تعد سلسلة معارض "ديارنا" للأسر المنتجة، والتى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعى برئاسة الوزيرة نيفين القباج، بالتنسيق مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، من أهم المعارض التسويقية لتلك المنتجات والتى تساهم فى تسويق المنتجات اليدوية والتراثية وتساهم فى إحياء العديد منها.
ولقد حققت تلك المعارض نجاحا كبيرا فى الآونة الآخيرة، حيث حقق معرض "ديارنا" الذى أقيم بأرض المعارض بمدينة نصر فى الفترة من 26 ديسمبر 2019 حتى 15 يناير 2020، مبيعات غير مسبوقة تجاوزت 8,5 مليون جنيه فى سلسلة من العروض والأنشطة المختلفة والمعروضات اليدوية والتراثية المتميزة.
وشهدت محافظة الإسكندرية، إقامة فعالية جديدة من سلسلة معارض "ديارنا" لعرض منتجات الآسر المنتجة، والذى يقام على مساحة 450 متر بمنطقة "الشاطبى – الأزاريطة" فى أرض كوتة بجوار مكتبة الإسكندرية، وبمشاركة 6 محافظات هى القاهرة ودمياط والإسكندرية وشمال سيناء والمنوفية وسوهاج بـ 40 عارضاً، وبمنتجات متنوعة من المفروشات والخزف والكليم والخيامية والجلود والإكسسوار وأعمال الرسم على الخشب، حيث تميزت المعروضات بجودتها وسعرها المناسب، بالإضافة إلى كونها منتجات يدوية تراثية لكل محافظة.
"اليوم السابع" قام بجولة داخل معرض "ديارنا " بالإسكندرية، والتقى بعدد من العارضين، وكان منها مجموعة من المشغولات التراثية ومن مختلف محافظات مصر.
تقول أمال سيد حسن، من محافظة سوهاج "قرية جزيرة شندويل"، إنها تشارك فى المعرض بحرفة يدوية كانت قد اندثرت وهى حرفة صناعة "التلى" وهو التطريز اليدوى على القماش المصنوع من" التل"، فتلك الحرفة تاريخية ويرجع عمرها ما يقرب من 1400 عاما تقريبا، ولكنها فى وقت ما تعرضت للاندثار، وأعيد إحياؤها فى السبعينيات على يد سيدة بريطانية جاءت خصيصا لمصر تبحث عن مثيل لقطعة قماش تراثية معروضة فى المتحف البريطانى من صناعة "التلى".
وأضافت أمال، أنه بعد رحلة بحث فى جميع محافظات مصر لم تعثر السيدة البريطانية على من يعلمها فنون تلك الحرفة اليدوية إلا "أم علية" السيدة المسنة التى تعيش بقرية جزيرة الشندويل بسوهاج، ومن هنا بدأت رحلة إعادة إحياء تلك الحرفة التراثية بمساهمة من منظمة "اليونسيف" وتعليم الفتيات الصغيرات طريقة التطريز ليعود "التلى" إلى الازدهار مرة أخرى، حيث يوجد بالقرية 500 أسرة تعمل بتلك الحرفة التراثية وهى مصدر رزقهم الوحيد.
وحول صناعة "التلى" تقول أمال حسن، إن "التلى" هو فن التطريز على قماش "التل" بالخيوط الفضية والذهبية، بنسبة 50% فضة و50% نحاس، فاللون الفضى مطلى بطبقة من الفضة، واللون الذهبى مطلى بطبقة من الذهب، والغرزة الواحدة لها 7 خطوات، وهناك أشكال متعددة لغرزة "التلى" وفقا للثقافة السائدة بالقرية، مثل غرزة "الحجاب" و"الفلاية" و"العروسة" و" الجمل" و" الأبريق" و" الكتكوت"، ولكن أشهرها الحجاب خاصة للعروسة.
أما كاميليا إبراهيم فرغلى، إحدى العارضات بالمعرض، تقول إنها حاليا بالمعاش، وقد احترفت حرفة صناعة" الأركت" بعد الإحالة إلى المعاش هى وزوجها، فكانت صناعة "اركت" هواية زوجها وكانت تساعده بها الى أن أحبت تلك الهواية وواصلت العمل بها .
