يبدو أن أزمة بيلاروسيا ستخلق حالة من التوتر بين روسيا والاتحاد الأوروبى، فى ظل مساعى الاتحاد تشديد العقوبات على بيلاروسيا، بينما ترفض موسكو هذه العقوبات ودعوات إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما أعلنت الشرطة البيلاروسية، اليوم السبت، اعتقال العديد من الأشخاص جراء المظاهرات الاحتجاجية غير المصرح بها وسط العاصمة "مينسك"، وقالت المتحدثة باسم قسم شرطة مدينة مينسك ناتاليا جانوسفيتش - فى تصريح أوردته كالة أنباء (سبوتنيك) الروسية - أن "طلاب عدة جامعات نظموا فى وقت سابق اليوم، مظاهرات احتجاجية دون تصريح فى مينسك".
وأكدت جانوسفيتش أن هناك عمليات اعتقال تجرى الآن فى مينسك كجزء من الإجراءات الإدارية، دون أن تحدد عدد الأشخاص الذى تم اعتقالهم.
بدوره حذر وزير الخارجية الألمانى، هيكو ماس، من أن الاتحاد الأوروبى يعتزم تشديد العقوبات ضد مينسك إذا لم يستجب رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، لمطالب الاتحاد الأوروبى.
ووفقا لموقع روسيا اليوم قال وزير الخارجية الألماني: "نحن كالاتحاد الأوروبى لا نعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية فى بيلاروسيا، وقد قررنا فرض العقوبات التى نشرع فى تنفيذها الآن، وإذا لم يستجب لوكاشينكا لمطالبنا، فسيتم فرض عقوبات جديدة".
ولفت وزير الخارجية الألمانى إلى أن مطالب الاتحاد الأوروبى، تشمل فتح سلطات مينسك الحوار مع المعارضة البيلاروسية وإجراء انتخابات جديدة ووقف العنف ضد المتظاهرين.
فيما أعلن وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، اليوم السبت، عزم موسكو ومينسك الرد على أى محاولات لقطع بيلاروسيا عن روسيا وعن الدولة الاتحادية التى تجمع بينهما، حيث أدان سيرجى لافروف ما وصفه بالضغوط الخارجية على القيادة البيلاروسية.
وقال وزير الخارجية الروسى: نحن ندين الضغوط التى تتعرض لها حاليا سلطات بيلاروسيا الشرعية من قبل الدول الأجنبية، التى تقدم فى الوقت ذاته دعما علنيا للمعارضة فى بيلاروسيا.
وتابع وزير الخارجية الروسى، أن من بين هذه الضغوط فرض أفكار مريبة حول الوساطة بين السلطة والمعارضة، بما فى ذلك وساطة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، التى تعانى هى نفسها من أزمة عميقة وتحتاج إلى إصلاح، فضلا عن أن المنظمة المذكورة أظهرت عجزها عن تأمين المراقبة الدولية للانتخابات الرئاسية الأخيرة فى بيلاروسيا.
وفى تعليقه على مطالبة بعض الدول بإلغاء نتائج تلك الانتخابات (التى فاز بها، بحسب النتائج الرسمية، الرئيس الحالى، ألكسندر لوكاشينكو، بعد حصوله على 80% من أصوات الناخبين، النتيجة التى لم تعترف المعارضة بها) وإعلان فوز المعارضة، وصف لافروف هذا الطلب بالاستفزازى، مؤكدا تمسك روسيا وبيلاروس بموقفهما الواضح إزاء تحركات الذين يحاولون زعزعة الوضع فى بيلاروس عن طريق مغازلة مينسك وقطع هذه الجمهورية عن روسيا وتخريب دعائم وجود الدولة الاتحادية، موضحًا أن نقطة الانطلاق بالنسبة للبلدين بشأن نتائج الانتخابات البيلاروسية الأخيرة هى ضرورة حل كل المشكلات على أساس دستور بيلاروسيا مع احترام قوانينها.
وتشهد بيلاروسيا منذ انتخابات 9 أغسطس التى فاز فيها لوكاشينكو بولاية رئاسية سادسة، موجة احتجاجات تقودها قوى المعارضة التى رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات ووصفتها بالمزورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة