تمر اليوم الذكرى الـ354 على قيام القيصر بطرس الأول، قيصر روسيا الخامس، بفرض على جميع الرجال باستثناء رجال الدين والفلاحين ضريبة على اللحى فى محاولة للتشبه بالغرب، ولم تكن تلك المرة الأولى التى يشهد فيها العالم مثل هذا النوع من الضرائب، حيث تم فرض ضريبة على تربية الذقن فى بريطانيا عام ١٥٣٥ تحت حكم الملك هنرى الثامن، وفى ذلك الوقت كان شعر الوجه رمزا للمكانة، وقد أسقطت الضريبة ولكن أعيد العمل بها على يد ابنة هنرى الملكة إليزابيث الأولى، التى وجدت أن أى لحية تنمو لأكثر من أسبوعين يجب أن تخضع للضريبة.
فى نهاية القرن الـ17 فرض الإمبراطور الروسى بيتر الكبير ضريبة على شعر الوجه للرجال فى محاولة لتحديث مجتمع البلاد، وأجبر جميع الرجال الملتحين على دفع الرسوم.
وعلى مدار التاريخ شهد العالم فرض العديد من الضرائب على أشياء وممتلكات لم تكن تتخيل أنه يمكن فرض ضريبة عليها، من بينها:
ضريبة الصلع
قال شريف فوزى، مدير عام القاهرة التاريخية، أن السلطان الأشرف برسباى، أن هذا الأمير قد نزل وشق القاهرة يوم 27 من رجب واخد يفتش فى رأس المصريين ويأمرهم بخلع أغطية رؤوسهم ومن كان أصلع أو أجلح أى ليس له شعر على جانبى رأسه فرض نقود جباية عليهم حتى ضج الناس الصلعاء من تلك الغرامات أو الجبايات، وضجت شكواهم فتوسط كبار الأمراء لدى برسباى لإيقاف تلك المهزلة حتى نودى بالقاهرة معشر القرعان لكم الأمان، وانتهى الأمر على ذلك.
ضريبة الشاى
فى عام 1767م قدم المستشار المالى البريطانى تشارلز تاونشند قانون ينص على فرض ضريبة جمركية على السلع المستوردة من المستعمرات ليكون العائد هو مرتبات حكام المستعمرات البريطانية.
وتضمنت القائمة الشاى والزجاج والدهان والورق، ولكن هذا القانون أثار غضب سكان المستعمرات ولتعبير عن استيلائهم نظموا حملات شعبية لمقاطعة السلع التى تشمل تلك الضريبة وقد نجحت المقاومة فى إلغاء الضرائب، وفى عام 1770م ألغت الحكومة البريطانية الضرائب المفروضة على عدى الشاى، ولكن استمرت المستعمرات فى الامتناع عن شرب الشاي، واتجهوا لشرب الشاى الهولندى المهرب مما تسبب فى خسائر كبيرة لشركة الهند الشرقية، مما حدث كساد للشاى بالمخازن وأزمة فقام البرلمان البريطانى بإقرار قانون الشاى عام 1773م لإنقاذ شركة الهند الشرقية.
ضريبة المشروبات الغازية
فى عام 1919 وافق الكونجرس الأمريكى على ضريبة بنسبة 10% على مبيعات المشروبات الغازية المعبأة فى زجاجات، ووصف هذه الضريبة بأنها ضرورية لتمويل المجهود الحربى. وقد تم تطبيق ضريبة المشروبات الغازية بسبب أنها كانت تعتبر من المنتجات الفاخرة، وقد قاومها المستهلكين والشركات مما أدى لإلغائها فى عام 1922.
ضريبة الملح
وتعد الضرائب على الملح فى فرنسا حتى عام ١٧٩٠ واحدة من أكثر الضرائب غير العادلة التى فرضت. وقد اختلف المبلغ المطلوب تبعا لمكان استيراد الملح، حيث كان الملح الأطلسى هو الأكثر تكلفة. وكان الملك تشارلز الخامس أول من جعل هذه الضريبة بقيمة ثابتة لكل شخص فوق سن الثمانية يضطر لشراء كمية معينة من الملح، مع دفعها كل أسبوع مما أسفر عن انتشار حالات التهريب.
ضريبة الصابون
خلال القرن الـ١٦ تم حظر صنع الصابون المرقط فى بريطانيا، لأنه استنفد احتياطى البلاد من الأشجار البرية. وبما أن الصابون المرقط كان أسهل بكثير من إنتاج الصابون الخشبي، فقد أدخلت الحكومة ضريبة لمحاولة إبطاء الإنتاج. وتم إلغاء الضريبة فى نهاية المطاف فى فترة الثورة الصناعية فى عام ١٨٥٣.
ضريبة القبعة
تم فرض ضريبة على القبعات لأول مرة فى عام ١٧٨٤ لمحاولة كسب المزيد من المال عن طريق فرض ضرائب على الرجال، على أساس ثروتهم ووضعهم. ولم يُعَد عدم دفع ضريبة القبعة جريمة يعاقب عليها القانون، ولكن واجه الذين حاولوا تزوير الختم الضريبى عقوبة الإعدام.