وحول المشاركة فى المعرض قالت لـــ"اليوم السابع"، أن معارض وزارة التضامن توفر فرصة رائعة لتسويق منتجات الآسر المنتجة، حيث ظلت تلك المنتجات مخزنة بالمنزل الى أن جاءت فرصة المشاركة فى معرض "ديارنا" لتسويق تلك المنتجات، وبدأنا بعرض تلك المنتجات من معرض مركز شباب سموحة، ثم المشاركة فى عدد من المعارض فيما بعد، وحول المنتجات اليدوية والمدة التى تستغرقها كل قطعة، قالت، أن كل قطعة لها مدة زمنية مختلفة فهناك قطعة قد تستغرق 10 أيام وأخرى تستغرق إسبوع فقط.
وحول صناعة الحلى والإكسسوار، شهد المعرض عدد من المنتجات المستوحاه من التراث المصرى، لتتميز المنتجات بالأصالة والذوق الرفيع، حيث تقول الدكتورة سارة محمد إبراهيم، حاصلة على دكتوراه فى التصميم الزخرفى كلية التربية النوعية جامعة الإسكندرية، إنها تعشق صناعة الأحجار وخاصة فى المنتجات التى تعبر عن الهوية المصرية، وهو ما دفعها للحصول على رسالة الدكتوراه فى "رموز الفن الشعبى"، وعلاقة الأحجار بالطاقات الإيجابية التى تؤثر على الإنسان فى تجديد الطاقة.
وحول المنتجات بالمعرض تقول لـ"اليوم السابع"، إنها تعمل بالأحجار الكريمة "ترصيع يدوى"، باستخدام تصميمات خاصة، وهى مطلاة بماء الذهب أو الفضة، وطموحها الوصول إلى العالمية بتصميمات مصرية.
وفى لقاء مع بسنت محمد عبد الحفيظ ،إحدى العارضات فى إنتاج الحلى والإكسسوار الخاص بتصميماتها المتميزة، تقول إنها تسعى لإحياء التراث الفنى فى تصميمات الحلى والاكسسوار الخاص بها، حيث تتضمن منتجاتها تصميمات مستوحاة من الرسومات الفرعونية والرموز الشعبية التى اندثرت، باستخدام "التفريغات البسيطة " وهو يجمع بين نعومة التصميم وخشونة التنفيذ باستخدام الآلات الحادة فى التنفيذ للتحكم فى المعدن المستخدم.
وحول احترفاها تلك الحرفة، تقول بسنت إنها تعمل فى هذا المجال منذ 10 سنوات، حيث تقوم بوضع ورسم التصميم الخاص بها، ثم طبعه على النحاس بحفر الأحماض وتلوينه بالمينا، مع طبقة من الطلاء الفضة أو الذهب.
وتقول ندى محمد عبد الحفيظ، التى تقدم منتجات "كروهوك أرت"، وهو شغل الإبرة "الكروشيه"، لتزيين منتجات مودرن للمنزل أو الحقائب اليدوية، وهو منتج يقدم لأول مرة لدمج "الكروشية مع الجلد فى الحقائب اليدوية، بالإضافة إلى تقديم فن الزخرفة المستوحاة من الفن الكولومبى، لتداخل الألوان المتناسقة مع بعضها البعض، وأعربت عن طموحها فى إنشاء جاليرى خاص بها لعرض منتجاتها المتميزة من صناعة "كروهوك أرت".
ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى 5 سبتمبر 2020، كما يفتح أبوابه لاستقبال الجمهور اعتبارًا من الساعة 12 ظهراً حتى 12 مساءً، وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، بمراعاة وجود تباعد إجتماعى داخل المعرض مع توفير مساحات كبيرة بين العارضين، وتوسعة الممرات الخاصة بالمعرض ليصبح عرضها 4 أمتار، كما يتم السماح بدخول 30% فقط من السعة المقررة للدخول بشكل دورى.
ويتم تعقيم المعرض مرتين يوميا، وإلزام جميع الزوار والعارضين بضرورة ارتداء الكمامات، وتعقيم الأيدى على بوابات المعرض قبل الدخول، والتباعد الاجتماعى أثناء التسوق، مع مراعاة تواجد عارض واحد داخل كل جناح.