أظهر العلماء في المملكة المتحدة نموذجًا أوليًا لشبكة كمية للاتصالات الآمنة عبر الإنترنت التي لا يمكن اختراقها بواسطة الهجمات الإلكترونية، ويقسم نظام "تعدد الإرسال" بجامعة بريستول جزيئات الضوء التي تنقل المعلومات إلى العديد من مستخدمي الإنترنت من مصدر مركزي واحد، ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أظهر الباحثون التكنولوجيا، التي تستخدم التأثيرات الفردية للتشابك الكمي، على الألياف الضوئية في مواقع مختلفة عبر بريستول.
ويمكن للنظام أن يجعل محتويات الرسائل عبر الإنترنت آمنة تمامًا من الاعتراض مع توفير عدة مليارات من الجنيهات التي تنفق على أنظمة الاتصالات الكمومية الحالية.
وتوظف تقنية الكم التأثيرات المذهلة لفيزياء الكم للتقدم في الاتصالات، حيث يقول الباحثون إن نموذجهم الأولي الفريد يُفهم على أنه أكبر شبكة كمومية من نوعها على الإطلاق، ويمكن أن يغير طريقة تواصل الناس عبر الإنترنت.
وقال باحث الدراسة الدكتور سيدارث جوشي في مختبرات تكنولوجيا هندسة الكم (QET) بجامعة بريستول: "يمثل هذا انجازا هائلاً، ويجعل الإنترنت الكمي اقتراحًا أكثر واقعية".
وأضاف جوشى: "استلزم بناء شبكة كمومية حتى الآن تكلفة ضخمة ووقتًا وموردًا، فضلاً عن المساومة في كثير من الأحيان على أمنها الذي يهزم الهدف بأكمله"، موضحا: "لكن حلنا قابل للتطوير ورخيص نسبيًا والأهم من ذلك كله أنه منيع".
وأكد جوشى: "هذا يعني أنها أداة تغيير مثيرة للعبة وتمهد الطريق لتطوير أسرع بكثير ونشر هذه التكنولوجيا على نطاق واسع."
وطور الفيزيائيون حتى الآن شكلاً من أشكال التشفير الآمن، يُعرف بتوزيع المفاتيح الكمومية، حيث تنتقل جزيئات الضوء، التي تسمى الفوتونات، لنقل المعلومات، وتسمح العملية لطرفين بمشاركة مفتاح سري يستخدم لتشفير وفك تشفير المعلومات دون التعرض لخطر الاعتراض.