قاد الإسكندر الأكبر إمبراطورية ضخمة مترامية الأطراف، واستطاع بفضل حنكته العسكرية أن يفتح بلادا عريقة أهمها مصر، وكانت وفاة الفاتح المقدونى فى الثانية والثلاثين من عمره عائقا أمام المزيد من الفتوحات العظيمة.
ويعتقد البعض أن الإسكندر لم يصل إلى غزو عدد من المناطق، يقال من بينها شبه الجزيرة العربية، حيث كان يسكن العرب الذى جاء منهم فيما بعض النبى محمد صلى الله عليه وسلم، لكن العديد من المراجع الأخرى أكدت وصول الإسكندر إلى هناك، واستطاع أن يضم الجزيرة العربية لمملكته الواسعة.
وبحسب موسوعة "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" للمفكر العربى الكبير جواد على، مستشهدا بما أورده "أريان": أن العرب كانوا يتعبدون لآلهين هما: "أورانوس، و "ديونيسوس، وجميع الكواكب وخاصة الشمس، فلما سمع الإسكندر بذلك أراد أن يجعل نفسه الإله الثالث للعرب.
وذكر أيضا أنه سمع ببخور بلاد العرب وطيبها، وحاصلاتها الثمينة، وبسعة سواحلها التى لا تقل مساحتها كثيرا عن سواحل الهند، وبالجزر الكثيرة المحدقة بها، وبالمرافئ الكثيرة فيها التى يستطيع أسطوله إن يرسو فيها، وببناء مدن يمكن أن تكون من المدن الغنية، وسمع بأشياء أخرى، فهاجت فيه هذه الأخبار الشوق إلى الاستيلاء عليها، فسير إليها حملة بحرية للطواف بسواحلها إلى ملتقاها بخليج العقبة.
أرسل الإسكندر بعثات استطلاعية لجمع المعلومات اللازمة لإرسال أسطول كبير يستولى على سواحل الجزيرة، يتجه من الخليج فيعقب سواحلها، ثم يدخل البحر الأحمر إلى خليج العقبة، حيث ينفذ أسطوله إلى سواحل مصر. وقد هيا الأسطول، وجاء بأجزاء السفن وبالأخشاب اللازمة لبنائها من "فينيقية "وقبرص " ، واتخذ "بابل" قاعدة للإشراف على تنفيذ هذه الخطة. وممن أرسلهم الإسكندر لإكتشاف الطريق، القائد البحرى "أرشياس" "أرخياس"، وكلف السير فى اتجاه السواحل، فبلغ جزيرة سماها "أريان" "تيلوس"، وهى "البحرين"، ولم يتجاوزها، والقائد "أندروستينيس" ، وقد بلغ مكانا قصيا لم يصل إليه القائد "أرشياس"، "وهيرون" ، وقد وصل مكانا بعيدا لم يصل إليه القائدان المذكوران، وكان قد كلف أن يطوف حول جزيرة العرب حتى "هيروبوليس" أى السويس. وقد عاد فأخبر الإسكندر بما حصل عليه من معلومات وبما يتطلبه المشروع من جهود.
ولم يذكر "أريان" المكان الذى بلغه "هيرون"، ويظن "أرنولد ولسن" أنه لم يتجاوز موضع "ماكيته" وهو موضع "رأس الخيمة"، أى "رأس مسندم" كما يسميه الأوروبيون، وهو "مونس اسبو" ، عند "بلينيوس"، أى "رؤوس الجبال".
وأضاف جواد على أنه ورد أن العرب قدموا الأسلحة والملابس للجيش المقدوني، وأن الإسكندر تمكن من قهر العرب، كما ذكر أن عربيا انقض على الإسكندر وفى يده اليمنى سيف مسدد نحو رقبته، قاصدا قتله فى أثناء معركة حامية، غير أن الإسكندر تجنب الضربة بسرعة فائقة فنجا، وكان هذا العربى فى جيش "دارا" "داريوس " ملك الفرس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة