تغلب علي عمره بالطموح، فلم يقف عبد الفتاح بائع التين المتجول بإحدى المدن داخل محافظة الجيزة صامتا أمام ضيق حاله، ونزع فكرة التعليم من عقله، بل قرر أن يتحداها ويلتحق بالصف الثالث الإعدادي الذي لم يستطع إكماله لضيق رزقه، ولكنه على الفور ذهب إلي قريته بإحدى محافظات الصعيد، وأتي بكافة أوراقه ليعيد تقديمها إلى مدرسة بمحافظة الجيزة.
يقول عبد الفتاح 51 سنة، "ظروفي ماكنتش تسمح أكمل تعليمي واشتغلت في المعمار، وبعدين فكرت في بيع التين، وبقيت أشيل قفص علي كتفي لحد ما حوشت 500 جنيه، وجبت عربية أتجول بيها في الشارع وسبت ولادي في البلد، وبروح كل شهر بـ400 جنيه ليهم، لكن إيدي مكان تقشيري للتين الشوكى مابقاش ينيمني الليل وسني كبر علي جر العربية رايح جاي، لكن في وسط كل الظروف دى فرحان بطموحي بعد ما حصلت 78% في الإعدادية، وأملي أكمل واخد دبلوم تجارة، لأنه هينفعني في شغلي، وفرحة ولادي بيا كبيرة وهما كمان يتعلموا".
واختتم حديثه قائلا: "رغم فرحتي بطموحي في الدراسة لكن نفسي قي شقة لو أوضة وصالة على الطوب الأحمر أجمع فيها ولادي بدل بعدي عنهم وضعف حالي".