اكتشف باحثون مؤخرًا أن مخطوطات كانت مخفية فى مقبرة صينية قديمة لمدة 2200 عام تصف "المسارات" فى جسم الإنسان، مما يجعلها أقدم نص تشريحى فى العالم، حيث تم الكشف عن الوثائق لأول مرة فى السبعينيات من قبل علماء يعملون فى موقع دفن ماوانجدوى فى تشانجشا، لكن الفريق لم يتمكن من تفسيرها وظل النص لغزا - حتى الآن.
وعثر على المخطوطات فى عام 1973 داخل مقبرة Lady Dai، أرستقراطية سلالة هان، فى موقع دفن ماوانجدوى فى تشانغشا.
تشريح جسم الانسان
تعلم الباحثون اللهجة القديمة ما سمح لهم بقراءة "نص Mawangdui" الذى يصف تنظيم الجسم فى شكل تقسيمات وكل منها سلط الضوء على أنماط المرض المرتبطة التى قد تنشأ فى هذه المسارات.
وقبل الاكتشاف أرجعت جذور علم التشريح إلى اليونانية القديمة، لكن "النتائج أعادت كتابة جزء رئيسى من التاريخ الصيني"، حسب ما جاء بصحيفة "ديلى ميل"، وتم اكتشاف نصوص Mawangdui الطبية منذ 40 عامًا فقط.، لم يقترح أحد حتى الآن أنهم أطلس تشريحى، كما جاء فى الدراسة التى نشرها باحثون فى جامعة بانجور فى مجلة The Anatomical Record.
وقالت الدراسة، نحن نقترح أن السبب الرئيسى لذلك ليس أن الكونفوشيوسية تجعل الدراسة التشريحية من خلال التشريح غير قابلة للتصديق بطبيعتها، بدلاً من ذلك، نقترح أن قراءة هذه النصوص تتطلب القدرة على عرض تشريح الجسم من خلال عدسة ساذجة تختلف اختلافًا كبيرًا عن الحديث. تصور العلم والطب.
وتمت كتابة المخطوطات فى عام 168 قبل الميلاد وتحتوى على لغات ولهجات صينية مختلفة كانت جزءًا من الصين فى عهد هان، والتى كانت عقبة كبيرة أمام العلماء الذين انتشلوها من القبر.
المخطوطة
وتقول الدراسة: إن "قراءة هذه النصوص لا تتطلب فقط القدرة على قراءة النص التقليدي، فضلا عن النص المبسط الحديث. كما تمثل نقلة نوعية كبيرة للعلماء، خاصة أولئك من الغرب الذين اعتادوا على تفسيرات الكون التى تستند إلى العلم الحديث".
وأمضت فيفيان شو، من جامعة بانغور وفريقها، وقتا فى تعلم اللغة القديمة على أمل أن تقرأ يوما ما الكلمات المحفورة على قطعة الحرير.
وقالت فيفيان شو، علينا أن نتعامل مع هذه النصوص من منظور مختلف عن وجهة نظرنا الطبية الغربية الحالية لأنظمة الجسم المنفصلة من الشرايين والأوردة والأعصاب، لم يكن لدى المعدين هذا الفهم، وبدلا من ذلك، نظروا إلى الجسد من وجهة نظر الطب الصينى التقليدى، الذى يقوم على المفهوم الفلسفى للأضداد التكميلية لليين واليانج، المألوف لأولئك فى الغرب الذين يتبعون الروحانية الشرقية".
وأُنشئت المخطوطات قبل نصوص الوخز بالإبر المعروفة لكتاب قانون الطب الباطنى للإمبراطور الأصفر، والذى تم تبجيله فى الصين باعتباره ولادة الوخز بالإبر، ولا تذكر نصوص "ماوانجدوى" ممارسة الوخز بالإبر، ولكنها تعطى أوصافا للمسارات، والتى اعتمدها قانون الإمبراطور الأصفر - وكشفت أن النصوص كتبت أولا.
وترسم النسخة التى أعيد اكتشافها، خرائط للبنية داخل جسم الإنسان ولم يشاهد الكثير منها إلا من خلال التشريح، وقالت شو: "نعتقد أن تفسيرنا للنص يتحدى الاعتقاد السائد بأنه لا يوجد أساس علمى لـ "تشريح الوخز بالإبر"، من خلال إظهار أن الأطباء الأوائل الذين كتبوا عن خطوط الطول، كانوا فى الواقع يصفون الجسم المادي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة