لتجارته فى العاج "سن الفيل".
دبابة بشرية عند القرطاجيين
الفيل الحربى، أو هكذا أطلق على الفيل قديما بعدما تم استخدمه كأول دبابة عبر التاريخ البشرى، للاستفادة من حجمه الضخم وجسده الصلب، وبحسب موقع "الباحثون السوريون" للأبحاث، فإن أول من أخرج هذه الفكرة للبشرية كان هانيبال القرطاجي، وظل الفيل المدرع الأهم في العلوم العسكرية حتى في العصور الوسيطة إذ يسجل التاريخ أن الإمبراطورية الساسانية استخدمت الأفيال الكبيرة في حروبها كما تظهر هذه المخطوطة الأرمينية، وفي عصور أكثر تقدما فقد حسم 32 فيل معركة تيمورلنك ضد العثمانيين سنة 1402 م.
كما يذكر أنه استعملت الفيلة التي عُرفت قديما في الحروب. فقد هزم الجيش المقدوني الذي قاده الإسكندر الأكبر عام 331 ق.م جنود الفرس الذين امتطوا الفيلة فى المعركة، كما تذكر عدد من التقارير أن (اليعازر مكابيه) الشقيق الأصغر لـ (يهوذا مكابيه) زعيم ثورة مكابيان 160-167 قبل الميلاد ضد الإمبراطورية السلوقية الهيلينية، مات عام 162 قبل الميلاد، أثناء معركه أستخدمت فيها الأفيال، وسقطت من على فيله، الذى سحقه حتى الموت.
مصارعة الأفيال عند الرومان والإغريق
اشتهرت الرومان ودول الإغريق القديمة بشغفهم بمصارعة الحيوانات، ولعل من بين أشهر المصارعين فى تلك العصور هو الفيل، حيث تظهر فسيفساء مصنوعة فى أواخر القرنين الرابع أو الخامس، تجسيدا لمباراة استعراضية بين نمر وفيل جرت فى إحدى ساحات الترفيهية، يتضح منها انتصار الفيل على النمر.
إله النبل والتضحية فى الهند
فى الهند يأتى ذكر حيوان الفيل من القدم لارتباطه بالإلهه هناك، وتتصف الفيلة فى الثقافة الهندية بالنبل والتضحية بالنفس، ويعتبر الفيل رمزا لفخامة الاحتفالات الملكية، ويمثل رمزا للصبر والامتنان والحلم والعرفان بالجميل، بالإضافة إلى القوة الخارقة، بحسب دراسة بعنوان "الأساطير الهندية وأثرها فى المنقول الثقافى الهندى" لـ ديمتري أفييرينوس.
ووفقا لكتاب "الموسوعة العلمية الشاملة تاريخ دول وأحداث" فإن من بين الآلهة الهندية الشهيرة يأتى الإله غانيشا وهو إله يبدو على صورة نصف حيوان ذى رأس كرأس الفيل، وهو موجود فى كثير المواضع المقدسة الهندوسية، ويلقب هذا الإله بـ"مزيل الحواجز"، ويستحسن الهندوس تقديم ذبيحة له، عندما يبدأون العمل على مشروع معين، كالذهاب إلى مدرسة جديدة، أو القيام برحلة أو بمشروع تجارى أو مجرد القيام بأعمال العبادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة