أجرى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حوارًا مع المهاجم المصري أحمد حسن كوكا لاعب فريق أولمبياكوس اليوناني، تحدث خلاله تحدث خلاله عن السنوات الصعبة التي عاشها مع فرق الشباب للفريق الأول حتى تأتي الفرصة الإحترافية المناسبة، ونجح في الاحتراف الأوروبي مبكرًا قبل أن يُكمل عامه العشرين.
وقال أحمد حسن في حديثه لموقع "الفيفا: في عالم كرة القدم هنالك القليل من الفرص ويجب استغلالها كما نفعل أمام المرمى لتسجيل الأهداف، كفتى صغير كنت أنتظر تصعيدى للفريق الأول للنادي الأهلي خصوصاً بعد أن استدعاني مانويل جوزيه للتدريب مع الفريق الأول، ذهبت للمشاركة في كأس العالم تحت 20 سنة في كولومبيا 2011 وبعدها لم يتحقق ما أريد.، كنت شغوفاً بإظهار قدراتي وتطويرها في الوقت المناسب، ولذلك قرّرت التوجه للبرتغال والموافقة على صفقة ريو آفي، بعد ثمان سنوات أعتقد أنها كانت خطوة موفقة في مسيرتي بكل تأكيد."
أحمد حسن كوكا
بداية التحدي
استدعي "كوكا" للانضمام لمنتخب شباب مصر لخوض كأس أفريقيا 2011 وانضم ابن الـ18 عاماً لزملاءه محمد صلاح، والنني، وحجازي وتريزيجيه، وتمكنوا من انتزاع بطاقة التأهل لكأس العالم في نفس العامـ وأثناء المعسكرات التحضيرية، لفت أنظار بعض الأندية البرتغالية في المباريات الودية هناك، وبعد عودته من كولومبيا تم التواصل معه لتقديم أحد العروض ليقرر كوكا رفقة عائلته أن يقبل عرض ريو آفي ويبدأ معه رحلة التحدي.
أضاف: "كأي لاعب شاب في النادي الأهلي، كنت أتمنى أن ألعب في صفوف الفريق الأول حيث نلت شرف مزاملة نجوم كبار سيطروا على أفريقيا لعدة سنوات أمثال أبوتريكة ومتعب ومحمد بركات وغيرهم، ولكن في ذلك الوقت لم يكن هناك فرصة لأخذ مكاني في الهجوم، ولذلك حسمت أمري وقررت السفر، كنت أعرف أنها أكثر من مجرد رحلة احترافية، لقد كانت أشبه بالتحدي، وعزمت على النجاح مهما كلف الأمر."
تابع: "بالتأكيد كانت الفترة الأولى صعبة جداً، حيث تحولت إلى بيئة مختلفة وحياة احترافية مكرّسة كلها لكرة القدم، لم يكن وارداً أن أتراجع عن هدفي الكبير، منحني المدرب نونو سانتي الفرصة أمام سبورتينج لشبونة في بطولة كأس الرابطة وسجلت أول أهدافي في تلك المباراة، حصلت على الثقة في بداية المشوار، وبدأ مستواي يتطور يوماً بعد يوم."
خلال مواسمه الثلاث مع الفريق بلغ مع ريو آفي ثلاث مباريات نهائية في كأس البرتغال وكأس الرابطة ثم كأس السوبر، صحيح أنه لم يتمكن من التتويج بها لكن بحصيلة 98 مباراة و32 هدفاً يمكن القول أن كوكا ثبت أقدامه بشكل ممتاز في المرحلة الأولى من رحلته الإحترافية.
حصد الألقاب
دارت مفاوضات من أجل الإنتقال إلى بنفيكا مع بداية الموسم الرابع في البرتغال وبعد أن خاض مباراتين انتقل إلى سبورتينج براجا ليبدأ مرحلة أكثر تنافسية: "أعتقد أنها كانت خطوة مهمة في مسيرتي، كان الفريق يملك الطموح من أجل المنافسة على الألقاب، كان لي شرف المساهمة بالفوز بلقب الكاس ليتذوق الفريق طعم أول بطولة منذ 50 عاماً، كان النهائي تاريخيا أمام بورتو وسجلت ركلة الترجيح الثالثة التي مهدت الطريق للفوز 4-2."
مع براجا عرف كوكا طعم المشاركة في البطولات الأوروبية، حيث تمكّن من التأهل للدوري الأوروبي في المواسم الثلاث التي قضاها مع الفريق وعلق قائلا: "اللعب في الدوري الأوروبي يعطي بالتأكيد ميزة إضافية، حيث تختبر قدراتك بمواجهة أندية من مدارس متنوعة مثل شاختار وفنربخشة وهوفنهايم وغيرها، وبعضها له تاريخ كبير مثل مارسيليا الفرنسي، من المهم كان خوض هذه التجارب في كل موسم."
ولفت كوكا أنظار عملاق اليونان أولمبياكوس، فانتقل إليه بنظام الإعارة موسم 2018-2019 وأثبت وجوده هناك وهو ما دفع الفريق لمحاولة ضمه بشكل رسمي بعد فترة الإعارة الثانية الموسم الماضي، ليصبح كوكا لاعباً رسمياً بصفوف الفريق بداية من هذا الموسم ويقول كوكا: "بعد تلك السنوات في البرتغال، كان لابد من تغيير الأجواء وخوض تجربة جديدة، أعتقد أن اليونان تملك بطولة ذات طابع تنافسي، كما أن الجماهير تضفي حماسة لا مثيل لها، أنا سعيد لارتداء قميص أولمبياكوس ومستعد لبذل المزيد من الجهود لخدمة الفريق واسعاد الجماهير."
وساهم كوكا في نيل الفريق الجديد للقب الدوري اليوناني الموسم الذي انتهى مؤخراً: "في الفترة الثانية عدت للفريق منتصف الموسم، وكان هدفنا واضحا وهو استعادة لقب الدوري الغائب عن خزائن أولمبياكوس منذ موسمين، بذلت مجهوداً كبيراً لنيل مكاني في الفريق، وساهمت في بعض الأهداف، ولكن خلال مباريات الدور النهائي "بلاي أوف" شاركت في تسع مباريات من 10، وسجلت 4 أهداف، ونجحنا في حسم أمر اللقب، كنت سعيداً جداً بالتتويج، هذا أول دوري بالنسبة لي وله مذاق خاص، وما زاد من سعادتي اختياري كأفضل لاعب في الدور النهائي."
كوكا
كوكا مع منتخب مصر
وتذوق كوكا حلاوة اللعب في المسرح العالمي، حيث شارك في نسختين متتاليتين من كأس العالم تحت 20 سنة في كولومبيا 2011 وتركيا 2013 حيث سجل هدفين في النسخة الثانية "نعم، يحتاج اللاعبون الشباب للمشاركة في بطولة عالمية في بداية المسيرة لاكتساب الخبرة، وحققت ذلك مرتين، ساعدني هذا بكل تأكيد ومنذ ذلك الوقت وأنا أحلم باللعب في كأس العالم ".
تم اختيار كوكا للمنتخب المصري الأول بعد أسابيع من خوض نهائيات تركيا 2013، سجل هدفاً في مرمى أوغندا وكسب الثقة من أجل الإستمرار في قائمة الفريق على مدى السنوات التالية : "الحمد لله، كانت بداية جيدة بقميص المنتخب الوطني، ومع بداية تصفيات كأس العالم 2018، سجلت هدفين في مرمى تشاد في الدور الثاني وبدأنا حملة التأهل إلى روسيا، كان اللاعبون على قلب رجل واحد من أجل تحقيق هدف الصعود لكأس العالم بعد طول غياب."
وشارك حسن في ثلاث من المباريات الست ضمن المجموعة الخامسة وبالتأكيد أهمها اللقاء الأخير أمام الكونجو الذي حقق فيه الفراعنة الفوز الصعب 2-1 وكسبوا ورقة الترشّح إلى نهائيات 2018 "اشتركت اساسياً في ذلك اللقاء، كانت مصر كلها خلفنا طيلة التصفيات وفي هذه المباراة لا يمكن أن تخيّب ظنهم. صحيح أننا عشنا أوقاتاً صعبة، لكن في النهاية انتزعنا الفوز وأسعدنا عشرات الملايين بالتأهل لكأس العالم من جديد."
بداية العام 2017 كان كوكا ضمن قائمة المنتخب الذي استعاد مكانه في بطولة كأس أفريقيا، حيث كانت مصر قريبة من استعادة التاج بعد غياب، لكن الكاميرون قلبت الأمور وحققت انتصاراً 2-1 في اللحظات القاتلة. وفي العام 2018 ظل كوكا ضمن قائمة الفريق حتى المعسكر الإعدادي الأخير، وفيه تلقى قرار المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر بعدم استمراره ضمن القائمة النهائية المسافرة إلى روسيا من أجل كأس العالم وقال كوكا "كان أمراً صعباً أن تتلقى مثل هذا القرار في الأيام الأخيرة، كنت أطمح لتمثيل بلدي في أكبر محفل لكرة القدم، ولكن كمحترف تقبلت هذا القرار وتمنيت الخير لبقية زملائي. وصممت على الإستمرار بمسيرتي والحمد لله أنني حققت المزيد من النجاح وأحرزت لقب الدوري اليوناني رفقة أولمبياكوس."
رسالة البدري ورهان صلاح
بعد الإقصاء المفاجئ من الدور الثاني لكأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر، جاء التغيير واستلم حسام البدري دفة القيادة الفنية، وأدرك المدرب الوطني أن واحدة من أهم نقاط الضعف تكمن بندرة الهدافين، ولذلك قال البدري لموقع الفيفا أن لديه رسالة واضحة إلى كوكا بأن يستمر على نفس الوتيرة ويطور من نفسه، يقول كوكا "أشكر الكابتن حسام على دعمه وتواصله الدائم معي، وبدوري سوف أستمر في العمل على تطوير أدائي لكي أقدم ما هو مطلوب مني عند استدعائي للمنتخب الوطني، أمامنا مهمتين كبيرتين، التأهل لكأس العالم ٢٠٢٢ وكأس أفريقيا المقبلة والمنافسة عليها."
بعد موسمه الطويل وتتويجه بلقب الدوري اليوناني، نال كوكا قسطاً من الراحة والتقى بصديقه محمد صلاح المتوج بلقب الدوري الإنجليزي رفقة ليفربول، لكن ما الذي دار بينهما خلال العطلة: "صلاح صديق قديم، بدأنا في نفس الفترة مع منتخب الشباب وكلما اجتمعنا نستذكر العديد من الذكريات ونتحدث عن الحاضر، شاءت الصدف أن نتوج بلقب الدوري في نفس الموسم الماضي، وخلال الحديث عن الموسم الجديد أخبرته أنني سأسجل أهدافاً أكثر من التي سيسجلها مع ليفربول، فما كان منه إلا وأن قبل الرهان وقال لن تربح (يضحك) سنرى من الذي سينجح نهاية الموسم. أتمنى له التوفيق هو سفير فوق العادة للكرة المصرية وفخور بما ينجزه هناك، ربما نتواجه في دوري الأبطال، آمل ذلك."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة