تستعد محافظة شمال سيناء مجددا لعودة الروح للأنشطة الثقافية فى قصر ثقافة العريش بعد توقف استمر 10 سنوات خضع خلالها لعملية إحلال وتجديد طويلة الأمد حتى أصبح جاهزا لعودة العمل بين غرفاته التى تضم مقر مديرية الثقافة ومسرح متكامل وقاعات عرض تخدم كل أبناء شمال سيناء من المثقفين والموهوبين ومن يبحثون عن منفذ لظهور إبداعاتهم.
جاءت هذه الاستعدادات العاجلة لتشغيل قصر ثقافة العريش بعد مطالبات مكثفة من مثقفى شمال سيناء ومبدعيها ورموزها الشعبية والتنفيذية بسرعة فتح أهم منارة ثقافية تنويرية على أرض المحافظة.
وقال اللواء عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، انه يجرى التجهيز لتشغيل القصر بتنسيق مع وزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة، لافتا لأهمية القصر الذى وفرت فيه الدولة كل الإمكانيات ومدعما بخدمات ستقدم من خلاله معربا عن سعادته بهذا الانجاز الجديد .
وكانت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، كلفت الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، بزيارة وتفقد وإعداد تقرير شامل عن المواقع الثقافية التابعة للهيئة فى مدن وقرى محافظة شمال سيناء، وذلك لإجراء تطوير ورفع كفاءة وافتتاح عدد من المشروعات الثقافية والفنية خلال شهر أكتوبر المقبل.
وأعلن الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة فى بيان صحفى بأنه جارى حاليا إعداد برنامج تشغيل لقصر ثقافة العريش يبدأ تنفيذه فور الافتتاح بعد أن أغلق لمدة تجاوزت عشر سنوات، ونقل تأييد الأدباء والشعراء والمثقفين من أبناء شمال سيناء لجهود الرئيس السيسى فى كل المشروعات القومية والتنموية التى تهدف إلى بناء مصر الحديثة مثمنين دور أبطال الجيش والشرطة فى حفظ الأمن وتحقيق الأمان، كما طالبوا بإقامة مؤتمر أدباء مصر فى شمال سيناء.
وأوضح عواض أن قصر ثقافة العريش يقع على مساحة 1900 م2 ويضم دور أرضى وطابقين ويحتوى الدور الأرضى على المدخل الرئيسى ويتفرع إلى ثلاثة اتجاهات الأمامى يؤدى إلى صالة المسرح والآخران للطرق الجانبية المؤدية لسلالم الأدوار العلوية،وتتسع صالة المسرح لعدد 250 مقعدا إلى جانب غرف الخدمات وقاعة كبار الزوار والمكاتب الإدارية، مخزن للديكور، معرض للفنون وغرفتين للفنانين.
ويقسم الدور الأول لثلاثة مناطق منفصلة هى منطقة المدرجات البلكون وتتسع لعدد 150 مقعدا، 4 غرف إدارية، منطقة الأنشطة مكونة من 13 غرفة هى الديمر، 2 غرفة إدارية و10 غرف للأنشطة والفنون منها نادى تكنولوجيا المعلومات، مكتبة للطفل، قاعة للندوات وقاعة للموسيقى والاستماع، أما الدور الثانى مقسم إلى ثلاثة مناطق الأولى إدارية وتحتوى على 5 غرف إدارية، المنطقة الثقافية تضم قاعة للتدريب الفنى ومكتبة والمنطقة الثالثة للخدمات وتشمل غرفتين للمخازن بالإضافة إلى غرفة الإسقاط.
وبدورهم ثمن أدباء شمال سيناء جهود وزارة الثقافة فى إعادة تشغيل قصر ثقافة العريش، وقال محمد عابد رئيس نادى الأدب بالعريش، أن القصر سيكون ملاذا امنا لكل ادباء شمال سيناء لإبراز ابدعاتهم، ومقرا لملتقاهم الأسبوعى، لافتا انه خلال فترة توقف العمل بقصر الثقافة كان الادباء يعقدون جلساتهم فى مناطق متفرقة .
وأشار إلى أن قصر ثقافة العريش برونقه الجديد صرح لثقافى وواجهة حضارية متميزة على أرض شمال سيناء تستحق الإشادة والتقدير لكل من يبذل الجهد فى سبيل أن يعود العمل فيه.
وقال محمد مسلم رئيس نادى أدب البادية، انهم سعدوا بما تم زف لهم من بشرى واخبار خلال زيارة رئيس هيئة قصور الثقافة الأخيرة لشمال سيناء وأهمها التجهيز لتشغيل قصر ثقافة العريش.
أضاف من هنا من سيناء نرسل التحية والتقدير لوزيرة الثقافة ولرئيس هيئة قصور الثقافة، ونثمن اهتمامهم بمثقفى شمال سيناء وإبراز هوية سيناء التراثية، وماقرره رئيس هيئة قصور الثقافة من دعم واهتمام بالموروث الشعبى ضمن أنشطة الثقافة بشمال سيناء وعلى وجه الخصوص تخصيص قاعة بقصر ثقافة العريش كمتحف للتراث السيناوى، وتكوين ودعم فرق تراث شعبى للفنون التلقائية والشعبية .
وبدورهم طالب عددا من الهواة ومؤدى الفنون التراثية التلقائية بشمال سيناء أن يتزامن افتتاح وتشغيل قصر ثقافة العريش مع فتح الباب أمامهم للتعبير عن تراث شمال سيناء الحقيقى من خلال فرق فنيه تراثية خلالها يمارسون النشاط الفنى الحقيقى لأهل سيناء وليس المقتبس من تراث مناطق مجاورة .
يذكر انه وفقا لبيانات مديرية الثقافة بشمال سيناء يعد قصر ثقافة مدينة العريش من اهم المواقع الثقافية ويعود تاريخ إنشائه لعام 1983 بعد تحرير سيناء، وشهد تاريخا حافلا من العطاء وتخريج أجيال مبدعة كما شهد القصر احياء حفلات فنية واستضافة مؤتمرات متعددة ومنه خرج فنان سيناء الأول المرحوم حميد إبراهيم أحد أهم الفنانين المعبرين عن تراث سيناء .
وفى عام 2010، شهد القصر إغلاق وبدء عملية إحلال وتجديد مرت بمراحل توقف نظرا لظروف المحافظة ويشمل المبنى 5 طوابق كاملة التجهيز لممارسة الأنشطة الثقافية، ومقرات إدارية ومقر مديرية الثقافة، وسعة المسرح الجديد داخل القصر بعد أعمال الترميمات تصل لنحو 1000 متفرج.